حواجز أهلية تمنع دخول الشبيحة والأمن إلى اللاذقية.. والأهالي مستعدون للمواجهة

ناشط في حي «حماه اللاذقية»: جاهزون لمواجهة الأمن والجيش إذا حاولا الدخول

TT

رغم الحصار الخانق الذي يعانيه سكان مدينة اللاذقية والتقطيع الأمني للأحياء والشوارع، بواسطة الحواجز العسكرية والأمنية، شهدت المدينة في جمعة «صمتكم يقتلنا»، خروج مظاهرات كثيرة في أحياء الصليبة والطابيات وقنينص والرمل الفلسطيني والسكنتوري، هتف خلالها المتظاهرون بشعارات تنادي بإسقاط النظام وتدعو لنصرة حمص ودير الزور وبقية المدن السورية التي تعاني من قمع أجهزة الأمن.

وقد نشرت شبكة «اللاذقية الحرة» المتفرعة عن شبكة «شام» المعارضة على موقعها إلى «فيس بوك»، فيديوهات تظهر محاصرة الأمن والشبيحة لجامع الرحمن، حيث احتشد داخل الجامع الذي يقع في حي الطابيات مئات المتظاهرين وراحوا يهتفون ضد نظام الحكم، ولم يستطع المتظاهرون الخروج من المسجد إلا بعد أن تعهد الأمن بعدم الاعتداء عليهم بمبادرة من إمام المسجد.

أما في حي قنينص الذي يقع شمال المدينة، فقد أبلغ أحد الناشطين «الشرق الأوسط» بأنه «خرج نحو أربعة آلاف متظاهر، مما استدعى هجوما شرسا من قبل الأمن والشبيحة على الحي، أسفر عن اعتقال الكثير من الشبان واقتحام البيوت وإحراق المحلات التجارية بعد نهب محتوياتها. كما عمدت أجهزت الأمن على إطلاق النار والقنابل الدخانية بشكل عشوائي على السكان العزل، حيث قتل الفتى ياسين عبد الرحيم (14 عاما) برصاص هذه القوات، إضافة إلى عشرات الجرحى، وتم نقله إلى مستشفى الطابيات ليحضر إلى هناك التلفزيون الرسمي ويجبر الأهل على القول إن من أصاب الشاب ياسين هم المجموعات المسلحة وليس الأمن».

إلا أن المظاهرات الحاشدة بقيت متمركزة في حي الرمل الفلسطيني جنوب المدينة والذي صار يطلق عليه أهالي المدينة اسم «حماه اللاذقية»، إذ استطاع السكان في هذا الحي عبر الشهور الماضية، وبعد اعتداءات متكررة من قبل الأمن والشبيحة وسقوط الكثير من القتلى، إقامة حواجز أهلية لحماية أنفسهم ومنع الأمن من دخول الحي وتحويل ساحته إلى مكان دائم للتظاهر والتنديد بممارسات النظام الوحشية.

ويقول أحد الناشطين في الحي «نحن جاهزون لمواجهة دخول الأمن والجيش. سنواجههم بما نملك من ديناميت وأسلحة بدائية، لا يمكن أن نسمح لهم بالدخول ليقتلونا ويدوسوا على رقابنا كما فعلوا في البيضا ودرعا. لقد تعرض حي الرمل لأكثر من مجزرة آخرها حين كان شبان يتجمعون في ساحة الحي جاءت أكثر من عشر سيارة أمن وفتحت النار على الشبان ليسقط منهم الكثير بين قتيل وجريح». ويضيف الناشط الذي لم يخرج من الحي منذ فترة بسبب وضع اسمه على لائحة أسماء المطلوبين على حواجز الجيش على جميع مداخل الحي «في كل مساء تقام منصة لتوجيه كلمات خطابية، ندعو فيها بقية سكان المدينة إلى الانضمام إلينا، كما يقوم الشباب والأطفال بتنظيم كرنفالات غنائية تردد فيها أغنيات تطالب برحيل النظام».

وأشار الناشط إلى أن لافتات منددة بالنظام الحاكم ومطالبة بسقوطه تنتشر في جميع أنحاء الحي. وقال «نرفع لافتات على الأبنية والأعمدة ترفض الفتنة الطائفية وندعو بقية الطوائف إلى المشاركة في التظاهر ضد نظام لا يفرق في قمعه بين مسيحي ومسلم وبين علوي وسني».

يذكر أن أهالي اللاذقية بدأوا يشعرون بالخوف بعد توارد أنباء عن إرسال تعزيزات عسكرية إلى المدينة ودخول أكثر من عشرين دبابة إليها. إلا أن الناشط يؤكد عجز النظام عن اقتحام المدينة وتحديدا حي الرمل لأن ذلك سيكون برأيه سلوكا انتحاريا في ظل تهيؤ الأهالي لهذا الهجوم واقتراب شهر رمضان المبارك. وفيما يخص الدبابات يشير إلى أنها دخلت إلى الميناء وتوقفت وركنت في أحد المستودعات الضخمة هناك.