أبو مازن: نذهب إلى مجلس الأمن لنشكو همنا إلى 193 دولة بعد الله

قال أمام المجلس المركزي إن الدولة قائمة لا محالة.. ودعا إلى مقاومة شعبية واسعة ومتواصلة

TT

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أمس إنه لا علاقة بين المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، وطلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) القادم، معتبرا أن النجاح أو الفشل في مسعى الحصول على عضوية الدولة، لا يلغي الحاجة إلى المفاوضات، «غير أنها ستصبح مختلفة في حال النجاح». وأضاف أبو مازن في افتتاح جلسة المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي يضع على جدول أعماله ملف الذهاب إلى مجلس الأمن: «سنسير بكل الإجراءات المطلوبة لاحقا، وسواء نجحنا أو لم ننجح لن يكون ذلك بديلا للمفاوضات، ولكن في حال نجاحنا سيكون شكل المفاوضات مختلفا، وأنا أقول إن خيارنا هو المفاوضات حتى بعد الذهاب إلى الأمم المتحدة».

ورغم أن أبو مازن ترك حسم مسألة التوجه إلى مجلس الأمن لاجتماع لجنة المتابعة العربية في 4 أغسطس (آب) المقبل، باعتبار أن خبراء وقانونيين دوليين سيقولون كلمتهم في المسألة، فإنه اعتبر أن الوقت قد فات للتراجع عن هذه الخطوة، موضحا «الآن أصبح من الصعب التراجع عن الذهاب للأمم المتحدة، لأن هذا التوجه يمثل استحقاقا، وليس بديلا للمفاوضات، ونريد أن نبدأ من الأمم المتحدة لأسباب كثيرة».

وأكد أبو مازن استمرار المشاورات مع واشنطن لتجنب الصدام، مستطردا: «إن القيادة الفلسطينية لم تتلق رفضا أميركيا واضحا بالذهاب إلى الأمم المتحدة، نسمع عن رفضهم من الوسطاء، ونحن لن نتصادم ولا نريد أن نتصادم مع أميركا، ونريد أن ننسق المواقف».

وقال: «هناك 122 دولة تعترف بدولة فلسطين على حدود 1967، والآن النشاط موزع في كل مكان، إننا نخوض معركة الذهاب إلى الأمم المتحدة، ونريد أن نحشد الدعم والتأييد، ونقلل ونخفف من المعارضة والرفض وعدم الفهم من قبل بعض الدول لقضيتنا، لأن بعضها يستمع فقط إلى الطرف الآخر».

ودافع أبو مازن عن الذهاب إلى الأمم المتحدة قائلا إنها خطوة ليست أحادية، وأضاف أنه «ليس عملا أحاديا كما يروج إسرائيليا وأميركيا، نحن نريد أن نذهب إلى 193 دولة لنشتكي إليها، بعد الله، هذا ليس عملا أحاديا بل العمل الأحادي ما تقوم به إسرائيل من نهب للأرض والاستيطان والحصار، والسيطرة على الأغوار عبر شركات تتربح من أراضينا بمئات الملايين، بدعوى الأمن، إنهم كذابون ويريدون نهب أرضنا، وهذا هو العمل الأحادي، أما نحن فلا نريد أن نعزل دولة إسرائيل ولا نريد أن ننزع الشرعية عنها، نحن نريد أن نتعايش إلى جانبها بأمن وسلام واستقرار».

وردا على التهديدات الإسرائيلية بإلغاء اتفاق أوسلو، ووقف المساعدات عن السلطة، قال: «نحن ذاهبون ذاهبون». وأضاف: «نحن بنينا دولتنا ومؤسساتها ودولتنا قائمة لا محالة على أراضينا، والقدس عاصمتها».

وأيد أبو مازن إطلاق مقاومة شعبية ضد الاحتلال، دائمة ومستمرة، وقال: «أنا أقول نحن مع المقاومة الشعبية ولكن لا تجعلوها شعارا فقط لأن ما يجري في القرى القريبة من الجدار هي مظاهرات موسمية قليلة العدد.. لدينا كل يوم ما يحفزنا لنقوم بمقاومة شعبية واسعة النطاق وليس في مجال واحد ولا تشمل شريحة واحدة، ولا تشمل مجموعة واحدة، يجب أن يكون كل يوم مقاومة شعبية غير مسلحة.. نحن نقتدي بمظاهرات الربيع العربي، التي تقول جميعها سلمية سلمية».

وبخصوص الأزمة المالية قال أبو مازن إن السلطة تمر «بكارثة مالية».. فالمانحون من الولايات المتحدة وأوروبا والصين واليابان يدفعون التزاماتهم للسلطة الوطنية، ولكن الآخرين يتلكأون، ولا أعلم لماذا لا يدفعون».

وتحدث أبو مازن أيضا عن ملف المصالحة قائلا إنها خيار أساسي وإجباري. وأضاف «على حماس قبول تشكيل الحكومة التي قلت إنها حكومتي، وستأخذنا إلى الأمام ولا تعيدنا إلى الوراء».

وكانت حماس قد رفضت اعتبار الحكومة، حكومة الرئيس، كما رفضت مرشحه لرئاستها، سلام فياض.

ومن المفترض أن يناقش المركزي إلى جانب ملف استحقاقات سبتمبر ملف المصالحة كذلك. وكان المركزي وجه دعوة إلى حركة حماس لحضور الاجتماعات، غير أن الحركة اعتذرت. وبعث رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، عزيز الدويك، برسالة إلى رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون أبلغه فيها عن اعتذار حماس حضور اجتماع المجلس المركزي.

وجاء في نص رسالة الاعتذار: «لا أريد أن تتداخل الشرعيات.. إذ ينص اتفاق المصالحة على إعادة تفعيل المجلس التشريعي ولا أدري كيف سأحضر والتشريعي لا يزال معطلا.. ولا نريد أن ندخل في تعقيدات، لا سيما أن البند الخاص بتفعيل منظمة التحرير لم ينفذ بعد. نريد أن ننجز المصالحة وأن نتوحد لنظهر بقوة أمام العالم ونأمل أن نحضر في الاجتماعات القادمة ونحن موحدون».