شركات أمنية ورجال أعمال إسرائيليون يفحصون إمكانيات الاستثمار في السودان الجنوبي

بحثوا في جوبا التدريب العسكري والاستخباري وتوفير الحراسة

TT

وصلت مجموعة من رجال الأعمال الإسرائيليين والخبراء في عدة مجالات إلى عاصمة السودان الجنوبي، جوبا، لغرض «فحص إمكانيات الاستثمار» هناك مع القيادة الرسمية. وعلم أن من بين المجالات التي طرحت للتعاون، ما يتعلق بالقضايا الأمنية مثل التدريب العسكري والاستخباري وتوفير الحراسة لمؤسسات تجارية وحكومية وغيرها.

وقد بادرت إلى هذا التعاون منظمة «الطاقم الإسرائيلي لتقديم المساعدات الإنسانية»، التي تمولها التنظيمات اليهودية في كندا. وهذه المنظمة تقوم بنشاط منظم في جنوب السودان، قبل انفصال الجنوب، وبمعرفة من حكومة الوحدة السودانية. وهي التي بدأت في إرسال مساعدات غذائية وطبية، منذ مطلع الشهر مع إعلان الاستقلال في جنوب السودان. ويقول رئيس هذه المنظمة، شاحر زهافي، إن الغرض هو أن تنقل إسرائيل خبرتها الغنية وتجاربها الكثيرة كدولة شابة، إلى الدولة المبتدئة في جنوب السودان: «فهناك نواقص خطيرة في هذه الدولة تتعلق بالبنى التحتية والأمية ومستوى التعليم المنخفض والمياه الملوثة والزراعة البدائية، وهناك بالمقابل رغبة جامحة لبناء دولة سليمة تلائم العصر من قيادة الدولة، وهناك من طرف ثالث دول في الغرب معنية بالاستثمار. وهذه فرصة للمبدعين الإسرائيليين أن يدلوا بدلوهم».

وكانت الحكومة الإسرائيلية، ومنذ الاستفتاء الذي جرى في جنوب السودان، قد وضعت لنفسها هدفا بإعادة أكبر قدر من المواطنين السودانيين، البالغ عددهم 30 ألفا، الذين نجحوا في التسلل إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية ويعيشون فيها اليوم في ظل التهديد بترحيلهم. وتبين أن نحو 6000 منهم قدموا إلى إسرائيل من جنوب السودان. وهي تأمل في إعادتهم إلى بلادهم. وقد تمت إعادة 160 شخصا منهم منذ مطلع الشهر، عبر دولة ثالثة. وتم دفع 500 دولار أميركي هدية لكل واحد منهم (300 دولار للصغار). ولكن معظمهم يرفضون العودة ويقولون إنهم يريدون التأكد أولا من أن الدولة الجديدة ستستطيع العيش بسلام ومن دون حرب، والأمر يحتاج إلى وقت.

ووفد رجال الأعمال الجديد هو حلقة أخرى في سلسلة طويلة من الزيارات الإسرائيلية التي تمت في الأسابيع الأخيرة، وغالبيتها سرية، بهدف تطوير العلاقات بين البلدين وتحويلها إلى حلف استراتيجي ضد ما يسمى «الإرهاب الإسلامي الأصولي».