بيريس: هناك إمكانية كبيرة لأن تبدأ المفاوضات قبل سبتمبر

في لقاء مع ممثلي الصحافة العربية في إسرائيل

TT

أعلن الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، أمس، أن هناك إمكانية كبيرة لأن تنتهي أزمة الجمود في مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، قبل أن يحين موعد طرح المشروع الفلسطيني للاعتراف بفلسطين دولة في الأمم المتحدة، في نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل، وبذلك لا تعود هناك حاجة لاتخاذ خطوات أحادية الجانب.

وكان بيريس قد استهل نهاره، أمس، بلقاء طويل مع عشرات الصحافيين العاملين في إسرائيل لصالح الصحافة العربية المحلية والعالمية، بمناسبة اقتراب شهر رمضان المبارك، وتطرق إلى التطورات الأخيرة في المنطقة والعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، فقال إن مسيرة السلام لم تنته، بل «يتوجب على الطرفين إتمامها وبناء ما تبقى من الجسر؛ لكي يتحقق السلام». وشدد بيريس على أهمية المفاوضات الثنائية الفلسطينية الإسرائيلية، مؤكدا أن الحكومة الإسرائيلية متمسكة بفكرة الدولتين لشعبين، ولم تتخل عنها.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، أجري بعد هذا اللقاء، أكد أن هناك اتصالات (وليس مفاوضات) بين الإسرائيليين والفلسطينيين تجري في الشهور الأخيرة، وأنه هو شخصيا يسهم فيها مباشرة مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، وأنها تحقق تقدما ملموسا في جسر الهوة بين البلدين، لدرجة يمكن معها الأمل بأن تنتهي باستئناف المفاوضات في فترة قريبة. ودحض بيريس بشدة ما نشر في إسرائيل من أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أمر مجلس الأمن القومي بقيادة الجنرال يعقوب عاميدرور، بفحص إمكانية الرد على توجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة بإلغاء اتفاقيات أوسلو، وقال: «أنا تحريت عن الموضوع شخصيا، وأستطيع الجزم أنه لا أساس لهذا النشر، فدولة إسرائيل تحترم الاتفاقات التي وقعت عليها ووافقت على إبرامها، ولا تفكر في إلغائها، والخبر المذكور هو مجرد شائعات صحافية».

وأضاف بيريس: «لقد قرأت استطلاعات الرأي الأخيرة حول مواقف الشعب الفلسطيني إزاء السلام، وظهرت من خلالها الصورة بأن سكان الضفة الغربية وغزة يريدون السلام، وهو الموقف نفسه لدى غالبية الإسرائيليين». وقال: «أعتقد أننا أقرب إلى تحقيق السلام اليوم أكثر مما مضى».

وتطرق بيريس إلى الثورات العربية في تونس ومصر واليمن وسوريا وغيرها، وربط بينها وبين الهبة الشعبية الشبابية الحالية في إسرائيل، التي تعرف بـ«ثورة الخيام»، فقال: «المنطقة تشهد تحولا تاريخيا ضد الوضع القائم، جيل من الشباب يطمح للحرية وللسلام وللخبز، شعوب المنطقة تريد أن تحكم بدلا من حكام مستبدين، نحن ننظر في إسرائيل لهذه الطموحات بتفاؤل وبأمل، إنها فرصة لتعزيز الديمقراطية في المنطقة».

وانتهز بيريس اقتراب حلول شهر رمضان المبارك ليبعث التهنئة باسمه وباسم كل الإسرائيليين واليهود إلى المسلمين في العالم أجمع، بما في ذلك الشعب الإيراني.. مؤكدا: «لا يوجد خلاف بيننا وبين الشعب الإيراني، بل مع حكامه الذين يبيتون لنا نوايا حربية سيئة، ولكنني واثق من أن إرادة الشعوب في السلام ستنتصر في النهاية».

وتحدث بيريس، في المقابلة مع «الشرق الأوسط» عن الكثير من القضايا الأخرى، مثل موضوع الغاز في لبنان، وإمكانيات التعاون مع الرئيس الفلسطيني ومصر وقيادتها الجديدة، وعن مشروع سلام يشارك فيه 100 ألف شخص من اليهود والعرب وأجانب من الديانات الثلاث، وعن قضية الحرب المقبلة، وجهوده في مواجهة التمييز والعنصرية.