فيلتمان: الأسد لن ينتصر.. يمكنه أن يؤخر أو يعرقل التغيير ولكن لا يمكنه إيقافه

نواب في الكونغرس دعوا إدارة أوباما لاتخاذ مواقف أكثر تشددا من النظام السوري

TT

قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركي للشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، إن الرئيس السوري بشار الأسد «لن ينتصر» في المظاهرات العارمة التي تشهدها سوريا منذ أكثر من خمسة شهور، في وقت دعا فيه عدد من أعضاء الكونغرس إلى المزيد من التشدد مع الأسد.

وأضاف فيلتمان، خلال استجواب في لجنة العلاقات الخارجية لمجلس النواب، أول من أمس، أن «انتقالا سلميا وديمقراطيا للسلطة سيكون خطوة إيجابية لسوريا والمنطقة والعالم». وأضاف أنه «يعود إلى السوريين تقرير الفصل المقبل، بينما تتقلب الصفحات نحو مستقبل جديد لهذا البلد». وتابع يقول: «الأسد يمكنه تأخير أو عرقلة (ذلك)، ولكن لا يمكنه إيقافه».

وذهب عضو الكونغرس، غاري أكرمان (ديمقراطي من نيويورك)، إلى أبعد من ذلك، ودعا إدارة أوباما «لتخطو خطوات أبعد من ذلك». وقال أكرمان إن أوباما ينبغي أن يدعو الأسد ليرحل. ووصف أكرمان الأسد بأنه «ديكتاتور غارق في الدماء». وأوضحت إجابة فيلتمان عن هذه الملاحظة أنه يتفق معها. وأضاف فيلتمان أن «الأسد ليس مصلحا، لكنه شخص يحكم اعتمادا على الإرهاب، والسرقة، والتعذيب»، وأضاف فيلتمان: «التغيير قادم إلى سوريا».

وقال مراقبون في واشنطن إن تصريحات فيلتمان عن سوريا مهمة بصورة خاصة، لأنه كان سفيرا لدى لبنان وقت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني، رفيق الحريري، في سنة 2005، ولأنه عاصر سلسلة من الاغتيالات والتفجيرات في لبنان. وإنه منذ بداية المظاهرات في سوريا، كان فيلتمان أكثر حماسا من آخرين في وزارة الخارجية، ومن البيت الأبيض، لمزيد من الضغط على الأسد. ولم يكن متحمسا عندما أصرت الإدارة على محاولة الدخول في حوار مع نظام يعرف فيلتمان من تجربة مباشرة أنه لا يمكن إصلاحه.

وأضاف المراقبون أنه إذا تشدد الرئيس أوباما أكثر، سيتبع خطى فيلتمان المتشددة.

وأمس، على الرغم من تشدد فيلتمان النسبي تجاه النظام السوري، بالمقارنة مع البيت الأبيض، أوضح استجواب الكونغرس أن أعضاء الكونغرس هم الأكثر تشددا. وقال هؤلاء إنهم قلقون من أن الولايات المتحدة، في نهاية المطاف، ستبدو ضعيفة، إذا تمكن الأسد من الصمود في مواجهة الضغط الشعبي. وخلال الاستجواب، اشتكى تحالف غير عادي من الأعضاء الجمهوريين والديمقراطيين من أن الجهد المبذول من جانب الإدارة نحو سوريا لم يوضح بما لا يدع مجالا للشك أن أميركا تقف مع المتظاهرين الإصلاحيين ضد نظام قمعي.

وخلال الاستجواب، سأل النائب ستيف شابوت (جمهوري من ولاية أوهايو): «كم سوري يجب أن يموت قبل أن نتحلى بالشجاعة ونقف ونقول إن الأسد غير شرعي، ويجب أن يذهب؟». وأشار إلى أن عدد الوفيات في سوريا خلال الأشهر الأربعة الماضية، كان أكثر من 1600 شخص من المتظاهرين. واتهم النائب غاري أكرمان إدارة أوباما بأنها تريد الاحتفاظ بتشددها، حتى يتأكد لها أن الأسد سيسقط فعلا.

وقال: «نحن نستعمل أنواعا من الرهانات اعتمادا على فرصة غريبة بأن الأسد سوف يكون قادرا على الصمود».

وقال مراقبون في واشنطن إن إدارة أوباما صارت تبدو حرجة وهي تشاهد تشددا أكثر من الكونغرس. وأمس، بعد الجلسة، قالت الإدارة إنها تعمل على صياغة «رسالة متسقة» مع الكونغرس. وأصر مسؤولون في الإدارة على أنهم لم يتركوا أي شك في أن الولايات المتحدة مستاءة من «التكتيكات الوحشية للأسد». وبناء على ذلك، يتوقع أن يصدر البيت الأبيض بيانا أكثر تشددا.

وأمس، بعد جلسة الكونغرس، قال مايكل بوسنر، مساعد وزير الخارجية للديمقراطية وحقوق الإنسان، إن حكومة الولايات المتحدة «فقدت تماما أي ثقة» في الحكومة السورية. وأضاف: «لا أعتقد أنه من الإنصاف القول إننا نقف ساكنين، ونعتمد على أنواع من الرهانات».