عريقات يلتقي سرا خبراء في القانون الدولي بلندن لدرس طلب العضوية للأمم المتحدة

أعد للاجتماع خالد العطية وزير التعاون الدولي القطري

TT

في خطوة تعكس جدية الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في التوجه إلى الأمم المتحدة طلبا لعضوية فلسطين، علمت «الشرق الأوسط» أن اجتماعا عقد الليلة قبل الماضية في لندن بين مسؤول فلسطيني رفيع وعدد من الخبراء البريطانيين في القانون الدولي، وذلك من أجل وضع اللمسات الأخيرة وتوضيح كل ما يلزم بشأن الطلب الفلسطيني للعضوية الكاملة للأمم المتحدة المقرر بحثه في سبتمبر (أيلول) القادم. وقال مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات زار لندن أول من أمس ولمدة 24 ساعة انتهت ظهر أمس لهذا الغرض، وإن الدكتور خالد العطية وزير التعاون الدولي القطري، رتب له اجتماعا مع الخبراء البريطانيين والعالميين في القانون الدولي، استمر حسب المصدر طوال الليلة قبل الماضية، وذلك للحصول منهم على ردود على جميع الاستفسارات وكل الأسئلة المحتملة، في الإجراءات القانونية بغرض سد جميع الثغرات القانونية وحتى يكون الموقف الفلسطيني محكما بشكل لا يسمح بوقوع أخطاء.

وخلال هذه الزيارة المقتضبة التقى عريقات أيضا مع وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية اليستر بيرت، وبحث معه عملية السلام وإمكانية استئناف المفاوضات، وكذلك أيضا الاستعدادات الفلسطينية للتوجه إلى الأمم المتحدة.

وحسب المصادر، فإن السلطة الفلسطينية أصبحت بعد هذا الاجتماع جاهزة من الناحية القانونية.. ويعود الفضل في ذلك إلى دولة قطر ممثلة في العطية الذي أعد لهذا الاجتماع من جميع نواحيه بما فيها التكلفة الاقتصادية، وشارك فيه شخصيا أيضا. ولن يقدم الطلب الفلسطيني - العربي إلى الأمم المتحدة قبل إقراره من قبل لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية، وكذلك اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. ويفترض أن تعقد اللجنة المختصرة المنبثقة عن لجنة المتابعة العربية في العاصمة القطرية يومي 3 و4 أغسطس (آب) المقبل، لبحث ملف طلب العضوية ووضع اللمسات الأخيرة عليه قبل تسليمه للأمين العام للأمم المتحدة الذي بدوره سيرفعه إلى مجلس الأمن الذي سيشكل لجنة خاصة لدراسة الطلب وتقديم التوصيات بشأنه.

وتضم اللجنة المصغرة إضافة إلى فلسطين ممثلة في الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، رئيس اللجنة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، ووزير خارجية الأردن ناصر جودة، ووزير خارجية المغرب الطيب الفاسي الفهري، ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو.

إلى ذلك، قال مصدر فلسطيني آخر لـ«الشرق الأوسط» إن اجتماعا سريا كان قد أعد له عريقات بين الرئيس أبو مازن والرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس قد ألغي في اللحظة الأخيرة. وقد توجه أبو مازن أول من أمس عقب اجتماعات المجلس المركزي لمنظمة التحرير إلى عمان استعدادا لهذا الاجتماع الذي كان يفترض أن يعقد بعيدا عن وسائل الإعلام، إلا أنه ألغي في اللحظة الأخيرة بناء على طلب بيريس الذي اعترف بأنه ليس لديه ما يقوله أو يعرضه في هذا الاجتماع لأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يعطه أي أفكار جديدة يمكن أن ينقلها.

يذكر أن بيريس كان قد أعلن أن لقاءات جرت وتجري بينه وبين مسؤولين فلسطينيين من بينهم أبو مازن، غير أن نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نفى ذلك وقال إن ما تردد عن وجود مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي غير صحيح على الإطلاق، «ونحن ملتزمون بالموقف العربي الذي يدعو إلى أسس واضحة لأي مفاوضات وفق الشرعية الدولية».