المستوطنون يركبون موجة «ثورة الخيام» في إسرائيل مطالبين بمزيد من البناء لديهم

أحد كبار الأدباء اليهود: الاحتلال والاستيطان هما السبب في أزمتنا الاقتصادية

TT

في الوقت الذي باشر فيه المستوطنون في الضفة الغربية ركوب موجة «ثورة الخيام» في المدن الإسرائيلية؛ احتجاجا على غلاء المعيشة، التي تهدد بزعزعة الائتلاف اليميني الحاكم برئاسة بنيامين نتنياهو، دعا عدد من كبار الأدباء اليهود إلى «رؤية الحقيقة ومواجهتها بشجاعة، فأزمة إسرائيل الاقتصادية تعود للأموال الهائلة التي أنفقتها، وما زالت تنفقها حكومات إسرائيل على الاحتلال والاستيطان في الأراضي الفلسطينية».

وقال مئير شليف، الشاعر والكاتب، إن حكومة إسرائيل تهمل الطبقة الوسطى، التي تعتبر أحد أهم أركان المجتمع الحضاري: «هذه حكومة سيئة للناس وجيدة لمن يمارس عليها المزيد من الضغوط والقوة، تعطي للمستوطنين ولليهود الحريديم (المتشددين) وتحرم الباقين». وحذر الأدباء الأربعة، شليف ويورام كانيوك (الذي حضر على كرسي متحرك) وروني سوميك وإشكول نافو، من محاولات المستوطنين ركوب موجة «ثورة الخيام». وقال كانيوك: «الاحتلال والاستيطان هما سبب البلاء في إسرائيل؛ فقد صرفت الدولة على الاستيطان وحده ما يفوق الـ18 مليار دولار خلال 40 عاما، ولو صرفت هذه الأموال داخل إسرائيل لما كنا نشهد أزمة كهذه».

يذكر أن إسرائيل تشهد منذ أسبوعين، موجة احتجاجات ضخمة لم يسبق لها مثيل، ضد سياسة الحكومة الاقتصادية والاجتماعية، بدأت بنصب خمس خيام احتجاج في أحد ميادين تل أبيب، وانتشرت بعدها في 24 بلدة، لتضم نحو 4 آلاف معتصم. وانضم إليهم الطلاب الجامعيون، ثم نقابة الأطباء. وتجاوب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مع هذه الحملة بإعلان سلسلة إجراءات لتخفيض أجور وأسعار السكن، وزيادة مشاريع البناء بخمسين ألف وحدة خلال السنوات المقبلة، ولكن قادة المحتجين رفضوا اقتراحاته، وقالوا إنها مجرد وعود سطحية لا تنطوي على حلول جذرية، وتنضم نقابة العمال العامة الإسرائيلية «الهستدروت» للاحتجاجات ضد أزمة السكن وارتفاع أسعار المعيشة، في حال لم يتم التوصل إلى حل للأزمة حتى غد. وهدد عوفر عيني، رئيس الهستدروت، باستخدام كل الوسائل المتاحة في حال عدم بدء مفاوضات بين الحكومة والمحتجين؛ للتوصل إلى حل شامل للضائقة التي تواجهها الطبقة الوسطى والشرائح الضعيفة في المجتمع، وقال إنه يتوقع أن يطلب منه نتنياهو عقد لقاء لبدء مفاوضات لحل أزمة السكن، وأزمة الجهاز الصحي الذي يشهد احتجاجات واسعة وإضرابات في عدة خدمات فيه.

وشدد عيني في مؤتمر صحافي في تل أبيب على أن الأزمة لا تتعلق بضائقة السكن أو بارتفاع أسعار المواد الغذائية فقط، وإنما بالسياسة الاقتصادية والاجتماعية العامة للحكومة، وقال إن جباية الضرائب ستحقق هذا العام فائضا بمبلغ 10 مليارات شيكل (نحو 2.9 مليار دولار)، لكنه لا يرى مؤشرات على أن الحكومة تعتزم إعادة هذه الأموال إلى المواطنين على شكل خدمات وحلول لأزمات اقتصادية واجتماعية.

من جانبه، قال رئيس المجلس الاقتصادي الوطني ومستشار رئيس الوزراء، البروفسور يوجين كانديل، إنه توجد آذان صاغية لرئيس الهستدروت في الحكومة، وإن هناك انفتاحا في الحكومة لبحث أفكار جديدة، استعدادا للبحث في أي موضوع اقتصادي.

وكان رئيس نقابة الأطباء في إسرائيل، الدكتور ليونيد إيدلمان، قد أعلن الإضراب عن الطعام، ويقود منذ ثلاثة أيام مسيرة للأطباء من تل أبيب إلى القدس سيرا على الأقدام؛ احتجاجا على رفض الحكومة الاستجابة لمطالب الأطباء، وبينها تحسين وضع الجهاز الصحي، ورفع رواتب الأطباء، وزيادة ملكات الأطباء في المستشفيات بألف وظيفة، ويواصل الأطباء هذه المسيرة لليوم الرابع على التوالي، أمس، وهم يتوجهون إلى مكتب رئيس الوزراء.