دحلان يتهم السلطة وحماس بتقاسم الأدوار وترويج الإشاعات ضده

بعد اتهامه بالوقوف وراء اشتباكات العريش

TT

اعتبر محمد دحلان، عضو اللجنة المركزية المفصول لحركة فتح، أن ما يشاع حوله من أخبار مسيئة للسمعة، وآخرها وقوفه وراء الاشتباكات المسلحة التي جرت في صحراء سيناء المصرية أمس، وكذلك «هروبه من رام الله إلى الأردن بسيارة دبلوماسية أميركية مصفحة»، هو حملة منظمة لاغتيال الشخصية، يتقاسم فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الأدوار مع حركة حماس.

ورفض دحلان، الذي اتصلت به «الشرق الأوسط» وهو في مطار عمان في طريقه إلى روما لإلقاء محاضرة حول القضية الفلسطينية، حتى مجرد التعليق على أخبار تردد أنه وراء الاشتباك المسلح بين الجيش والشرطة المصريين وخلية «جيش تحرير الإسلام» في محافظة العريش شمال صحراء سيناء، وقتل فيها ضابط و4 مدنيين من بينهم طفل، وجرح فيها 18 شخصا بينهم عشرة من أفراد الشرطة والجيش، وأشار إلى أنها إشاعات، مكتفيا بالقول «إن هذا الكلام سخيف ولا يستحق حتى الرد عليه أو نشر أي أخبار عنه».

وبدأت الاشتباكات بعد ظهر أول من أمس بخروج أنصار وأعضاء «تيار التكفير والهجرة» بسيناء الذي كان مسؤولا في الماضي عن تفجيرات سيناء، في مسيرة مسلحة كنوع من استعراض القوة، وظلوا يطوفون شوارع مدن رفح والشيخ زويد حتى وصلوا إلى مدينة العريش، وتوجهوا إلى ميدان الرفاعي الرئيسي وواصلوا إطلاق الأعيرة النارية في الهواء، وحاولوا تحطيم تمثال الرئيس الراحل أنور السادات الموجود بالميدان، وأطلقوا النار بكثافة عليه، وتصدت لهم قوات الجيش، حتى توجهوا إلى مقر قسم شرطة ثان العريش وحاصروه وأمطروه بوابل من النيران.

واعتبر أن التزامن بين هذه الإشاعات التي اتهم السلطة بترويجها، وما نشره موقع «المركز الفلسطيني للإعلام» حول هروبه بسيارة دبلوماسية أميركية مصفحة إلى الأردن، توزيع للأدوار بين أبو مازن وحماس. ويقول تقرير «المركز الفلسطيني للإعلام»، الذي نسب ما جاء فيه إلى مصادر مطلعة في فتح، لم يسمها، إن دحلان هرب إلى الأردن بواسطة سيارة دبلوماسية أميركية مصفحة تعود للسفير الأميركي في إسرائيل. وحسب هذه المصادر، فإن دحلان كان يخشى بعد اقتحام منزله من قبل أجهزة السلطة الأمنية واعتقال حراسه ومصادرة الأسلحة والذخيرة، أن يتم اغتياله أثناء مغادرة رام الله، فتواصل مع الاستخبارات الأميركية. وأضافت المصادر أن السفير الأميركي في تل أبيب اتصل بأبو مازن لضمان مغادرة دحلان، وأرسل له سيارته الدبلوماسية المصفحة التي غادر عبرها.

وقالت هذه المصادر إن دحلان عاد إلى الضفة الغربية في 22 يوليو (تموز) للمثول أمام المحكمة الحركية بشأن طعنه في قرار اللجنة المركزية لفتح بفصله بضمانة ووساطة من وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الذي تربطه به علاقات قوية، ووعده بأن تتم تسوية موضوع فصله من اللجنة المركزية لحركة فتح، لكن يبدو أن الأمور فشلت في اللحظة الأخيرة.

وقال دحلان إن هذا كلام يراد به التشويه «وقد خرجت من رام الله بسيارتي وتحت حراسة الشرطة الفلسطينية، ولم أغادر الضفة الغربية هربا كما يشيعون». ورد دحلان على ما يشاع عن إمكانية إغلاق مصر الباب في وجهه بسبب النفوذ المتزايد لحركة الإخوان المسلمين فيها. وقال إن هذا غير صحيح، وإنه كان في مصر قبل أسبوعين ولا يواجه أي مشكلات في الدخول أو الخروج.

وكان برفقة دحلان عند مغادرته رام الله، يوم الخميس الماضي، أقرب المقربين منه وهم أبو علي شاهين الذي يعتبر الأب الروحي لدحلان، والذي تحدثت إليه «الشرق الأوسط» يوم عملية اقتحام منزل دحلان، وسفيان أبو زايدة عضو المجلس الثوري، وتوفيق أبو خوصة رئيس نقابة الصحافيين السابق في قطاع غزة، وأبو خالد الشنب رئيس الحراس الذي اعتقلته الشرطة الفلسطينية في منطقة أريحا ولا يزال رهن الاعتقال.