نائب الرئيس السوداني ومساعده يمتنعان عن لقاء مبعوث أوباما في الخرطوم

دبلوماسيون لـ «الشرق الأوسط»: الخرطوم ترد على من يتفادى البشير وتؤكد: لا دخول للسودان إلا عبر بوابته

TT

بعض قادة الجيش في طريقهم الى الاجتماع مع رئيس الوزراء التركي بعد استقالة القادة الأربعة أمس (رويترز) فشل مبعوث الرئيس الأميركي إلى الخرطوم برينسون ليمان في لقاء أي مسؤول سوداني، في خطوة تعكس رغبة السودان في الرد على واشنطن التي تفادي مسؤوليها مقابلة الرئيس البشير بحجة ملاحقتها من قبل المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب.

وكشف الناطق باسم الخارجية السودانية العبيد أحمد مروح عن تلقي الخرطوم لطلب رسمي من مبعوث الرئيس الأميركي إلى السودان برينسون ليمان للقاء نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه، ووزير الخارجية علي كرتي ومساعد الرئيس نافع علي نافع خلال زيارة معلنة إلى العاصمة السودانية أول من أمس (الخميس)، لكن المسؤول الأميركي فشل في لقاء المسؤولين السودانيين، في خطوة تعكس توتر العلاقات بين واشنطن والخرطوم، وفيما برر مروح عدم لقاء مبعوث أوباما بكبار المسؤولين لارتباط برنامجهم باجتماعات مجلس الوزراء، إلا أن مصادر دبلوماسية اعتبرت الخطوة ردا من الخرطوم على واشنطن التي يتفادى مسؤولوها مقابلة الرئيس البشير، وهي خطوة مشابهة في الشهر الماضي لرفض طه وكرتي ونافع مقابلة وفد مجلس الأمن الدولي رغم وصوله السودان. وقالت مصادر «الشرق الأوسط» إن الخرطوم تريد إرسال رسالة للرئيس أوباما فحواها عدم جدوى وجود مبعوثين إلى السودان ما دامت هي تضع البشير في قائمة المحظور مقابلتهم. وأضافت المصادر أن «الخرطوم تؤكد أن البشير هو من يقبض بكل الملفات، وبكل الأمور ولا دخول إلى السودان إلا عبر بوابته».

في غضون ذلك، قال الأمين العام للحركة الشعبية (شمال) ياسر عرمان، إن «الرئيس عمر البشير أرسل رسالة عبر وسيط السلام الأفريقي ثابو مبيكي يطلب لقاء مع رئيس الحركة مالك عقار في الخرطوم، إلا أن الحركة الشعبية رفضت لقاء رئيسها مع البشير في الخرطوم، وشددت على اللقاء بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بحضور رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي أو السماح لقيادات الحركة الشعبية بعقد اجتماع في جنوب كردفان بضمانة من الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثابو مبيكي نفسه للتشاور حول المفاوضات والسلام. وتشهد الولاية المتاخمة للجنوب حربا منذ بداية شهر يوليو (تموز) الماضي، ويتوسط مبيكي بين الخرطوم والمتمردين، إلا أن البشير رفض الوساطة وتمسك بعقد مفاوضات في داخل السودان.

إلى ذلك، دعا رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد نور مجلس الأمن الدولي بفرض حظر على الطيران الحربي السوداني فوق أجواء دارفور وجنوب كردفان المضطربتين. واتهم نور الحكومة بقصف المدنيين في سياق سياسة الإبادة الجماعية في الإقليمين. وقال «نحن حين نرفض الإبادة الجماعية في كردفان نرفض ذلك لأننا جربناها في دارفور». وعبر نور عن أسفه لموقف مجلس الأمن وعدم تحركه تجاه كردفان. وزاد «ما يحدث في جنوب كردفان لا يقل عن ما يحدث في ليبيا، إلا أن مجلس الأمن يستخدم سياسة الكيل بمكيالين، وذلك بغض الطرف عن ما يجري في السودان، في الوقت الذي يوجه فيه الضربات الجوية على طرابلس». وقال «ظل الطيران السوداني عاملا مهما في عملية الإبادات، ولا بد من وقف ذلك». وتأتي اتهامات المتمردين بعد أن أعلنت بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في إقليم دارفور عن قصف الطيران الحكومي لقرية أبو حمار جنوب الإقليم المضطرب، واتهامات لمنظمات حقوقية بينها «هيومان رايتس ووتش» للخرطوم بارتكاب فظائع حرب بكردفان، إلا أن الخرطوم نفت استخدام أي قصف جوي، وقال الناطق باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد «لم نستخدم طيرانا في تلك المناطق التي لا يوجد أصلا فيها مواجهات مسلحة، أو وجود لحركات دارفور». وأضاف «لماذا نضرب المدنيين؟ ولماذا نستخدم الطيران إن كنا نحاربهم؟».