الطريق إلى البريقة يمر عبر 40 ألف لغم أرضي

الثوار يجتازون «حقول الموت».. ويتقدمون نحو ما تبقى من جيوب للقذافي

مقاتلان ليبيان يكشفان عن الغام ارضية مضادة للدبابات على خط الجبهة في ضواحي الغواليش في الصحراء الغربية (ا ف ب)
TT

أوقفت آلاف الألغام الأرضية، المضادة للدبابات والأفراد، تقدم قوات الثوار الليبيين، الذين توقعوا إنهاء معركة البريقة، وإكمال السيطرة عليها، بعد كسر القوات الرئيسية التابعة للقذافي التي قاتلت بقوة للاحتفاظ بالمدينة النفطية التي تتمتع بموقع وقيمة استراتيجيين. وأدرك الثوار، بعد أسبوع من المحاولات المتكررة، أن فتح طريق «فتح البريقة»، لن يتم دون فتح طرق كثيرة في «سياج» الألغام التي زرعتها قوات القذافي، وأصبحت أحد أخطر التكتيكات الدفاعية التي لجأت إليها هذه القوات لوقف زحف الثوار، الذين انهمكوا في إزالتها ببطء، نظرا لقلة العتاد والأجهزة الحديثة القادرة على تحقيق هذه المهمة.

وصرح محمد الزواري، الناطق باسم قوات الثوار في أجدابيا، على بعد 80 كلم من البريقة، التي يسيطر عليها الثوار منذ مايو (أيار) لوكالة الأنباء الفرنسية، بأن «لا خيار لدينا سوى إزالة الألغام من الرمال».

وأكد الزواري، أن مشكلة الألغام عطلت تقدم الثوار، الذين يحاولون أن يخلصوا البريقة تماما من القوات النظامية. وقد أسروا جنديا حكوميا أول من أمس، بينما فر العشرات نحو قرية بشر إلى الغرب من هناك، على طريق راس لانوف.

ومنذ دخولهم إلى البريقة في 18 يوليو (تموز) الحالي، أسر الثوار ما بين 10 إلى 20 جنديا نظاميا.

غير أن بعض جيوب المقاومة لم تزل قائمة في المدينة، وإن اعتبرها الثوار «ليست مهمة».

وحسب أحد الأسرى، فإن قوات النظام الليبي زرعت «أكثر من 45 ألف لغم» حول المدينة الساحلية التي تبعد 800 كلم شرق طرابلس و240 كلم جنوب غربي بنغازي، «عاصمة» الثوار في شرق البلاد.

وقال الزواري: «كان هناك الكثير من الألغام وأزلنا عددا كبيرا منها، نعتقد أن رجال القذافي زرعوها داخل المناطق السكنية والمنشآت النفطية».

من جانبه، أكد العقيد أحمد عمر الباني، الناطق العسكري، أن خبراء الثوار يقدرون عدد الألغام التي زرعت في البريقة وحولها، بنحو «أربعين ألفا». وقال: «نحاول تنظيم كل المنطقة بوسائلنا الخاصة، فنتقدم ببطء بسبب الألغام وفي كل حركة قد نموت»، معبرا عن استيائه من قدم العتاد وخصوصا لرصد المعادن. وأضاف أن «الكثير من مقاتلينا يزيلون الألغام بأيد عارية».

ورغم هذه الإعاقة، يعتقد الزواري أنه «لم يبق الكثير من الجنود في المنطقة، لأنهم لا يردون ولا يطلقون النار كما كانون يفعلون في البداية». ويقول: «لا نريد قتلهم، بل نريد أن نترك لهم فرصة الانسحاب (...) الانضمام إلينا أو الانسحاب نحو سرت» مسقط رأس العقيد القذافي، ومعقل قواته على الطريق الساحلي بين البريقة وطرابلس.

وأفادت بعض المحادثات عبر أجهزة اللاسلكي رصدها الثوار بأن معنويات جنود النظام المحاصرين متدنية وفقا للزواري، الذي أكد أن المكالمات تفيد بـ«أنهم محبطون ويشعرون بخيبة أمل ولا يريدون القتال، بل هم مضطرون»، مشيرا إلى أن «القذافي أرسل قواته لقتل كل من لا يريد التقهقر وترك مجموعات من الجنود من دون آليات كي لا يتمكنوا من الفرار».

ويمنع الثوار حاليا الصحافيين من الاقتراب من البريقة لأسباب أمنية، ويحولون دون أي محاولة التأكد من الوضع. ويتحرك الثوار على جبهتين، شرقية وغربية، مدعومين بغارات جوية يشنها حلف شمال الأطلسي على أهداف محددة، وذلك قبيل بداية شهر رمضان، مطلع أغسطس (آب) المقبل.