واشنطن تكشف تعاون إيران مع «القاعدة»

من وثائق بن لادن

TT

بينما تزيد الحكومة الأميركية ضغوطها على إيران، اتهمتها أمس بإرسال مساعدات مالية إلى «القاعدة» في باكستان وأفغانستان. وأيضا، إرسال متطوعين. وقال مراقبون في واشنطن إن الاكتشافات الجديدة مصدرها الوثائق التي عثرت عليها القوات الأميركية، التي قتلت أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة في باكستان، قبل ثلاثة شهور. وإن الوثائق فيها معلومات كثيرة عن الأشخاص الذين كانوا يدعمون بن لادن.

وأعلنت أمس وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على ستة أشخاص متهمين بإدارة شبكة تنقل أموالا ومتطوعين عبر الحدود الإيرانية. من بينهم السوري عز الدين عبد العزيز خليل، ووصفته بأنه «شخص بارز يقوم بتسهيل عمليات (القاعدة)». وأنه يعمل من داخل إيران منذ عام 2005 «بموجب اتفاق بين تنظيم القاعدة والحكومة الإيرانية».

وقال بيان الوزارة إن خليل كان ينقل مجندين وأموالا تابعة لـ«القاعدة» من دول في الشرق الأوسط عبر إيران إلى باكستان وأفغانستان «لمصلحة قادة بارزين في تنظيم القاعدة».

وأيضا، أدرجت الوزارة في القائمة عطية عبد الرحمن، الموجود في باكستان، وقالت إنه كان «مبعوث» زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، إلى إيران. وقالت إن عبد الرحمن هو القائد العام حاليا لتنظيم القاعدة في منطقة القبائل في باكستان.

والأربعة الآخرون هم: أوميد محمدي، وسليم حسن خليفة راشد الكواري، وعبد الله غانم محفوظ مسلم الخوار، وعلي حسن علي العجمي. وقال بيان الوزارة: «هذه الشبكة تعمل كخط إمداد رئيسي ينقل، من خلاله تنظيم القاعدة، الأموال والمتطوعين والمسؤولين عن تسهيل العمليات الإرهابية من أنحاء الشرق الأوسط إلى جنوب آسيا». وإن الكواري والخوار يتخذان من قطر قاعدة لهما، بينما يوجد العجمي في الكويت.

بموجب هذه العقوبات يحظر على المواطنين والشركات الأميركية الدخول في أي معاملات تجارية، أو مالية، مع أي من هؤلاء الأشخاص. وأيضا، تم تجميد أرصدتهم في الولايات المتحدة.

وقال مراقبون في واشنطن إن مسؤولين أميركيين كانوا قالوا إن «القاعدة» قد ضعفت بعد قتل بن لادن وقادة كبار آخرين. ولكن، يستمر تدفق الأموال إلى خزينة التنظيم.

وكان الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الأميركية في أفغانستان، الذي صار مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، قال أمام الكونغرس إنه على الرغم من أن إيران الشيعية دينيا لا تتفق مع أفكار قيادة وتنظيم القاعدة التي يهيمن عليها السنة، ساعد قادة إيرانيون ورجال دين هناك أحيانا تنظيم القاعدة. ولا سيما في السماح لعناصرها بالسفر عبر أراضيها. وقال بترايوس إن «القاعدة» تستخدم إيران نقطة تجمع للاتصالات بين قيادتها وفروعها الإقليمية.

وقال: «على الرغم من أن السلطات الإيرانية تقوم أحيانا بتعطيل هذه الشبكة، وباحتجاز المتعاونين، تظل سياسة طهران في هذا الصدد غير واضحة، ولا يمكن التنبؤ بها».