انفجار يستهدف دورية للكتيبة الفرنسية بجنوب لبنان وجرح 3 جنود أحدهم في حالة حرجة

القضاء العسكري يضع يده على التحقيق.. وتخوف من خلفياته السياسية

TT

انفجرت عبوة ناسفة، عصر أمس، استهدفت دورية تابعة للكتيبة الفرنسية العاملة ضمن قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان، لدى مرورها في مدينة صيدا قرب مكب النفايات، مما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود فرنسيين من عناصر الدورية، نقلوا إلى مستشفى حمود في المدينة لتلقي العلاج، وقد وصفت إصابة أحدهم بالخطيرة.

وأفادت مصادر قضائية لـ«الشرق الأوسط»، بأن «مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر وضع يده على التحقيق في الحادثة وكلف معاونه القاضي داني الزعني معاينة الحادث وإجراء الكشف الميداني مع الأدلة الجنائية وخبراء المتفجرات، والاستماع إلى الشهود وعناصر الدورية لجمع المعلومات الكفيلة بالوصول إلى خيوط تفيد التحقيق».

وأكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، أن «المعلومات الأولية تشير إلى أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة، جرى تفجيرها بواسطة جهاز تحكم عن بعد، بما يشير إلى أن الدورية كانت مراقبة من قبل الجناة»، موضحا أن اثنين من الجرحى إصابتهما طفيفة تلقيا إسعافات أولية، في حين أن إصابة الثالث بليغة مما استلزم إدخاله المستشفى وتقديم العناية الطبية التي يستلزمها وضعه الصحي.

وتخوف مراقبون من أن تكون الحادثة ذات خلفيات سياسية، أو مرتبطة بما قيل عن تحذيرات تلقتها الكتيبة الفرنسية تحديدا، وهو الأمر الذي أبلغ إلى قائد الجيش اللبناني جان قهوجي في فرنسا حيث تعهد الأخير بحماية قوات كل قوات «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان.

وتابع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي موضوع الانفجار الذي استهدف دورية للكتيبة الفرنسية العاملة في إطار قوات «اليونيفيل» جنوب مدينة صيدا، واتصل بوزير الداخلية والبلديات مروان شربل ووزير العدل شكيب قرطباوي وطلب فتح تحقيق عاجل في الاعتداء لكشف ملابساته.

كما اتصل ميقاتي بالسفير الفرنسي دوني بييتون، معربا له عن شجب الحكومة اللبنانية للاعتداء الآثم الذي تعرضت له الكتيبة الفرنسية وعن مواساته وتضامنه مع الجنود الفرنسيين الذين أصيبوا في الانفجار.

وفي 27 مايو (أيار) الماضي انفجرت عبوة ناسفة لدى مرور آلية عسكرية تابعة لقوات «اليونيفيل» في مدينة صيدا مما تسبب في سقوط ستة جرحى من القوة الإيطالية وجريحين مدنيين لبنانيين. وتنتشر القوة الدولية في الجنوب منذ 1978 وتم تعزيزها عام 2006 إثر نزاع بين حزب الله وإسرائيل استمر 33 يوما وتسبب في مقتل أكثر من 1200 شخص في الجانب اللبناني و160 في الجانب الإسرائيلي. وكانت قوات «اليونيفيل» تعرضت لبضعة اعتداءات منذ عام 2006 كان أخطرها عملية تفجير أودت بحياة ستة جنود من الكتيبة الإسبانية في عام 2007. ومنذ عام 1978 قتل 292 جنديا من «اليونيفيل» في جنوب لبنان بحسب أرقام أصدرتها القوة الدولية في مايو الماضي. ويبلغ عدد قوات «اليونيفيل» حاليا نحو 13 ألف عنصر.