جنود ليبيون أسرى لدى الثوار: معنويات قوات القذافي منخفضة

قالوا: هددونا إما أن نذهب إلى الجبهة أو نقتل

TT

أفاد جنود ليبيون وقعوا في أسر الثوار المعارضين، بأن معنويات قوات العقيد الليبي معمر القذافي منخفضة لدرجة أن الضباط يضطرون إلى تهديد الجنود وعائلاتهم بالقتل لإجبارهم على القتال.

وقال جندي أصيب بعدما بدأ المعارضون هجوما الخميس على بلدات وقرى تسيطر عليها الحكومة في منطقة الجبل الغربي «لا أريد أن أقاتل بعد الآن. لا أريد دماء، لكن ضابطا كبيرا حدق في وأنذرني أنا وآخرين في وحدتي قائلا إما أن تذهبوا للجبهة وتبقوا هناك أو نقتلكم»، حسبما أوردته وكالة «رويترز».

ولم يتسن التأكد بشكل مستقل مما قاله الجندي من سريره في المستشفى في بلدة نالوت الجبلية التي تسيطر عليها المعارضة، لكن عدة جنود آخرين ورجال ميليشيا موالين للقذافي ممن أسروا أدلوا بإفادات مماثلة عن حالة قوات القذافي. وقال جندي آخر اسمه حسن «لا يريد الجيش هذا. العالم كله ضد الجيش الليبي، كيف يمكننا أن ننتصر..»، وكان مقاتلون من المعارضة في غرفة المستشفى بينما كان الجندي يتحدث، لكن لم يبد أنهم يتابعون ما يقوله.

وكان الدم يقطر من ساعد الجندي بعد أن بترت كفه في هجوم المعارضة للسيطرة على بلدة الغزايا التي كانت قوات القذافي تسيطر عليها منذ بدء الصراع قبل خمسة أشهر.

وكانت البلدة تستخدم قاعدة لقصف بلدات مثل نالوت التي تقع على بعد 300 كيلومتر غرب طرابلس والنقطة الحدودية مع تونس.

وقد ترفع التقارير التي أفادت بانخفاض معنويات الجيش من الحالة المعنوية للمعارضين الذين يسيطرون على الجبل الغربي، لكنهم يجدون صعوبة في الاقتراب من معقل القذافي في طرابلس.

ويفتقر المعارضون الليبيون إلى التسليح الكافي والتدريب العسكري والتنسيق ويعتمدون كثيرا على حلف شمال الأطلسي لمنع قوات القذافي من اجتياح المناطق التي يسيطرون عليها.

وردد المعارضون التكبيرات مع وصول شاحنات صغيرة وسيارات إسعاف تحمل الجرحى من جنود القوات الحكومية إلى المستشفى في نالوت، بينما سمع دوي انفجارات على مسافة بعيدة.

وقال مسؤولون في المستشفى إنه استقبل قتيلين و18 جريحا من المعارضة وثمانية جرحى من أفراد قوات القذافي خلال صباح الخميس.

وكان بعض الجنود راقدين على أسرة في غرفة الطوارئ بالمستشفى في انتظار إجراء جراحات لهم بعدما أصيبوا إصابات بالغة بأعيرة نارية، بينما نقل من كانوا في حالة لا تهدد حياتهم إلى غرفة في نهاية ممر، حيث استجوبهم المعارضون.

وكان التوتر الشديد يبدو على وجوه الجنود كلما دخل مقاتلون بعضهم مسلحون ببنادق كلاشنيكوف الغرفة ورفعوا أصواتهم.

وقال رجل نحيف ملتح ضاحكا وهو يصك بكفه جنديا على رأسه «أنت إذن من رجال القذافي كما أرى»، وحاول معارض آخر أن ينحني ليضرب جنديا يجلس على كرسي متحرك لكن آخرين منعوه، وبشكل عام يبدو أن جنود القذافي الأسرى يلقون معاملة حسنة.

وقال الطبيب تهامي عمر «لم أعتقد قط أنني سأشهد اليوم الذي سأعالج فيه جنديا للقذافي في حالة عجز.. لكننا أطباء وعلينا أن نساعد الجرحى من الطرفين».

وقاد معارضون جنديا آخر في كرسي متحرك إلى مصعد يؤدي إلى قسم آخر بالمستشفى. وأثناء انتظار المصعد أخذ الجندي، الذي أصر المعارضون على عدم نشر اسمه، يصف معنويات قوات القذافي. وقال «لقد طفح بنا الكيل. إننا نقاتل لأننا مضطرون إما أن نقاتل أو يقتلنا القذافي ويقتل عائلاتنا».