بعد المذبحة.. مطالبات بتشديد عقوبة القت

أوسلو: الشرطة تتخوف من إقدام منفذ الهجوم على الانتحار

TT

أكد تقرير لمجلة «دير شبيغل» الألمانية أن هناك نقاشا واسعا في أوساط المجتمع النرويجي بشأن تشديد نظام العقوبات في النرويج الذي ألغيت منه عقوبة السجن المؤبد وأصبحت أقصى عقوبة فيه هو السجن لمدة لا تتجاوز 21 عاما.

ويرى كثير من النرويجيين، حسب المجلة، أن قانون العقوبات الحالي لا يتضمن عقوبة مناسبة لأندرس بيرينغ برييفيك المتهم بقتل أكثر من سبعين شخصا الأسبوع الماضي. وأشارت محررة المجلة، يوليا يوتنر، في تقريرها أمس إلى أن النرويجيين كانوا يتباهون حتى الآن بأن بلادهم صاحبة أقل عدد من السجون في العالم يشاركها في ذلك كل من السويد والدنمارك، وأن سجون النرويج من أكثر سجون العالم راحة للسجناء.

غير أن المجلة أشارت في الوقت ذاته إلى تصاعد الأصوات المنادية بتشديد العقوبات الجنائية منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة في النرويج، وهو ما انعكس بشكل واضح في حصول حزب التقدم اليميني النرويجي بشكل مفاجئ على 23% من أصوات الناخبين وذلك لأن الحزب وضع تشديد العقوبات على قمة برنامجه الانتخابي. وأشارت المجلة إلى ازدياد الأصوات المنادية بتغيير قانون العقوبات بسبب مذبحة أوتوياه؛ «بل إن البعض يطالب عبر صفحة على موقع (فيس بوك) باعتماد عقوبة الإعدام للنرويجي برييفيك، 32 عاما». وحسب المجلة، فإن عقوبة الإعدام ألغيت عام 1902 بالنسبة لمعظم الجرائم، وإن آخر عقوبة إعدام في النرويج نفذت في عام 1948 ثم ألغيت عقوبة الإعدام لجميع الجرائم في عام 1979. وتوقع برييفيك نفسه، حسب المجلة نقلا عن صحيفة «أفتن بوستن»، أن يظل بقية عمره في السجون. إلى ذلك، قالت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء إن النرويجي الذي اعترف بقتل 67 شخصا في حادث إطلاق نار يوم الجمعة بمعسكر لشباب حزب العمال، وتفجير سابق في منطقة الهيئات الحكومية بالعاصمة أوسلو، وصف اليابان بأنها دولة تحتذى، في بيان نشره على الإنترنت لإحجامها عن التعددية الثقافية. وقال برييفيك في منشوره الذي جاء في 1500 صفحة ونشره على الإنترنت قبل وقت قصير من وقوع المذبحة، إنه نصب نفسه في مهمة لإنقاذ أوروبا مما وصفه بخطر الإسلام والهجرة والتعددية الثقافية. وذكرت «كيودو» أن برييفيك امتدح اليابان أيضا في بيانه لعدم سماحها بهجرة عدد كبير من المسلمين على الرغم من أن البلاد لا تفرض حظرا على أي جماعات دينية أو عرقية. وموضوع الهجرة حساس في اليابان؛ حيث يشعر كثيرون بالقلق من أن السماح بدخول مزيد من الأجانب سيترجم إلى زيادة الجريمة وتراجع الانسجام الاجتماعي، بينما يرى خبراء أن مشكلة ازدياد عدد المسنين بين مواطني البلاد قد يجعل فتح الباب أمام المهاجرين ضروريا.

وطالب مشرعون في الأحزاب السياسية الرئيسية في اليابان بإجراءات لفتح الباب أمام المهاجرين، لكنهم لم يترجموا مطالبهم إلى كثير من الإجراءات خوفا من غضب الناخبين. ولا يمثل الأجانب سوى 1.7 في المائة من سكان اليابان، ويحتل الصدارة الصينيون، ثم يجيء بعدهم الكوريون وهم من نسل أجداد أجبروا على المجيء إلى اليابان قبل أن تنهي طوكيو حكمها الاستعماري لشبه الجزيرة الكورية عام 1945. وعبر القاتل النرويجي عن رغبته في لقاء تارو اسو رئيس وزراء اليابان السابق، وهو محافظ يميني نقلت عنه «كيودو» ووسائل إعلام أخرى قوله بينما كان وزيرا في الحكومة عام 2005 إن الشيء الجيد في اليابان هو أنها أمة واحدة ذات حضارة واحدة ولغة واحدة وثقافة واحدة وعرق واحد. كما امتدح برييفيك، البالغ من العمر 32 عاما، كوريا الجنوبية لانخفاض أعداد المقيمين الأجانب فيها. من جهة أخرى، استعدت النرويج أمس لمواجهة المزيد من المعاناة والألم، حيث أعلنت الشرطة اعتزامها البدء في الكشف عن أسماء القتلى الذين سقطوا جراء إطلاق النار في جزيرة أوتوياه الأسبوع الماضي.

من جهة اخرى تتخوف الشرطة النرويجية من إقدام اندرس بيرينغ برييفيك منفذ الهجوم المزدوج في أوسلو على محاولة الانتحار.

وفي مقابلة مع محطة «تي في 2» التلفزيونية قال المتحدث باسم شرطة أوسلو بال هيورت كرابي أمس الثلاثاء إنه لهذا السبب فإن برييفيك، 32 عاما يخضع في سجنه «للرقابة الدائمة». وكان برييفيك اعترف بأنه مرتكب الهجوم المزدوج الذي شهدته النرويج الجمعة الماضية بدأه بتفجير قنبلة في الحي الحكومي في قلب العاصمة أوسلو أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص ثم شن هجوما بإطلاق النار بعد ذلك بساعتين على تجمع لشباب حزب العمال الحاكم في جزيرة أوتوياه فأسفر عن مقتل 68 شخصا على الأقل، وقد اعترف برييفيك بارتكابه هاتين الجريمتين.

ورفض كرابي كشف النقاب عن المكان الذي وضع فيه برييفيك منذ أول من أمس قيد الحبس الاحتياطي لكنه ذكر أن السلطات النرويجية تقوم بمراقبته بشكل دائم داخل محبسه خوفا من أي محاولة انتحار محتملة. وكان قاضي التحقيقات أمر أول من أمس بوضع برييفيك خلال الأسابيع الأربعة الأولى من محبسه الاحتياطي الذي سيستمر لثمانية أسابيع في عزلة كاملة وقصر الاتصال معه على محاميه جاير ليبستاد والشرطة النرويجية فقط.