مقتل 80 مغربيا في تحطم طائرة عسكرية جنوب البلاد

ارتطمت بجبل قرب مدينة كلميم > ضباط وجنود و12 مدنيا ضمن الضحايا

صورة لطائرة هيركوليس سي 130 مثل التي تحطمت أمس جنوب المغرب وخلفت 80 قتيلا (إ.ب.أ)
TT

لقي 80 مغربيا حتفهم معظمهم من العسكريين و12 مدنيا على أثر تحطم طائرة عسكرية صباح أمس (في حدود التاسعة بالتوقيت المحلي) بعد ارتطامها بقمة جبل قرب مدينة كلميم جنوب غربي المغرب. ولم يتم العثور على جميع جثث الضحايا، بسبب وعورة المنطقة، وطلب العاهل المغربي الملك محمد السادس من فرق الإنقاذ مضاعفة الجهد من أجل هذا الغرض.

وقال بيان أصدرته القوات المسلحة الملكية أمس إن الطائرة تابعة لسلاح الجو المغربي وهي من نوع «س 130». وعزا البيان سقوط الطائرة إلى رداءة أحوال الطقس. وتحطمت الطائرة في منطقة تقع شمال شرقي مدينة كلميم على بعد عشرة كيلومترات من المدينة، التي يطلق عليها «باب الصحراء»، وعلى الرغم من أن معظم سكان هذه المدينة ينتمون إلى القبائل الصحراوية، فإنها لا تقع في المنطقة المتنازع عليها. وأوضح بيان القوات المسلحة الملكية أن الطائرة كانت تقوم برحلة عادية بين أغادير (على المحيط الأطلسي) ومدينتي العيون والداخلة في الصحراء. وتعتبر «العيون» من أكبر مدن الصحراء، في حين أن «الداخلة» تقع في أقصى جنوب الصحراء، ليس بعيدا عن الحدود المغربية - الموريتانية.

وأشار البيان إلى أن الطائرة المنكوبة كانت تقل 80 شخصا، بينهم تسعة من أفراد الطاقم، وهم جميعا من العسكريين، و60 عسكريا بينهم ضباط وجنود، و12 مدنيا لم تحدد هوياتهم أو طبيعة عملهم.

وقال البيان إنه تم نقل الجرحى وجثامين 42 من ضحايا الحادث الذين عثر عليهم إلى «المستشفى العسكري محمد الخامس» في مدينة كلميم، في حين تواصل فرق الإنقاذ عملية البحث في مكان الحادث عن باقي الضحايا.

وأعلنت السلطات المغربية أن لا ناجين في حادث تحطم الطائرة العسكرية في كلميم. وكانت الحصيلة السابقة التي أعلنها الجيش المغربي أشارت إلى مقتل 78 شخصا وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح خطرة. إلا أن حصيلة طبية أعلنت في وقت لاحق مقتل جريحين مما يرفع عدد القتلى إلى 80، كما تبين أن الإشارة إلى وجود جريح ثالث جاءت على سبيل الخطأ.

ويعد هذا الحادث أسوأ حادث يتعرض له سلاح الجو المغربي. وظل هذا الأخير طوال حرب الصحراء بعيدا عن الخسائر، باستثناء مرة واحدة عندما أسقطت ثلاث طائرات مغربية، واعتبر ذلك من أسوأ الحوادث، وجرى ذلك خلال معركة شهيرة تعرف باسم «كلتة زمور» التي وقعت عام 1981 في منطقة توجد في أقصى الصحراء.

وتعتبر مدينة أغادير التي انطلقت منها رحلة الطائرة المنكوبة، مركز القيادة العسكرية للقوات المغربية في الصحراء، وتعرف باسم «قيادة المنطقة الجنوبية» وهي تشرف على القوات العسكرية المغربية في مختلف المناطق الصحراوية، وعادة ما تقوم طائرات «سي 130» بنقل الجنود من أغادير إلى مختلف المدن الصحراوية، أو العكس.

وبعث العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس برسائل تعزية ومواساة إلى أسر الضحايا والمصابين منهم. وذكر بيان من الديوان الملكي أن العاهل المغربي قرر أن يتكفل شخصيا بعلاج جرحى الحادث، وتكاليف مأتم الضحايا، وطلب العاهل المغربي من السلطات الحكومية والعسكرية المختصة كافة تسخير جهودها وإمكاناتها في مكان الحادث من أجل البحث عن باقي ضحايا الحادث، وكذلك تقديم الدعم الضروري وجميع أشكال المساعدة والمساندة اللازمة لأسر الضحايا والمصابين والتخفيف من معاناتهم.