أظهر استطلاع للرأي وجود قلق حقيقي لدى شعوب الدول العربية من الدور الحالي والمستقبلي لإيران. وأظهر الاستطلاع الذي أصدره المعهد العربي الأميركي، أمس، أن غالبية العرب يعتقدون أن إيران تلعب دورا سلبيا في كل من العراق ومنطقة الخليج العربي. وجاءت الآراء مؤيدة وداعمة للدور الإقليمي الذي يقوم به مجلس التعاون الخليجي، كما رأى غالبية المستطلعين أن السعودية وتركيا تلعبان دورا مهما في إقرار الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأوضح جيمس زغبي، مدير المعهد العربي، في ندوة عقدها أمس لإعلان نتائج الاستطلاع الذي أجري في ست دول عربية، هي مصر والمغرب والسعودية ولبنان والأردن والإمارات العربية، أن شعبية إيران قد انخفضت في استطلاعات الرأي التي قام بها المركز في عام 2006 عن النتائج التي خرج بها بعد استطلاع 2011، مشيرا إلى أن معظم العرب أصبحوا ينظرون بارتياب إلى دور إيران في المنطقة العربية، بينما كانت النسبة التي تساند إيران بين الدول العربية في عام 2006 تصل إلى 82 في المائة في المغرب و89 في المائة في مصر و85 في المائة في السعودية و69 في المائة في الإمارات العربية.
وأشار إلى أن السبب في انخفاض شعبية إيران بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة يرجع إلى أن صورتها أصبحت واضحة في نظر العرب بأنها لا تسهم في السلام والاستقرار في العالم العربي، إضافة إلى القلق المتزايد من برنامجها النووي وأهدافه. ويتشكك العرب في الدور الذي قامت به إيران في البحرين واليمن. وأكد زغبي على وجود عوامل أخرى ساعدت في خفض شعبية إيران، منها الربيع العربي واندلاع المظاهرات والمطالب المؤيدة للديمقراطية في عدد من الدول.
وأشار مدير المعهد العربي الأميركي إلى أن الموقف تجاه إيران يختلف في لبنان عن بقية الدول العربية نظرا للديموغرافية السكانية في لبنان. وأظهر الاستطلاع أن 47 في المائة من اللبنانيين يؤيدون تشجيع الدور الإيراني في المنطقة. وقال إن أغلبية كبيرة من آراء شعوب المنطقة تؤيد أن يصبح الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، وعندما سئلوا أن يختاروا دولة واحدة لتكون قوة نووية في الشرق الأوسط مقابل إسرائيل، جاءت الإجابة أن مصر هي خيارهم المفضل، تليها تركيا. وأضاف أن «العرب ما زالوا ينظرون لمصر باعتبارها القائدة للمنطقة، وتحظى تركيا بدعم أكبر في استطلاع الرأي لدى العرب، بينما تأتي الولايات المتحدة في أدنى تقدير، باستثناء المملكة السعودية، بينما تأتي إيران في أدنى التقديرات».