ناشطون سوريون يتهمون حزب الله والأمن السوري بممارسة «الإرهاب» لقمع الانتفاضة

نظموا مسيرة في القاهرة لوقف «حرب الإبادة الجماعية» قبل شهر رمضان

TT

انطلقت من أمام مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة أمس مسيرة حاشدة تضم عائلات وأسرا وشبابا وأطفالا سوريين مقيمين بالقاهرة من المناوئين لنظام بشار الأسد، إلى جانب عدد من النشطاء السوريين المقيمين في دول أوروبية وعربية من الموجودين بالقاهرة حاليا، استنكارا للصمت الدولي إزاء ما يحدث في سوريا، والمطالبة بوقف «حرب الإبادة الجماعية» ضد السوريين قبل شهر رمضان.

ردد المشاركون في المسيرة هتافات معادية للنظام السوري، واتهموا كلا من الأمن السوري وإيران وحزب الله «بممارسة أبشع أشكال العنف والإرهاب» لقمع الانتفاضة في جميع أنحاء سوريا.

وقال المعارض والنائب السوري السابق محمد مأمون الحمصي لـ«الشرق الأوسط» إن المسيرة تعد الأضخم منذ بدء الانتفاضة في سوريا في 15 مارس (آذار) الماضي، حيث تطوف شوارع القاهرة على مدى يومين وسيكون لها وقفات أمام مقر الجامعة العربية ومكتب الأمم المتحدة بالقاهرة وسفارات عدد من الدول العربية والأجنبية، لتشكيل حركة شعبية ورسمية تفتح الأفق لإنقاذ سوريا وتلعب دورا لصالح النشطاء.

وأكد الحمصي أن المسيرة مكونة من عدد من الباصات والسيارات عليها أعلام سوريا وصور الشهداء من النساء والشيوخ والأطفال الذين سقطوا برصاص الأمن السوري والشبيحة خلال خروجهم للمطالبة بالحرية في كافة المدن والبلدات السورية، كما تحمل السيارات الطبول والإذاعات التي تمكن السوريين من نقل وجهة نظرهم للحصول على مؤازرة المصريين لإنقاذ الشعب السوري.

وقال الحمصي: «التاريخ لن يسامح الصمت المتواطئ والفاضح من قبل الإعلام العربي والدولي على مجازر بشار الأسد تجاه الشعب السوري، لذا فالمسيرة تهدف إلى إرسال رسالة للمجتمع العربي والدولي بأن عليه الوقوف بجوار ثورة الشعب السوري من أجل إسقاط هذا النظام الفاشل والفاسد»، موضحا أن اللافتات والشعارات التي تم رفعها بالمسيرة كلها تطالب بدعم الثوار داخل سوريا، والإسراع باتخاذ إجراءات فورية لحمل النظام السوري على وقف ممارساته القمعية ضد الشعب الأعزل.

وأشار إلى أن المسيرة تكتسب أهميتها من كونها تأتي قبيل أيام من حلول شهر رمضان المبارك وما يمثله من قدسية ومناسبة لحقن الدماء وحفظ الأرواح وتقديم المساعدة للمحتاجين.

وأوضح بيان صادر عن المسيرة وتم تسليمه إلى مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة وسفارات عدد من الدول العربية والأجنبية، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن المجازر المرتكبة ضد أبناء الشعب السوري واضحة المعالم وأن النظام السوري وكلا من إيران وحزب الله متورطون في ارتكابها وتنفيذها. وانتقد البيان موقف جامعة الدول العربية إزاء ما يجري في سوريا واصفا صمتها بـ«صمت القبور»، مشيرا إلى أن الزيارة التي قام بها الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي مؤخرا إلى دمشق تمثل تحديا لتطلعات شعب سوريا وتضفي شرعية على النظام السوري لا يستحقها. وطالب البيان دول مجلس التعاون الخليجي بالتحرك لمناصرة ثورة سوريا والقيام بدور فاعل من أجل حماية الشعب السوري بعد أن أغلقت أبواب جامعة الدول العربية أمام الثوار.

وحذر البيان من أن «النظام السوري أعد خطة تعتمد على أسلوب إرهابي سيتم تنفيذها خلال شهر رمضان المبارك لإجهاض الثورة تتضمن منع المصلين من أداء صلاة التراويح بالمساجد والتضييق على ممارسة الشعائر الدينية والتهديد باعتقال كل من يخالف ذلك»، داعيا «كل الشرفاء من أجل التحرك لإنقاذ شعب سوريا».

يذكر أن المسيرة تأتي استكمالا لجهود الجالية السورية والمعارضين السوريين بالقاهرة، التي تزامنت منذ بداية الانتفاضة، حيث ينظمون الكثير من الوقفات الاحتجاجية أمام سفارتهم للمطالبة بطرد السفير السوري يوسف أحمد، إلى جانب مظاهراتهم المتعاقبة أمام مقر جامعة الدول العربية بهدف تشكيل ضغط على مسؤولي الجامعة لاتخاذ قرار وموقف إيجابي يحقن دماء السوريين.