إسرائيل لا تستبعد استقالة أبو مازن إذا فشل في الحصول على عضوية الأمم المتحدة

تشتري أسلحة لقمع المظاهرات لأنها تتوقع «فوضى عارمة» في المناطق الفلسطينية بعد سبتمبر

TT

جنبا إلى جنب مع الآمال التي يبثها الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، للتوصل إلى تفاهمات مع الفلسطينيين لمبادئ التسوية الدائمة للصراع، قبل نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل، تواصل المؤسسة العسكرية والحكومية الترويج بسوط القمع. فأعلنت أنها تتوقع العديد من السيناريوهات «المعتدلة والمتطرفة»، بينها استقالة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) وانتشار فوضى عارمة في المناطق الفلسطينية، وأنها تنوي التصدي لهذا الوضع بمنتهى الصرامة. وتعمدت نشر تقرير عن وسائل قمع جديدة اشترتها لتستخدمها في مواجهة المظاهرات الفلسطينية.

وتحت عنوان «أسلحة أيلول» أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الصادرة صباح أمس، إلى الاستعدادات الإسرائيلية لما سمته مظاهرات عارمة في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر. وقالت الصحيفة إن وزارة الدفاع عملت على شراء «معدات غير فتاكة» لتفريق المظاهرات تصل قيمتها إلى 75 مليون شيكل (الدولار يعادل 3.4 شيكل). وفي التفاصيل أشارت الصحيفة إلى أن وزارة الدفاع قامت بشراء الأسلحة وذلك لرفع جاهزية قوات الأمن لمواجهة مظاهرات محتملة في سبتمبر، من خلال زيادة كمية الأسلحة التي وصفتها الصحيفة بأنها «مزعجة جدا ولكنها غير فتاكة» بعد أن تبين أن هناك نقصا فيها تبين خلال «يوم النكبة» و«يوم النكسة».

وبحسب الصحيفة لم تكن لدى الجيش الإسرائيلي أدوات لمنع دخول الفلسطينيين من سوريا ولبنان، وعندها لجأ الجيش إلى إطلاق النار على أناس عزل. وأضافت أن أسلحة تفريق المظاهرات سيتم تقسيمها بين الجيش والشرطة، حيث تحصل الأخيرة على عتاد بقيمة 40 مليون شيكل، ويتم تزويد الجيش بعتاد بقيمة 35 مليون شيكل لمواجهة مظاهرات محتملة في مناطق السلطة الفلسطينية. وأضافت أن إسرائيل ستتسلم قسما من هذه الأسلحة قبل سبتمبر، وستتسلم الباقي خلال الشهر نفسه وخلال شهر أكتوبر (تشرين الأول).

وضمن هذه الأسلحة، حسب الصحيفة: قنابل غاز، وجهاز متعدد الفوهات يتم تثبيته على المركبات ويطلق كمية كبيرة من قنابل الغاز دفعة واحدة، إضافة إلى حاويات مياه لتفريق المظاهرات بسعة 2.500 لتر، ومركبات ذات أجهزة لضخ المياه (نحو 17 مركبة)، ومسدسات من نوع «تايزر» المكهربة وأجهزة تصدر أصواتا مزعجة لا تحتمل. ويضاف إلى ذلك مواد ذات رائحة حادة جدا وكريهة تتم صناعتها في إسرائيل ويمكن رشها بواسطة طائرات الرش.

وتابعت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يدرس إمكانية استخدام جهاز أميركي يعمل بواسطة موجات «الميكروغال»، وهو يشل قدرة من يقترب منه بمسافة تقل عن 100 متر. وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة نفسها امتنعت عن استخدام هذا الجهاز بسبب معارضة منظمات جودة البيئة ومنظمات حقوق الإنسان.

يذكر أن قوات الأمن الإسرائيلية بدأت بإجراء تدريبات استعدادا لشهر سبتمبر، اشتملت على التدريب على بعض الأسلحة التي تم شراؤها لتفريق المظاهرات.

وكانت عناصر أمنية إسرائيلية قد أشارت إلى أن السيناريوهات المحتملة في سبتمبر تتضمن مظاهرات حاشدة في الضفة الغربية، قد تمتد إلى داخل الخط الأخضر، حيث يعيش المواطنون العرب في إسرائيل (فلسطينيو 48). كما تحدث عن احتمال حصول مظاهرات على طول الحدود مع سوريا ولبنان والأردن وقطاع غزة. وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن أجهزة الأمن تستعد لاحتمال تنظيم مسيرات باتجاه المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية، وحصول مواجهات مماثلة لمظاهرات قريتي بلعين ونعلين، أو مسيرات باتجاه الجدار الفاصل.

وبحسب الصحيفة فإن الأجهزة الأمنية تستعد أيضا لسيناريوهات وصفتها بـ«المتطرفة»، مثل العودة إلى تفجير انتفاضة ثالثة تكون على طريق الانتفاضة الأولى (الشعبية) أو الثانية (المسلحة). ولم تستبعد أن يستقيل محمود عباس (أبو مازن) من رئاسة السلطة وتنهار السلطة الوطنية وأجهزتها الأمنية وتنتشر فوضى شاملة تتيح للتنظيمات المسلحة العودة إلى عمليات التفجير ضد المستوطنات أو داخل المدن الإسرائيلية.