عناصر أمن للمصلين الدمشقيين: «اليوم ما في الله أكبر»

التضييق على المساجد لم يمنع خروج المظاهرات في محيطها

صورة مأخوذة من موقع أوغاريت للمعارضة السورية لمتظاهرين في دمشق أمس
TT

لأول مرة في تاريخه، خلا جامع «الحسن» في حي الميدان العريق بمدينة دمشق، من المصلين، ما عدا عددا ضئيلا منهم. وبدا الشيخ كريم راجح، إمام جامع «الحسن»، حزينا وهو يلقي خطبة لم تتجاوز مدتها خمس دقائق، حول آية تفسير الأمة. وانتشرت نقاط التفتيش في محيط الجامع، فيما حاصر الجيش منطقة البوابة بالميدان ونهر عيشة والدحاديل والعسالي والقدم حيث لم يسمح للأهالي بالتجول. وقال ناشطون على شبكة الإنترنت إن عناصر الأمن كانوا يقولون للأهالي «اليوم ما في الله أكبر».

وكانت إجراءات السلطات السورية المتشددة حيال الصلاة والمصلين متوقعة، منذ أصدر علماء سوريا فتوى تحرم التظاهر، وعاد الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي للتأكيد على حرمة التظاهر واعتباره من «أخطر المحرمات»، وحرصت وسائل الإعلام المحلية على تكرارها، في حالة استنفار ملموسة تعيشها الأجهزة الأمنية منذ أسبوع تحسبا لشهر رمضان الذي قال ناشطون إنه سيكون كل يوم فيه يوم «جمعة»، أي كل يوم ستخرج فيه مظاهرات كبرى.

لكن ناشطين، وبعد ما أظهرته الأجهزة الأمنية من شراسة في الاعتقال والقمع، توعدوا النظام أمس عبر صفحاتهم على موقع «فيس بوك» بأن كل يوم في رمضان سيكون بمثابة يومي جمعة وليس يوما واحدا فقط، فهم سيخرجون عقب صلاة التراويح وعقب صلاة الفجر. ولعل خروج مظاهرة أمس في جمعة «صمتكم يقتلنا» في حي الميدان، ورغم التشديد الأمني ومنع الصلاة، رسالة تؤكد أن القمع لن يجدي مع المتظاهرين المصرين على التظاهر حتى إسقاط النظام.

ففي منطقة القدم في دمشق تم أيضا منع صلاة فجر الجمعة، كما منعت أغلب جوامع الحي من رفع الأذان لصلاة الظهر. وكان دخول المصلين إلى الجوامع بشرط إبراز البطاقة الشخصية، بالتزامن مع شن حملة اعتقالات واسعة. لكن مظاهرات عدة خرجت من جوامع في أحياء دمشقية أخرى، حيث خرجت مظاهرة من جامع «الرحمن» وسارت نحو شارع «الثورة» وسط دمشق. وكان هناك مظاهرة أخرى خرجت من جامع «إبراهيم الخليل» بحي الحجر الأسود بالعاصمة دمشق، وتم تفريقها بإطلاق نار كثيف.

وفي منطقة القابون بدمشق التي تحاصر منذ عدة أيام خرجت مظاهرة جرى تفريقها بإطلاق النار، وكذلك في حرستا بريف دمشق، حيث أطلقت قنابل مسيلة للدموع على متظاهرين خرجوا من أمام جامعي «عائشة» و«الزهراء».