محتجون يتخذون من حدائق وسط الرباط أماكن للاجتماعات والنوم

أسرى حرب سابقون لدى «البوليساريو» يذكرون المارة بأن اعتصامهم دام 64 يوما

TT

احتل محتجون حدائق شارع محمد الخامس، وهو الشارع الرئيسي في الرباط العاصمة، وبات لون عشب هذه الحدائق يميل إلى الاصفرار، بعد أن أصبحت هذه المساحات الخضراء تكتظ بالمحتجين، حتى في الأمسيات والليالي. ومنذ أسابيع تعتصم مجموعات من الجنود الأسرى السابقين لدى جبهة البوليساريو، في الحديقة الرئيسية التي تتوسط الشارع، وتحيط بها أشجار باسقة قبالة مبنى البرلمان. ويطالب هؤلاء الجنود الذين أمضوا سنوات طويلة أسرى في سجون جبهة البوليساريو بمنحهم تعويضات مالية تعينهم على العيش، ووزعوا أمس منشورات على المارة يقولون فيها إن اعتصامهم مستمر منذ 64 يوما، وناشدوا المجتمع المدني «الاهتمام بقضيتهم، وأن يتم الاعتراف بهم كأسرى حرب سابقين». في حين توجد مجموعة منهم في حديقة بمدخل الشارع قريبا من الوزارات والإدارات الحكومية، حيث يطهون وجباتهم بأنفسهم خلال النهار، وفي الليل يستعملون أفرشة وأغطية بالية للنوم تحت الأشجار.

ويستعمل الحديقة الثالثة، التي توجد عند مدخل الشارع أمام بناية مهجورة كانت في السابق مقر وزارة الإعلام، مجموعات من الخريجين الجامعين العاطلين عن العمل مكانا لاجتماعاتهم حيث يتناقشون حول أوضاعهم والأساليب التي يتبعونها من أجل الاستمرار في الاحتجاجات، على الرغم من وعود حكومية بحل مشكلتهم، وتوفير وظائف لهم ضمن ميزانية الدولة للسنة المقبلة.

وفي بعض الأحيان يتناول هؤلاء الخريجون، الذين يتوزعون على عدة جمعيات، ويلبسون صدريات تشير إلى اسم الجمعية التي ينتمون إليها، بعض الوجبات السريعة في هذه الحديقة.

ولم يعد مشهد الأكل والنوم في هذا الشارع الذي كان يعد في السابق أهم شارع تجاري، يثير استغراب المارة وزوار الرباط.

وكان أصحاب المحلات التجارية في البداية يتبرمون من المظاهرات والاحتجاجات التي تؤثر على الرواج التجاري، لكن يبدو أنهم تعودوا الآن عليها، بيد أن بعض أصحاب هذه المحلات يقولون إن كسادا أصاب تجارتهم. وعادة ما توجد الشرطة وقوات مكافحة الشغب في سيارات بالأزقة المتفرعة من الشارع، وهم يتدخلون في بعض المرات، لكنهم يراقبون الأمور في أغلب الأحيان دون أن يتدخلوا.