التحقيقات مع الإرهابي النرويجي تكشف التعاون الوثيق بين اليمين المتطرف في إسرائيل وأوروبا

أحد رجال الدين اليهود المؤيدين للمتطرفين الأوروبيين: إله المسلمين ليس إلهنا

TT

مع تعمق تحقيقات الشرطة والمخابرات النرويجية في خلفية نشاط الإرهابي، أندرس برايفيك، الذي ارتكب المذبحة البشعة في معسكر صيفي للشباب في النرويج في 22 يوليو (تموز) الحالي، تتكشف علاقات تعاون وثيق بين أوساط في اليمين المتطرف في إسرائيل، واليمين المتطرف في أوروبا. ويقلق هذا التعاون أوساطا سياسية وأمنية في تل أبيب، ترى أنه سيلحق ضررا كبيرا بالتأييد لإسرائيل في دول الغرب.

وقالت مصدر إسرائيلية أمنية تتابع هذه التحقيقات إنه يتضح أن برايفيك لم يكن إرهابيا منفردا يعمل بشكل مستقل، بل يوجد له رفاق في أوساط اليمين المتطرف في النرويج وبريطانيا وفرنسا وغيرها، ومع حزب النازية الجديدة في ألمانيا. ومع تواصل التحقيق معه يتبين أن ما كتبه برايفيك في موقعه الإلكتروني عن تأييد اليمين الإسرائيلي وعدائه للفلسطينيين والعرب والمسلمين ولليسار اليهودي في إسرائيل والغرب، لم يكن صدفة. فاليمين المتطرف في أوروبا الذي ينتمي إليه يقيم علاقات تعاون وتحالف مع اليمين الإسرائيلي المتطرف.

وأشارت هذه المصادر إلى اللقاء المشترك لليمين المتطرف من الجهتين، الذي عقد في فبراير (شباط) الماضي، في إسرائيل. وإلى الشعارات المشهورة لليمين الأوروبي، التي بدأت تسمع في إسرائيل بكثرة، مثل «على أوروبا أن تحمي نفسها في وجه الإسلام»، و«المسلمون يغزون أوروبا»، و«المسلمون يهددون أوروبا»، وغيرها. وهو يطبق بعض الشعارات على الأوضاع في الشرق الأوسط، عندما يتحدث عن «تهديد كيان إسرائيل بالإرهاب الإسلامي».

كذلك أشارت إلى نشاطات منظمة «إي دي إل» (عصبة الدفاع الإنجليزية)، وهي أيضا من اليمين المتطرف الذي يحاول إقامة تحالف أوروبي واسع ضد هجرة المسلمين، ويبرر بشكل غير مباشر الاعتداءات على المهاجرين المسلمين في أوروبا. وقد برز أحد قادتها، توم تيرنتو، عندما استنكر جريمة الإرهابي النرويجي ولكنه وجد لها مبررا، إذ قال «ربما تكون هذه العمليات في النرويج بداية النهاية للوجود الإسلامي في أوروبا».

وترفع هذه المنظمة في مظاهراتها أعلام إسرائيل. وقد انضم أحد رجال الدين اليهود البارزين هناك، ويدعى الحاخام ناحوم شفرون، إلى مظاهراتهم الأخيرة في الأسبوع الماضي، وألقى خطابا هستيريا ضد الإسلام والمسلمين، إلى درجة القول «إلهنا ليس إلههم نفسه».

يذكر أن اليمين الحاكم في إسرائيل، وليس فقط اليمين المتطرف، يسهم في تكريس شعارات المتطرفين الأوروبيين، الداعية إلى طرد المهاجرين العرب والمسلمين من أوروبا. وتأتي مساهمته من خلال الحديث عن «الخندق المشترك في وجه الإرهاب الإسلامي».

وقد تحدثت القناة التلفزيونية العاشرة في إسرائيل، وهي تجارية مستقلة، عن التعاون بين اليمين المتطرف في إسرائيل وأوروبا، فوصفته بأنه مخجل ومفزع. وقال محرر الشؤون العالمية فيها «ليس مسؤوليتنا أن يهتف اليمين المتطرف في أوروبا هتافات مؤيدة لإسرائيل، مثلما أنه ليست مسؤوليتنا أن يهاجمنا اليسار في أوروبا. ولكن، أن نجد يهودا يضعون أنفسهم في خندق واحد مع اليمين المتطرف والفاشية والنازية الجديدة، فقط في سبيل العداء للعرب والمسلمين، فهذا أمر لا يحتمل ويعتبر مخزيا ومقلقا، بل ومفزعا. فهل نسينا العنصرية ضد اليهود وجرائم الملاحقة والمذابح ضد اليهود والغيتو؟.. هل يعقل أن نكون حلفاء لقادة اللاسامية والعنصرية؟».