نجيب غضبان لـ «الشرق الأوسط»: نسعى لإعداد الشباب السوري لقيادة مرحلة ما بعد سقوط النظام

قال إن الشباب السوري وقيادات المعارضة التقليدية بحاجة إلى بعضهم لإنجاح الانتفاضة

TT

قال الأكاديمي والناشط السياسي السوري الدكتور نجيب غضبان، المحاضر في الملتقى التنسيقي الأول لنشطاء ومجموعات عمل الثورة في سوريا، الذي ينعقد في إسطنبول، إننا «دخلنا مرحلة جديدة من العمل في إطار إعداد الشباب السوري لقيادة مرحلة ما بعد سقوط النظام».

ولفت غضبان إلى أن «المؤتمرات السابقة التي عقدت في تركيا كان هدفها فقط جمع النشطاء في الخارج لإيجاد سبل دعم للثورة وإيصال صوت الداخل السوري للرأي العام الدولي». وأضاف: «أما الملتقى الذي يعقد حاليا في إسطنبول، فالهدف منه جمع مجموعة كبيرة من الشباب السوري من الداخل والخارج وإخضاعهم لدورات مكثفة في عدة مجالات منها ما هو حقوقي، وإغاثة، وعلاقات دولية، وأداء إعلامي، وتعريف بمفهوم المواطنة وبحقوق الأقليات وغيرها».

واعتبر غضبان أن «الشباب السوري الناشط بحاجة لهذه المهارات كونه من وظائف الأنظمة القمعية قتل عنصر الاهتمام لدى الشباب بالشأنين العام والسياسي»، وقال: «اكتساب المهارات الأساسية ضروري، خاصة أن قسما كبيرا من هؤلاء الشبان سيكونون قياديين في المرحلة المقبلة وبالتالي من واجبنا إعداد قيادات شابة قادرة على أن تدير الأمور على المستويات كافة».

وأشار غضبان إلى أن «الشباب الذين خضعوا لهذه الدورات سيعملون على مشاركة زملائهم بالخبرات التي اكتسبوها، خاصة أن هناك قصورا فيما يتعلق بالوعي السياسي لدى الشباب السوري عامة على الرغم من أنه تعلم الكثير في إطار إدارة المظاهرات ولكن المرحلة المقبلة حرجة جدا ويجب أن نكون على مستوى تحدياتها».

وعن تعارض وجهات النظر بين الشباب السوري وقيادات المعارضة التقليدية، قال غضبان: «لا شك أن النخب السورية أو ما يعرف بقيادات المعارضة التقليدية لم تستطع أن تقود حركة الشارع السوري لكن الطرفين اكتشفا مؤخرا أنّهما بحاجة لبعضهما البعض فالشباب بحاجة للخبرات والنخب للاندفاعة الشبابية»، لافتا إلى أن «الملتقى المنعقد في إسطنبول جاء بطلب من مجموعات شبابية تسعى لتطوير نفسها».

وعن خطة عمل المعارضة للمرحلة المقبلة، قال: «كفاية مؤتمرات، حان الوقت لنحدد الكفاءات المنتشرة في الخارج والقادرة على التحرك باسم شباب سوريا بالداخل. سنعمد إلى تقسيم المناطق تقسيما جغرافيا بإطار مؤسساتي محدد لتكون صوت الثورة في الخارج».

وشدد غضبان على أن «المعارضة تسعى للتأكيد لقادة العالم أن هناك بديلا عن نظام الأسد قادرا على ملء الفراغ في المرحلة المقبلة». وأضاف: «أما فيما يخص ما يحكى عن سعي لتشكيل هيئة إنقاذ وطني أو حكومة انتقالية، فلا شك أننا نؤيدها حين تنضج وحين تأتي المرحلة المناسبة»، متحدثا عن «ضرورة تأمين الصفة التمثيلية لهذه الحكومة أو الهيئة لأن الأفكار في هذا الصدد موجودة ومتداولة».

وكان قد انطلق في إسطنبول أول من أمس الملتقى التنسيقي الأول لنشطاء ومجموعات عمل الثورة في سوريا، الذي يعقد على مدار أربعة أيام بهدف تطوير التنسيق بين نشطاء ومجموعات عمل الثورة السورية في الداخل والخارج، بالإضافة إلى زيادة التعارف والتعاون بين النشطاء، كما يحتوي على دورات تدريبية في 5 مجالات مختلفة تتبعها ورش عمل متخصصة.