أحد رموز «السلفية الجهادية» في المغرب يشارك في الإعداد لفيلم حول تفجيرات الدار البيضاء

محمد الفيزازي سيشرف علميا على شريط «نجوم سيدي مؤمن»

TT

قال محمد الفيزازي، المعتقل السابق في ملف تفجيرات الدار البيضاء الإرهابية، إنه بدأ الإشراف على شريط سينمائي من إنتاج المخرج المغربي نبيل عيوش، تحت عنوان «نجوم سيدي مؤمن»، الذي يتحدث عن العمليات الإرهابية التي هزت الدار البيضاء في مايو (أيار) 2003. وكان الانتحاريون يعيشون في حي «سيدي مؤمن» الذي يعد أحد أكبر الأحياء الفقيرة في الدار البيضاء. وقال الفيزازي لـ«الشرق الأوسط»: إن مساهمته تهدف إلى مكافحة الفكر المتطرف، مشددا على أنه فكر مخالف لتعاليم الدين الإسلامي. وأضاف أن مهمته تقتصر على الإشراف العلمي على سيناريو الشريط وسلوك الممثلين لضمان احترام الشريعة وعدم الإساءة إلى المتدينين. وقال: «أنا مسؤول عن 40 دقيقة كاملة من الشريط الذي يدوم 45 دقيقة. واشترطت أن تخصص فقرة في الشريط تبين أن النصوص الشرعية التي استعملها الذين غرروا بالانتحاريين استعملت في غير محلها، وإبراز النصوص الشرعية التي تحرم ما قاموا به من إجرام مبطن تحت عباءة الدين».

وأوضح الفيزازي أنه ناقش عيوش في مضامين الشريط، وطلب منه إزالة بعض المشاهد التي تستعمل فيها كلمات نابية أو خادشة للحياء. وقال: «دافعت عن رأيي بأن المشاهد المغربي محافظ، وعلينا احترام الوسط العائلي في المغرب». غير أن عيوش كان له رأي آخر، هو أن تلك المشاهد تعكس واقع البؤس والانحراف في «حي سيدي مؤمن»، كما أن الشريط موجه إلى السينما، التي تكون فيها الفرجة فردية وليست في وسط أسري.

وأضاف الفيزازي أنه اتفق مع عيوش على أن يكون مسؤولا فقط على 40 دقيقة من الشريط الذي يرتقب أن يدوم 45 دقيقة. وقال الفيزازي لـ«الشرق الأوسط» إنه غير مسؤول عن كل المشاهد التي تقع خارج مدة الأربعين دقيقة التي يشرف عليها.

وعن موضوع الشريط، أوضح الفيزازي أنه يحكي قصة مجموعة من الأطفال والمراهقين يعيشون وسط الفقر المدقع والبؤس والانحطاط التام في «حي سيدي مؤمن»، وهو ما أثر فيهم، حين جاء مجهولون يستغلون الدين لاستقطابهم عبر استعمال أشرطة تتحدث عن الجهاد في الشيشان والبوسنة وأفغانستان، وما يعانيه المسلمون في فلسطين. وأشار الفيزازي في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عيوش اقترح عليه في البداية أداء دور أحد الشيوخ الذين غرروا بأولئك الشباب نظرا لتجربته كمعتقل سابق في ملف التفجيرات الإرهابية بالدار البيضاء، واحتكاكه في السجن بالمعتقلين في قضايا إرهابية. غير أنه رفض العرض على اعتبار أنه إمام وداعية. ثم اتفق مع عيوش على الإشراف العلمي على الشريط. ويقول الفيزازي: «أعرف أن عيوش سينتج شريطه سواء بي أو من دوني، لذلك رأيت أن أستغل الفرصة من أجل استعمال هذا الشريط في محاربة الفكر المتطرف. كما أنه يشكل فرصة بالنسبة لي كداعية من أجل مخالطة فئة الفنانين الذين لا يخالطهم عادة الدعاة».

وكان الفيزازي قد اعتقل عام 2003 عقب تفجيرات الدار البيضاء، واتهم آنذاك ضمن مجموعة من «الشيوخ» المحسوبين على التيار السلفي الجهادي بالتنظير للإرهاب والتحريض عليه، وحكم عليه بالحبس مدة 30 سنة. وخرج الفيزازي من السجن منتصف أبريل (نيسان) الماضي في إطار عفو ملكي على 190 معتقلا سياسيا شمل بعض المحكومين في ملفات مرتبطة بالإرهاب.