المتحدث باسم البيشمركة: لن ننجر إلى حرب «بيجاك» و«العمال الكردستاني»

ياور لـ«الشرق الأوسط»: على إيران احترام اتفاقات الحدود

TT

عاودت المدفعية الإيرانية قصفها لمناطق إقليم كردستان العراق خلال اليومين الماضيين، في وقت تناقلت فيه وسائل الإعلام الكردية المحلية خبر اندلاع معارك عنيفة بين مقاتلي حزب بيجاك الكردي الإيراني المعارض والجيش الإيراني في قرية تابعة لقضاء جومان الحدودي.

وأسفر القصف الإيراني عن مقتل طفل مساء أول من أمس فيما تحدث مسؤول في جمعية الهلال الأحمر العراقية عن تشرد 600 عائلة كردية من قرى ومناطق الحدود في يوم واحد فقط الأسبوع الماضي، مشيرا إلى «أن تشرد هذا العدد الكبير بيوم واحد فقط يدلل على حجم المأساة التي يعاني منها السكان في المناطق الحدودية جراء القصف الإيراني المتكرر» وكانت مصادر محلية قد حصرت عدد القرى التي تعرضت إلى القصف الإيراني خلال الأسابيع الأخيرة، مشيرة إلى أن 35 قرية تعرضت إلى القصف وأخليت بالكامل من سكانها وهي تتبع قضاءي قلعة دزة وجومان الحدوديين».

في غضون ذلك نقل موقع «سبه ي» الكردي الذي تديره حركة التغيير الكردية المعارضة عن مصدر خاص طلب عدم ذكر اسمه أن معارك عنيفة اندلعت أول من أمس واستمرت لغاية يوم أمس قرب قرية «برزي» التابعة لقضاء جومان الحدودي أسفر عن وقوع 28 قتيلا بين صفوف قوات الباسيج الإيرانية، وأسر 26 آخرين من قبل مقاتلي حزب بيجاك الكردي، فيما تكبد الحزب 4 قتلى و6 مصابين. وبما أن القرية المذكورة تقع ضمن حدود قضاء جومان التابع لمحافظة أربيل بإقليم كردستان، وأن تأكيدات كثيرة صدرت عن قيادات حزب بيجاك الكردي تنفي أي تواجد لهم داخل حدود إقليم كردستان، اتصلت «الشرق الأوسط» بالمتحدث الرسمي للحزب شيرزاد كمانكر لتأكيد الخبر، لكنه نفى وقوع أي اشتباكات في تلك المنطقة، مؤكدا في تصريح خاص «أنه ليس هناك أي تواجد لمقاتلي حزب بيجاك في المناطق الحدودية التابعة لإقليم كردستان، وأن المنطقة التي ذكرها ذلك المصدر وأشار إلى وقوع المعارك فيها هي تحت سيطرة قوات حكومة إقليم كردستان، وليس لنا فيها أي نشاطات سياسية أو عسكرية، حيث إن معظم نشاطاتنا العسكرية تتركز داخل العمق الإيراني».

وفي تطور لاحق أكدت مصادر عسكرية إيرانية «أن إيران تضع شروطا لوقف قصفها المدفعي لمناطق إقليم كردستان، في مقدمتها إرسال قوات عسكرية تابعة للحكومة العراقية أو حكومة إقليم كردستان إلى المناطق الحدودية لضبطها، مجددة اتهامها لسلطات إقليم كردستان العراق بتخصيص أراض بطول 150 كيلومترا وعرض 20 كيلومترا لإقامة مقرات عسكرية تابعة لحزب بيجاك الكردي المعارض لها».

وفي اتصال مع المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حرس الإقليم وأمين عام وزارة البيشمركة اللواء جبار ياور أكد لـ«الشرق الأوسط» أن حكومة الإقليم لا تتعامل مع التصريحات الإيرانية الصادرة عن ضباط أو قادة عسكريين يرفضون الإفصاح عن هوياتهم أو أسمائهم وتتناقل وسائل الإعلام الإيرانية تصريحاتهم، ولا بد في مثل هذه الحالات أن تتقدم إيران وعبر القنوات الرسمية بطلب إلى الحكومتين العراقية أو الإقليمية بهذا الشأن، وعليه فإننا لا يمكن أن نعتمد تلك التصريحات الإعلامية بشكل رسمي، أما ما يتعلق بموقفنا كحكومة الإقليم فإننا سبق أن أبدينا مرارا موقفا واضحا تجاه العمليات العسكرية التي تجري على الحدود، وأكدنا التزامنا التام بجميع الاتفاقات الموقعة بيننا وبين الحكومة الإيرانية واحترامنا الكامل لمبادئ حسن الجوار والالتزام بالاتفاقات الدولية التي تحدد شكل العلاقة بين الدول المجاورة، وحكومة الإقليم حاولت وتحاول دائما حماية حدودها الدولية مع دول الجوار، وتسعى إلى ضبط الأمن على حدودها المشتركة، وأن لا تستخدم أراضيها منطلقا للهجوم على أي من دول الجوار، ولكن بالمقابل نطلب من الدول المجاورة وخاصة إيران أن تحترم بدورها الاتفاقات الحدودية ومبادئ حسن الجوار. وأعلن ياور عن استعداد حكومته للتعاون مع الحكومة الاتحادية للمساهمة في حل المشاكل القائمة على الحدود عن طريق التفاوض والحوار البناء، لكنه أضاف «أن حكومة الإقليم لم ولن تكون طرفا في الحرب والقتال الدائر بين إيران وتركيا مع كل من حزبي بيجاك والعمال الكردستاني، بل تحاول أن تكون عامل خير لحل المشاكل عن طريق المفاوضات السلمية الهادئة».