أربيل: متظاهرون ينددون بالقصف الإيراني ويهددون بغلق المعابر الحدودية

طهران تتحدث عن «تصفية» مجموعات من حزب «بيجاك»

TT

تظاهر مئات الأكراد أمام القنصلية الإيرانية في أربيل عاصمة إقليم كردستان بتنظيم من مجموعة «إيران توقفي» احتجاجا على القصف الإيراني للقرى الحدودية في الإقليم. وشاركت في المسيرة الاحتجاجية العشرات من منظمات المجتمع المدني.

وقال أحد المشرفين على تنظيم المظاهرة، بلند مصطفى لوكالة كردستان للأنباء، إن المظاهرة انطلقت من أمام مبنى محافظة أربيل باتجاه القنصلية الإيرانية في المدينة. وشهدت الأسابيع القليلة الماضية تصاعدا في وتيرة القصف الإيراني للمناطق الحدودية في إقليم كردستان بالتزامن مع تصاعد حدة الاشتباكات الدائرة بين الحرس الثوري الإيراني ومسلحي حزب الحياة الحرة الكردستاني المعارض لإيران «بيجاك» على الشريط الحدودي المشترك بين إيران والعراق من جهة الإقليم.

وأضاف مصطفى أن المتظاهرين سلموا القنصل الإيراني في أربيل مذكرة احتجاج تندد بالقصف الإيراني للقرى الحدودية في الإقليم وتدعو إلى وقف فوري لها بالإضافة إلى عدم استخدام السلطات الإيرانية لمياه نهر الوند كورقة ضغط سياسية وتوقيع اتفاق سياسي بين العراق وإيران يضمن عدم تجدد القصف الإيراني للمناطق الحدودية في الإقليم في المستقبل. وبين أن «المذكرة تتضمن فقرة تدعو إلى الرد على مطالب المتظاهرين خلال 72 ساعة، وبخلافه سيتخذ المتظاهرون أساليب أخرى منها اللجوء إلى إغلاق المعابر الحدودية بين الإقليم وإيران». واعتادت إيران في كل عام مع حلول فصل الصيف قطع مياه نهر الوند النابع من أراضيها والذي يدخل الأراضي العراقية عبر قضاء خانقين (170) كم شمال شرق العاصمة العراقية بغداد، ويعد النهر المصدر الرئيسي لإرواء الأراضي الزراعية في المنطقة.

وكشف أحد المتظاهرين الذي تمكن من دخول مقر القنصلية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الوفد الذي يمثل المتظاهرين أبلغ من قبل مسؤولي القنصلية أن هناك اتفاقا بين الحكومتين العراقية والإيرانية يجيز للقوات الإيرانية القيام بأي نشاطات عسكرية واستخدام القوة في حال قام مقاتلو هذا الحزب بأي بنشاطات معادية ضد إيران.

وبحسب تصريحات مسؤولين إداريين في المناطق الحدودية، فإن عمليات القصف المدفعي الإيراني خلال الساعات 24 الماضية، أسفرت عن مقتل مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، بالإضافة إلى نزوح عشرات العوائل إلى مناطق أكثر أمنا.

من جهته، ندد رئيس حكومة الإقليم برهم صالح بالقصف الإيراني في أول رد فعل رسمي تجاه ما يحدث قرب الحدود المشتركة. ودعا صالح أثناء استقباله لممثل حكومة الإقليم في طهران السلطات الإيرانية إلى وقف فوري للقصف المدفعي على مناطق الحدود داخل أراضي الإقليم، منددا بوضوح بتلك العمليات العسكرية التي تستهدف السكان المدنيين فقط. وأكد رئيس حكومة الإقليم أن «إقليم كردستان ملتزم بالقوانين والأعراف الدولية التي لا تسمح باستخدام أراضي الإقليم منطلقا للهجمات على أي دولة مجاورة لكردستان، وستبذل حكومة الإقليم كل ما بوسعها من أجل منع الهجمات انطلاقا من التزامها بواجباتها القانونية، وستسعى إلى ضبط أمن الحدود وفقا للقوانين الدولية، ولكنها تؤكد من جهة أخرى أنها قلقة جدا مما يحدث على الحدود، وأن الحكومة على اتصال مستمر مع القادة الإيرانيين من أجل وقف عمليات القصف التي ألحقت خسائر فادحة بالسكان المدنيين في القرة الحدودية».

بدوره، أعلن الحرس الثوري الإيراني أمس أن الهجوم الذي يشنه على المتمردين الأكراد في حزب بيجاك شمال غرب البلاد يتواصل، مشيرا إلى سقوط عدد من القتلى في صفوفهم. وقال الحرس الثوري في بيان نشرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «مساء أول من أمس، تمت محاصرة عدة فرق من حزب بيجاك (...) وتصفيتها» على مقربة من بلدتي بيرانشهر وسردشت قرب الحدود العراقية. وأضاف البيان أن «إرهابيي حزب بيجاك فروا بعدما تكبدوا خسائر فادحة. وتركت جثث المرتزقة القتلى في المكان»، من دون توضيح عدد المقاتلين القتلى.

وشن الحرس الثوري الإيراني في 16 يوليو (تموز) الحالي هجوما واسعا على قواعد بيجاك من على جانبي الحدود مع كردستان العراق ففقد ثمانية من رجاله بينهم مسؤول كبير. وكان حزب بيجاك أقر حتى الأحد الماضي بخسارة رجلين فقط.