الثوار الليبيون يسيطرون على مدينة الغزاية الواقعة قرب الحدود التونسية

تونس: غلق المعبر الحدودي وازن ـ الذهيبة من الجانب الليبي

TT

في وقت تزايدت فيه الضغوط الدولية والداخلية على نظام طرابلس، أكد الدكتور عبد الناصر شماطة أستاذ علم الاجتماع بإحدى الجامعات الليبية، أن الثوار الليبيين المناوئين للعقيد الليبي معمر القذافي، تمكنوا من السيطرة على مدينة الغزاية الواقعة قرب الحدود التونسية جنوب غربي طرابلس صباح أمس، بعد أن دارت بينهم وبين كتائب العقيد معمر القذافي مواجهات ومعارك شرسة، استخدم القذافي فيها الأسلحة الثقيلة المتقدمة، ولكن أسلحته لم تمنع تقدم الثوار.

وقال شماطة لـ«الشرق الأوسط» إن السيطرة على مدينة الغزاية سيساعد كثيرا الثوار على التقدم نحو طرابلس والسيطرة عليها، لأن الغزاية منطقة استراتيجية، ومدينة حدودية مع تونس، وبهذا يظل ظهر الثوار في مأمن، وكذلك منطقة الجبل الغربي.

وأشار شماطة خلال اتصال هاتفي من مدينة بنغازي، إلى أن الثوار ارتفعت معنوياتهم بعد اعتراف بريطانيا بالمجلس الانتقالي الليبي، وبعد أن وصل للثوار الكثير من الأسلحة الجديدة، فكانوا يحاربون بقوة وشراسة وتمكنوا من بسط سيطرتهم على المدينة، مؤكدا أن الخوف أصبح مسيطرا على كتائب القذافي بعد توالي الاعترافات بالمجلس.

وعن قذف قوات التحالف لمدينة الغزاية أمس، لفت شماطة إلى أن قوات التحالف قامت بتدمير مراكز اتصالات وأهداف عسكرية تابعة للقذافي جعلت الكتائب معزولة عن مركز القيادة وساهمت في قوة تقدم الثوار، كما أن الناتو لعب دورا مهما في الكثير من المعارك كغطاء جوي للثوار.

وعن الوضع في البريقة (شرق ليبيا) قال شماطة إن الثوار ما زالوا منشغلين بفك الألغام التي زرعت عشوائيا وتسببت في استشهاد الكثير من أبناء ليبيا، ولكن التقدم سيستمر ولن يقف أبدا.

وأفادت قناة «ليبيا الأحرار» التابعة للمجلس الانتقالي، أمس، بأن الثوار تمكنوا من السيطرة على مدينة الغزاية في غضون ساعات بعد أن دارت معارك شرسة في القسم الشرقي من المدينة التي هاجمها الثوار من الغرب ومن الشرق في وقت واحد، ووضعوا كتائب القذافي بين فكي الكماشة، كما استطاعوا تطويق مدينة تيجي (شمال غربي ليبيا) بالقرب من جبل نفوسة، وأن هناك اشتباكات ما زالت مستمرة بين الثوار والكتائب في القرى المحيطة بالجبل الغربي.

إلى ذلك، ذكرت مصادر أمنية تونسية أنه تم البدء من يوم أمس في غلق المعبر الحدودي وازن - الذهيبة من الجانب الليبي، وذلك من قبل الثوار الليبيين. وهذه هي المرة الأولى التي يقع فيها اتخاذ مثل هذا الإجراء منذ بداية الصراع على السلطة في ليبيا.

ويأتي هذا الإجراء بعد احتدام المعارك والعمليات العسكرية الضارية بين الثوار وقوات العقيد معمر القذافي، وذلك في محيط قرية الغزاية الليبية، التي تبعد عن التراب التونسي مسافة لا تزيد على 8 كيلومترات. وأوضحت نفس المصادر أنه قد تم خلال هذه المعارك استخدام الأسلحة الثقيلة من قبل الطرفين.

وكان الثوار الليبيون قد هاجموا أمس بعض المواقع التي تتمركز فيها كتائب القذافي بعد أن تعرضت لقصف قوات الناتو يوم الأربعاء والليلة قبل الماضية.

والملاحظ أن المعبر الحدودي وازن - الذهيبة يخضع لسيطرة الثوار منذ 29 أبريل (نيسان) الماضي، ولم تتمكن قوات القذافي من استرجاعه رغم محاولاتها المتكررة، وبقي الوضع الميداني بين طرفي النزاع بين كر وفر. ولا تزال المعارك الضارية تدور بين الطرفين حسب ما أوردته وكالة الأنباء التونسية الرسمية من معلومات تؤكد وجود معارك حول قرية الغزاية القريبة من الحدود وكذلك قرية آم الفأر حيث تتمركز قوات القذافي.

وكان عبد العاطي العبيدي، وزير الخارجية الليبية قد زار تونس في بداية الأسبوع الحالي، واعتبر مراقبون ومحللون سياسيون أن زيارة العبيدي، قد تكون محاولة للضغط على الحكومة التونسية قصد غلق معبر وازن - الذهيبة، وإيقاف الإمدادات الغذائية للثوار. ولعل المسارعة إلى غلق هذا المعبر من طرف واحد قد تكون عملية استباقية لما قد تتخذه السلطات التونسية من إجراءات بعد أن أصبح الجزء الأكبر من الصواريخ المستعملة بين الطرفين يسقط على الأراضي التونسية ويثير ذعر السكان.