شارع المتنبي ينضم إلى مظاهرات الجمعة في بغداد بعد غياب طويل

ناشط مدني لـ «الشرق الأوسط»: لدينا فعاليات ضغط غير منظورة

TT

بعد أن خفت حدتها في الآونة الأخيرة عادت الروح ثانية إلى المظاهرات الجماهيرية في ساحة التحرير في قلب بغداد وفي شارع المتنبي وسط العاصمة، الذي يعد أحد أبرز معالم الحياة الثقافية والمدنية في العراق، حيث امتد نطاق مظاهرة ساحة التحرير المطالبة بتحسين الخدمات ومحاسبة ظاهرة الفساد إلى شارع المتنبي، بعد أن طالب المتظاهرون المشاركون في مظاهرة التحرير من المثقفين في هذا الشارع بالانضمام إليهم. وشهدت ساحة التحرير أمس مظاهرتين واحدة قام بها مؤيدون لائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، نددت برفض البرلمان العراقي سحب الثقة من مفوضية الانتخابات، والأخرى ضد التمديد للقوات الأميركية، والمطالبة بالإصلاحات التي وعدت بها الحكومة، ومكافحة الفساد والبطالة، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين. وانقسمت ساحة التحرير بين المظاهرتين؛ حيث عبر مؤيدو الحكومة عن غضبهم حيال ما اعتبروه تأييدا للفساد وحماية المفسدين من قبل البرلمان، الذي كان قد رفض بأغلبية كبيرة سحب الثقة من مفوضية الانتخابات، بينما رفع المتظاهرون التقليديون المعارضون للحكومة شعاراتهم التقليدية المنددة هي الأخرى بالفساد، مع المطالبة بحل أزمة البطالة والإصلاحات المختلفة وتحسين الخدمات، فضلا عن رفض التمديد للقوات الأميركية نهاية هذا العام. وفي الوقت الذي لم تتمكن فيه الكتل السياسية العراقية من تحقيق اجتماع لها خلال الأيام الماضية للخروج بنتيجة محددة حيال الوجود الأميركي في العراق، فإن رئيس الوزراء نوري المالكي رمى الكرة ثانية في ملعب البرلمان عندما أبلغ نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في اتصال هاتفي مؤخرا أن البرلمان العراقي هو الجهة الوحيدة المخولة البت في ما إذا كانت هناك حاجة لبقاء قوات أميركية بعد عام 2011 أم لا. وعلى الرغم من محاولة القوات الأمنية فرض طوق على المتظاهرين، فإن العشرات منهم توجهوا إلى شارع المتنبي مطالبين رواد هذا الشارع بالانضمام إليهم، وهو ما أدى إلى خروج مظاهرة أخرى ضمت العشرات من المثقفين ورواد هذا الشارع الشهير مطالبة بالإصلاح ومنددة بما سموه عمليات التضييق على الحريات. وقال الناشط المدني وأحد منظمي المظاهرات حسين قاسم لـ«الشرق الأوسط»، إن «تجمعاتنا الشبابية تعمل على ديمومة المظاهرات بوسائل وصيغ مختلفة وإذا كانت المظاهرات قد شهدت انحسارا خلال الفترات الماضية، واليوم هناك دمج بين ساحة التحرير والمتنبي فلأننا نعمل نوعا من التكتيكات من أجل ألا نبقى على وتيرة واحدة، وذلك من أجل ترتيب موضوع الاحتجاجات بما يتلاءم مع سقف المطالب التي نرفعها دائما والتي تتعلق بالخدمات والإصلاحات في الغالب». وأضاف «إننا نقوم بفعاليات أخرى غير المظاهرات وفي مناطق مختلفة مثل جمع التواقيع وزيارة المجالس البلدية والأقضية والنواحي، ورفع مطالب المواطنين إلى الجهات المسؤولة من أجل إيجاد حل لها كجزء من عملية الحراك والضغط الشعبي». وحول طبيعة المظاهرة التي جرت في شارع المتنبي، قال قاسم إنه «على الرغم من كونها مدنية وسلسلة، فإنه جرى تطويقها من قبل قوات الأمن والشرطة مع حصول مضايقات لا مبرر لها بهدف إنهاء المظاهرة، فضلا عن إجراءات منع التصوير وغيرها من الأساليب التي هي بالضد مما يجري الحديث عنه من حرية الرأي والتعبير».