أوسلو تحاول تجاوز المذبحة بالعودة إلى الحياة الطبيعية

سيارة مؤجرة قادت الشرطة سريعا لمرتكب الاعتداءين

TT

يحاول النرويجيون العودة إلى قدر من الحياة الطبيعية بعد المذبحة التي نفذها متشدد من أقصى اليمين وروعت البلاد، لكن إخلاء محطة القطارات المركزية في العاصمة أوسلو أمس جعل الأعصاب مشدودة.

وقالت رئيسة المخابرات المحلية النرويجية إنها تعتقد أن القاتل أندرس برييفيك عمل بمفرده حين قتل 67 شخصا في حادث إطلاق نار يوم الجمعة في معسكر لشباب حزب العمال الحاكم وتفجير سابق في منطقة الهيئات الحكومية بالعاصمة أوسلو، مشككة في مزاعم محامي القاتل الذي قال إن كل الاحتمالات تشير إلى أن موكله مجنون.

وأخليت محطة القطارات المركزية في أوسلو وتوقفت خدمة القطارات والحافلات بعد العثور على حقيبة مثيرة للشبهات في وقت مبكر من صباح أمس. وفي لفتة رمزية عادت وزيرة في الحكومة النرويجية إلى مكتبها بالحي الذي يضم الهيئات الحكومية والذي فجر فيه برييفيك يوم الجمعة قنبلة منزلية الصنع مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص. وأحدثت القنبلة فجوة في مكتب رئيس الوزراء النرويجي ينس شتولتنبرغ وسيعمل الآن من مقر وزارة الدفاع في منطقة أخرى من أوسلو، وستعقد الحكومة اجتماعاتها في قلعة من العصور الوسطى قرب الساحل. ولم يتضح ما إذا كان مبنى رئاسة الوزراء المكون من 71 طابقا سيعاد ترميمه أم سيزال بالكامل. وقالت جين كريستنيانسن إنها تعتقد بأن برييفيك خطط بمفرده تماما للتفجير في حي الوزارات في أوسلو ولإطلاق النار في مخيم الشباب وكانت الواقعتان قد أدتا إلى مقتل 76 شخصا.

ونشرت الشرطة النرويجية أسماء أربعة من القتلى الستة والسبعين الذين سقطوا في المجزرة. ومن بين الأربعة ثلاثة قتلوا في السيارة الملغومة التي انفجرت في وسط العاصمة النرويجية أوسلو والرابع شاب في الثالثة والعشرين من العمر قتل في جزيرة «أوتويا» القريبة من أوسلو والتي قصدها منفذ المذبحة وفتح النار على المشاركين في مؤتمر شبابي حزبي كان يعقد هناك. وقالت الشرطة النرويجية إنها أبطلت مفعول متفجرات عثرت عليها في مزرعة، شمالي أوسلو، كان برييفيك قد استأجرها. من ناحية أخرى، قالت الشرطة إنها لا تملك سوى طائرة هيلكوبتر واحدة، وأن طاقمها كان في إجازة يوم وقوع مجزرة أوسلو.

وكانت الشرطة قد تعرضت لانتقادات بسبب ما وصف ببطء تحركها بعد التقارير الأولية التي تحدثت عن إطلاق النار على مخيم الشباب في جزيرة أوتويا. وقال متحدث باسم الشرطة إنها والحكومة النرويجية سوف يبحثان سبل تحسين قدرة وكفاءة خدمة طائرات الهيلكوبتر.

وفي واشنطن، زار الرئيس الأميركي باراك أوباما مقر السفير النرويجي لتقديم التعازي في ضحايا المجزرة، وفي سجل التعازي كتب أوباما «إلى الشعب النرويجي.. يعتصر قلوبنا الحزن للخسارة الفادحة للكثير من الأرواح وخاصة الشبان المفعمين بالحياة التي كانت تنتظرهم».

وفي الوقت نفسه قال محامي الدفاع عن المتهم، الذي اعترف بارتكاب المذبحة في هجومين نفذهما في أوسلو، وجزيرة أوتويا، يوم الجمعة الماضي، إن موكله «قد يكون مجنونا». ومع ذلك، فقد أضاف المحامي أنه من المبكر الحديث عن أن برييفيك سيدعي «الجنون».

وكان رئيس الادعاء العام النرويجي، كريستيان هاتلو، قال يوم الثلاثاء إن الشرطة تدرس إمكانية توجيه تهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية إلى برييفيك. ويواجه برييفيك الآن تهما تتعلق بالإرهاب لا تتعدى العقوبة فيها السجن لمدة 21 سنة. إلا أن هاتلو قال لصحيفة «أفتنبوستن» يوم الثلاثاء إن الحكم قد يرتفع إلى 30 سنة في حال إدانة برييفيك بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

من جانبه، أثنى وزير العدل النرويجي كنوت ستوربيرجيت على ما وصفه «بالجهد العظيم» الذي بذلته الشرطة فيما يتعلق بالهجمات، وأضاف «أتيحت لي الفرصة لأشكر شرطة أوسلو وغيرها من المناطق». وأحيا النرويجيون ذكرى قتلاهم مساء أول من أمس، وتأتي لفتة الوزير هذه رغم الانتقادات التي تواجهها الشرطة في الإعلام النرويجي الذي يتهمها بالتقاعس في الرد على الهجوم الذي نفذه برييفيك على مخيم للشباب في جزيرة (أوتويا) القريبة من أوسلو حيث قضى معظم الضحايا الـ 76 رميا بالرصاص. وقال الوزير «من المهم جدا أن نتحلى بالانفتاح وأن نعتمد أسلوبا نقديا فيما يخص هذا الحادث. وقال رئيس الادعاء هاتلو لصحيفة «أفتنبوستن» إن إمكانية توجيه تهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بموجب قانون صدر عام 2008 ما زالت «احتمالا فقط». من جانبها، قالت ستورلا هينرايكسبو الناطقة باسم الشرطة «وجهت الشرطة تهما بموجب قانون الإرهاب إلى برييفيك»، ولكنها لم تستثن توجيه تهم أخرى، ومن المقرر أن تنشر الشرطة في وقت لاحق من يوم الثلاثاء قائمة بأسماء الضحايا. وكانت المدن والبلدات النرويجية قد شهدت مساء أمس مسيرات بضوء الشموع لإحياء ذكرى الضحايا، فقد شارك ربع مليون من أهالي أوسلو تقريبا في مسيرات جابت شوارع العاصمة وهي تحمل الورود والشموع إحياء لذكرى الضحايا الثماني الذين قضوا في انفجار أوسلو والـ 68 الذين قتلوا في جزيرة (أوتويا) وخاطب رئيس الحكومة النرويجية ينز سلتوتنبورغ الحشود قائلا «بمشاركتكم في هذه المسيرة، أنتم تؤكدون بشدة تمسككم بالديمقراطية». وكان القاضي كيم هيجير الذي ينظر في قضية برييفيك قد أمر قبيل مثول المتهم أمامه يوم الاثنين بأن تكون الجلسة مغلقة «كي لا يستخدم برييفيك الفرصة لإرسال إشارات إلى أعوانه». وقال المدعي العام هاتلو إن برييفيك ادعى بأنه فرد في خلية أو مجموعة، وأن هناك مجموعتين أخريين تعملان معه - الأمر الذي لم تستبعده الشرطة بشكل كلي.