المتظاهرون للأسد: ستخرج قواتك من حمص كما خرجت من لبنان

رفعوا لافتات كتب عليها «ما بقي لك شرعية على الأراضي السورية روح ترشح بإيران»

TT

يوم جمعة آخر يثبت فيه للنظام السوري فشل الحل الأمني والعسكري، فرغم التشديد الأمني وحملات الاعتقال الواسعة في كل أنحاء البلاد، خرجت المظاهرات أمس في جمعة «صمتكم يقتلنا»، بزخم أكبر وشعارات وهتافات جديدة.

وبعد أسبوع من العمليات الأمنية والعسكرية الواسعة والاعتقالات، خرج أهالي حمص أمس ليتحدوا الآلة العسكرية، حاملين لافتة كتبوا عليها رسالة للرئيس بشار الأسد «ستخرج قواتك من حمص والمدن السورية كما خرجت من لبنان»، وهذه أول مرة يعبر فيها مواطنون سوريون علنا عن موقف يدين الوجود العسكري السوري في لبنان طيلة عشرين عاما انتهت عام 2005 بانسحاب مذل.

وخرجت معظم أحياء المدينة في مظاهرات عارمة أمس، سخر فيها المتظاهرون من النظام الذي يقول إنه يسعى للحوار. فبعد أسبوع من وجود وزير الداخلية مع مسؤولين حزبيين في المدينة ولقائه مع وجهاء الأحياء والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية، خرج أهالي حي باب السباع بلافتة أعلنوا فيها موقفهم من تلك اللقاءات كتب عليها «النظام يطلب أشخاصا للحوار ويعتقلهم بسبب رأيهم.. الحرية لسبيع شوفان»، وسبيع شوفان هو ناشط من حمص تم اعتقاله الأسبوع الماضي بعد طلبه للحوار.

واللافتة الأخرى المرة في سخريتها الحمصية، فكانت سؤالا بخط عريض «أين حقوق الحيوان؟»، وأخرى تقول «قانون الانتخابات والأحزاب للتصدير الخارجي.. أما الاعتقالات والقتل فهي للاستهلاك المحلي».

وفي حي باب الدريب ذكر المتظاهرون بحلول شهر رمضان ومواعيد الإفطار في لافتة تضمنت «مواعيد الإفطار حسب توقيت دبابات الأسد: باب السباع الأسبوع الأول، الفاخورة الأسبوع الثاني، باب عمرو الأسبوع الثالث.. إلخ»، في إشارة إلى تنقل العملية العسكرية من حي إلى آخر من أحياء مدينة حمص. أما في حي باب عمرو فقد حملوا تابوتا أبيض وكتبوا عليه «بشار الأسد» باللون الأحمر بعد وضع إشارة (X) على الكلمتين.

أما في حماه، فكان التنويع مختلفا وأقسى، حيث رفع المتظاهرون صورة للرئيس الأسد وقد زينت بالأحذية، وعلقت لافتات بشكل عامودي بأحجام كبيرة على عدة مبان في ساحة العاصي أبرزها ما كتب عليها «ارحل سوريا بدونك أجمل»، فيما ظهرت لافتة كتبت بخط بدائي تؤكد على الوحدة الوطنية «علوي، سني، درزي، مسيحي، إسماعيلي.. الدين لله والوطن للجميع»، وأخرى تؤكد على مطالب الحرية والكرامة مستخدمة عبارة مسيحية، في تطور لافت لإدخال آيات دينية مسيحية في الشعارات، وكتب على اللافتة «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.. بل بشوية كرامة وحرية».

أما في قرية اللطامنة التابعة لمحافظة حماه، فقد غنى المتظاهرون بحماس كلمات طريفة تدعو بشار للرحيل وتغمز من علاقته مع إيران معتمدين لحن أهازيج الأعراس وتقول الأغنية «يا بشار ما بقي لك شرعية على الأراضي السورية.. روح ترشح بإيران والشبيحة الأسدية».

وفي الفاصل بين أغنية وأخرى، كان المتظاهرون يكيلون اللعنات للقنوات الإعلامية المحلية، ويرسلون التحيات للشيخ عدنان العرعور، ومن ثم يتابعون التأكيد والتحدي بأغنية ينشدها المتظاهرون في أنحاء البلاد «سوريا بدها حرية.. وبدنا نشيلك يا بشار وبهمتنا القوية».

أما في بلدة حلفايا التابعة لمحافظة حماه، فطلب المتظاهرون من الرئيس التنحي ليتمكنوا من ممارسة طقوس رمضان، وهتفوا «يا بشار حيّد حيّد بدنا نصوم وبدنا نعيّد»، وكلمة «حيد» تعني «تنحى» جانبا باللهجة السورية.

وفي اللاذقية، سخر المتظاهرون من مضايقة الممثلة مي سكاف التي انضمت للمتظاهرين، وكتبوا على لافتة كبيرة «مي سكاف سلفية! وعقبى للمشايخ والمفتي ومدراء الأوقاف»، في إشارة إلى الدور السلبي الذي يلعبه رجال الدين من الموالين للنظام والموظفين في وزارة الأوقاف. ومن الشعارات والهتافات التي جاءت منسجمة مع تسمية يوم الجمعة بـ«صمتكم يقتلنا» ورددت في أنحاء مختلفة «صمت العالم يقتلنا.. وكلمة حق تحررنا»، و«حاجة صمت بيكفي خوف.. بدنا نحكي عالمكشوف»، و«النظام السوري الكذاب.. قتل الأطفال والشباب»، و«أوهام وكذب وتضليل.. وبالإصلاح بس التأجيل»، و«لعبة قانون الأحزاب.. مع قانون الانتخاب»، و«لعبة أوهام وسراب.. من حكم البعث الكذاب».. وكلها هتافات جاءت لتواكب التطورات ولتنوع على هتافات تردد كل يوم «السوري يرفع ايده بشار ما نريده»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، و«ما في للأبد ما في للأبد عاشت سوريا ويسقط الأسد».