مقتل 20 عنصرا من «القاعدة» في اشتباكات مع الجيش اليمني مسنودا برجال القبائل

الرئيس صالح يعود إلى اليمن قبل حلول شهر رمضان

أحد المتظاهرين اليمنيين قام بتلوين وجهه بألوان العلم الوطني اليمني خلال مظاهرة في صنعاء تطالب برحيل الرئيس علي عبد الله صالح (رويترز)
TT

تتواصل المواجهات المسلحة في محافظة أبين اليمنية بين قوات الجيش ورجال القبائل من جهة، ومسلحي تنظيم القاعدة، في وقت تتواصل فيه المسارات السياسية على أكثر من صعيد للخروج من الأزمة اليمنية.

وذكرت مصادر ميدانية في أبين أن أكثر من 20 عنصرا من مسلحي «القاعدة» قتلوا في أحدث المواجهات التي يخوضها اللواء العسكري «25 ميكا» مسنودا برجال القبائل، في وقت قال فيه قائد اللواء العميد الركن محمد الصوملي إن الحسم العسكري تأخر في أبين بسبب أسلوب حرب العصابات الذي ينتهجه المسلحون.

وشرعت معظم القبائل في مديريات محافظة أبين في استخدام السلاح لملاحقة المسلحين الذين قدموا من العديد من المحافظات اليمنية ومن خارج اليمن إلى أبين، حيث أعلنت «القاعدة» هناك بعض المناطق كإمارات إسلامية.

وتأتي هذه المواجهات بعد موجة اغتيالات استهدفت عشرات الضباط والجنود في محافظة أبين خلال قرابة العام، ويسيطر المسلحون حاليا على مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، فيما تمكن رجال القبائل من طردهم من مديرية مودية ومدينة شقرة.

وفي الوقت الذي تشهد اليمن اختلالات أمنية واسعة النطاق، ناقشت اللجنة الأمنية العليا أمس، هذه الاختلالات وكلفت اللجنة «الأجهزة الأمنية المختصة واللجان الأمنية في المحافظات بالتنسيق مع أجهزة السلطة المحلية لمتابعة الخارجين عن القانون وسرعة القبض عليهم وتقديمهم إلى النيابة العامة والمحاكمات العادلة لإعادة الهدوء إلى مختلف المحافظات».

وعلى الصعيد السياسي، أعلن العشرات من ضباط وجنود الحرس الجمهوري والأمن المركزي انضمامهم للثورة الشبابية، وحضر المنضمون الجدد إلى «ساحة التغيير» في العاصمة صنعاء، فيما تواصلت المظاهرات والمسيرات في معظم المحافظات اليمنية للمطالبة بتحقيق أهداف الثورة بالإطاحة بـ«بقايا النظام»، كما يوصف أفراد عائلة الرئيس صالح الممسكين بالحكم حاليا.

من جهة أخرى، صرح مسؤول في الحزب الحاكم في اليمن بأنه من المقرر أن يعود الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى بلاده من السعودية قبل بداية شهر رمضان، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أمس.

ونقلت قناة «العربية» الفضائية، التي تتخذ من دبي مقرا لها، أمس عن المسؤول قوله إنه من المتوقع أن يعود الرئيس اليمني صالح في أول أغسطس (آب) المقبل.

ويتماثل صالح للشفاء في السعودية، بعد إصابته بجروح خطيرة أصيب بها في هجوم على قصره في الثالث من يونيو (حزيران) الماضي.

وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، وردت تقارير متضاربة حول عودة الرئيس صالح إلى اليمن. يذكر أن ملايين اليمنيين يطالبون منذ فبراير (شباط) الماضي برحيل الرئيس صالح، فيما يقول ناشطون معنيون بالدفاع عن حقوق الإنسان إن ما يربو على 350 شخصا لقوا حتفهم جراء الإجراءات الصارمة التي تتخذها الحكومة ضد المتظاهرين.

وعلى صعيد آخر، أكد ناصر الوحيشي أمير تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي مقره اليمن في رسالة صوتية بثت أمس مبايعة الزعيم الجديد للشبكة المتطرفة أيمن الظواهري، كما ذكر أن مناصريه موجودون في الساحات إلى جانب الشباب المحتجين المطالبين بتغيير النظام، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أمس.

وقال الوحيشي في الرسالة التي نشرتها مواقع جهادية على الإنترنت «إلى أميري الحبيب وشيخي المفضال أيمن الظواهري.. من الجندي ناصر الوحيشي.. أبايعك على السمع والطاعة.. مع من معي من جنودك الأوفياء».

وشن الوحيشي هجوما لاذعا على الأحزاب السياسية اليمنية الموالية والمعارضة. وجدد التأكيد أن الولايات المتحدة تشن غارات على اليمن بواسطة طائرات من دون طيار، كما شن هجوما على السعودية.

وقال الوحيشي متوجها إلى الظواهري «نعلمكم أن أهلنا في أرض اليمن قد تجاوزوا الأحزاب التي تريد أن تختزل نصر الأمة لصالحها وتسعى في رضا أميركا والغرب الصليبي»، معتبرا أن الأحزاب «قلة لا يمثلون الشعب» ولديها «نفس التبعية للصليبيين».

وأكد المشاركة في الحركة الاحتجاجية وإنما بهدف أن يسود حكم الشريعة.

وقال «نحن المجاهدين أبناء الأمة ومنها واليها، نشاركها أفراحها وأتراحها.. ونحن معها في ساحات التغيير وميادين الحرية ليحكم بالشريعة وتبسط الشورى ويعود الأمن ويسود العدل».

وأضاف أن «العدو الأميركي الصليبي وقف عاجزا أمام (التطورات) في اليمن إلا من العمل الاستخباراتي والقصف الجوي بالطائرات من دون طيار برضا من السلطة والمعارضة وبسكوت من المؤسسات الأخرى».

وخلص إلى القول «لن نقف مكتوفي الأيدي.. حربنا مستمرة مع الحملة الصهيوصليبية».

وسبق أن أعلن تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب دعمه لأيمن الظواهري في وقت سابق هذا الشهر من خلال مجلته الإلكترونية الناطقة بالإنجليزية «إنسباير».