وارسو تحمل الجانبين البولندي والروسي المسؤولية في تحطم طائرتها الرئاسية

استقالة وزير الدفاع.. والمعارضة وأهالي الضحايا ينتقدون النتائج

TT

اعترفت اللجنة البولندية للتحقيق في تحطم طائرة الرئيس ليخ كاتشينسكي في عام 2010 في منطقة سمولنسك الروسية، أمس، بأن الأسباب الرئيسية للكارثة تقع على عاتق الجانب البولندي. ولدى عرض تقريرها لوسائل الإعلام، تحدثت اللجنة عن «مستوى تدريب أفراد الطاقم الذي كان يشكل تهديدا لسلامة الرحلات»، وعن «سرعة فائقة» للطائرة التي كانت تحلق على «ارتفاع شديد الانخفاض». لكن التقرير ذكر أيضا أن سوء الأحوال الجوية وإصدار مركز التحكم في الحركة الجوية الروسي تعليمات خاطئة، تسببا أيضا في الحادث الذي أسفر عن مقتل الرئيس البولندي و95 آخرين معه.

ويهدد التقرير البولندي بتوتر علاقات وارسو مع موسكو، لأنه يضع جزءا من اللوم على عاتق أجهزة المطار والمسؤولين عن الحركة الجوية في روسيا. وكانت روسيا برأت ساحة العاملين بمطارها من أي لوم في وقوع حادث تحطم الطائرة في العاشر من أبريل (نيسان) من العام الماضي. وقال رئيس الوزراء دونالد توسك إن وزير الدفاع بودجان كليتش قدم استقالته أول من أمس. وأضاف توسك أن كليتش لا يتحمل خطأ حادث التحطم، لكنه قدم استقالته لأنه سيكون «عبئا» على الوزارة في أعقاب التقرير.

وتأتي الاستقالة وسط مزاعم من حزب القانون والعدالة بأن كليتش فشل في ترتيب الرحلة بشكل سليم، ولعدم توفير معايير السلامة الكافية. إلا أن التقرير البولندي لم يتهم أي مسؤول حكومي بالتسبب في تحطم الطائرة. وكان الرئيس الراحل ليخ كاتشينسكي وزوجته وعشرات من المسؤولين الحكوميين والعسكريين البولنديين في طريقهم إلى روسيا عندما تحطمت طائرتهم طراز «توبوليف – 154» سوفياتية الصنع في سمولنسك.

وكانت وارسو رفضت تقريرا أصدرته روسيا في يناير (كانون الثاني) الماضي واصفة إياه بالمتحيز لأنه برأ ساحة مركز الملاحة الجوية الروسي من أي خطأ، وألقى باللائمة على قائد القوات الجوية البولندي لأنه ضغط على طاقم قيادة الطائرة كي يهبط رغم سوء الأحوال الجوية. غير أن تقرير أمس الذي جاء في 328 صفحة ذكر أنه لم تمارس ضغوط على الطيارين للهبوط. وقال ماكيج لاسيك، عضو اللجنة، إن قائد القوات الجوية أندرزيدج بلاسيك كان في قمرة القيادة بوصفه «مراقبا سلبيا» لم يتدخل في تصرفات قائد الطائرة أو الطاقم.

ولم يبلغ مركز الملاحة الروسي طاقم الطائرة بأن الطائرة قد خرجت عن مسار الهبوط، وتأخر في توجيههم بسبب زيادة الارتفاع. وخلص الخبراء إلى أن المطار لم يوفر ظروف «هبوط آمن للطائرة»، وأن نظام الإضاءة كان «غير كاف وغير مناسب».

وقال التقرير إن نحو ثلاثين في المائة من أضواء مدرج الهبوط لم تكن تعمل، فيما كان البعض الآخر تحجبه الأشجار، مما أدى إلى الحد من الرؤية وحال دون مراقبة ضباط الحركة الجوية للطائرة. وقال مسؤولون إن الطائرة كانت سليمة تماما من الناحية الفنية، غير أن الضباب الكثيف جعل رؤية الأرض مستحيلة.

ولم يعف التقرير الطيارين البولنديين الذين يعتقد أنهم لم ينالوا تدريبا كافيا وأنهم كانوا يفتقرون إلى مهارات الاتصال الأساسية. وقالت اللجنة إن طاقم القيادة لم يستجب على الفور للأخطاء التي حدثت أثناء الهبوط بسبب التدريب غير الملائم، وأن افتقارهم للتدريب «مثل خطرا على سلامة الرحلة». ولم يحدد التقرير أسماء الأشخاص الذين يمكن إلقاء المسؤولية عليهم في الحادث، فقد كان دور التقرير «تحليل الحقائق» وليس إلقاء اللوم على أحد حسبما أعلن رئيس اللجنة، جيرزي ميللر.