حزب الله يدين الاعتداء على قوات «اليونيفيل».. ولبنان يوافق على مشاركة محققين فرنسيين

القضاء يكلف مخابرات الجيش بالتحقيق في تفجير الدورية الفرنسية.. ولا توقيفات لمشتبهين

TT

أدان حزب الله، أمس، حادث التفجير الذي استهدف دورية للكتيبة الفرنسية العاملة في إطار قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، أول من أمس، والذي أوقع 6 جرحى بينهم 3 جنود فرنسيين. وذكر بيان صادر عن الحزب أنه يدين «الاعتداء الذي استهدف القوة الفرنسية العاملة في إطار قوات الطوارئ الدولية في مدينة صيدا، ويرى فيه عملا إجراميا غير مقبول». ودعا الحزب الأجهزة اللبنانية المختصة إلى التحقيق في هذه الجريمة وكشف الفاعلين ومعاقبتهم. وربط بعض المراقبين بين حادث الاعتداء وبين الموقف الفرنسي مما تشهده بعض الدول العربية من انتفاضات شعبية. واستدعت حساسية هذا الموضوع وخطورته مسارعة القيادات السياسية في لبنان إلى إيلاء القضية عناية كبيرة، وإجراء اتصالات بالسلطات الفرنسية للإعراب لها عن رفض لبنان الرسمي والشعبي لمثل هذا الحادث والتعهد بإجراء تحقيقات مكثفة لكشف هوية الفاعلين ومحاكمتهم.

من جهته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بقوة الاعتداء، وقال المتحدث باسمه مارتن نيسيركي، إن «الأمين العام يأمل أن يعتقل الفاعلون قريبا، وأن يحالوا أمام القضاء». وأضاف أن بان كي مون «أعرب عن اضطرابه العميق لهذا الاعتداء على قوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) وهو الثاني خلال الشهرين الماضيين».

وعلى صعيد التحقيقات، كلف أمس مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، فرع التحقيق في مخابرات الجيش اللبناني والشرطة العسكرية، بإجراء التحقيقات الأولية في هذا الاعتداء، وجمع المعلومات توصلا لكشف هوية منفذي الجريمة وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء العسكري لمحاكمتهم.

وأكد مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن «المعلومات التي روجت عن توقيف عدد من الأشخاص في هذا الحادث غير صحيحة»، مشيرا إلى أن «التحقيقات التي ما زالت متواصلة منذ وقوع الانفجار وتتولاها الأجهزة الأمنية بإشراف القاضي صقر، لم تصل إلى نتيجة تقود إلى توقيف أي مشتبه به في هذه القضية، غير أن هناك بعض الشهود الذين يستمع إليهم المحققون لجمع المعلومات، ولكن لا توقيفات حتى الآن». وأوضح المصدر أن «التحقيق يأخذ في الكثير من الاحتمالات ويسلك أكثر من اتجاه، من خلال المعطيات والمعلومات الأولية المستقاة من طبيعة الانفجار ونوع المواد المتفجرة وطريقة التفجير، واقتفاء أثر المنفذين من خلال الوجهة التي يعتقد أنهم فروا إليها بعد تنفيذ العملية».

وفيما يشارك خبراء متفجرات في الكتيبة الفرنسية وزملاء لهم من «اليونيفيل» في التحقيقات، قال المصدر إن «السلطات اللبنانية وافقت على طلب فرنسي، يقضي بمجيء محققين فرنسيين إلى لبنان للمشاركة في التحقيقات، بما لدى فرنسا من خبرات علمية وتقنية في هذا الخصوص».

وأدان الرئيس اللبناني ميشال سليمان الاعتداء الذي تعرضت له دورية تابعة للوحدة الفرنسية العاملة في إطار القوات الدولية في الجنوب، طالبا من الأجهزة المعنية تكثيف جهودها لكشف الفاعلين ومعاقبتهم. وأبرق الرئيس سليمان إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، منددا بالاعتداء الذي طاول الجنود الفرنسيين، مجددا «حرص لبنان على سلامة أفراد (اليونيفيل)، ومتمنيا الشفاء العاجل للعسكريين الذي أصيبوا في الانفجار».

وأعرب السفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون عن أمله في أن «تتوصل التحقيقات بحادثة (اليونيفيل) في صيدا إلى نتائج لمعرفة من وراء هذا الأمر، والذي يعتبر الثاني من نوعه في صيدا، والذي يستهدف القوات الدولية»، متمنيا أن «تأخذ السلطات اللبنانية رقابة أمنية أكثر، ولا سيما في المناطق التي هي خارج إطار القوات الدولية». ولفت الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» نيراج سينغ إلى أن «الهجوم المباشر في صيدا الذي استهدف قافلة لوجيستية تابعة لـ(يونيفيل) هو الثاني ضدها في غضون شهرين، إذ وقع الهجوم الأول في 27 مايو (أيار) الماضي عندما استهدفت قافلة لوجيستية متفجرة وضعت على جانب الطريق وتم تفجيرها عن بعد إلى الشمال من مدينة صيدا». وشدد سينغ في مؤتمر صحافي من مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة على أن «أمن وسلامة أفراد القوات الدولية ومنشآتها ذات أهمية قصوى، حيث تتخذ البعثة فعليا ترتيبات أمن وحماية شاملة تتم مراجعتها بصورة منتظمة، كما تتخذ تدابير للحد من المخاطر مع ضمان تنفيذ ولايتها». وقال: «لهذه الغاية، تعمل (يونيفيل) بالتنسيق الوثيق مع السلطات اللبنانية التي تتحمل المسؤولية الرئيسية في الحفاظ على القانون والنظام، بما في ذلك أمن أفراد ومنشآت قوات حفظ السلام».