انخفاض القوة الشرائية للغزيين عشية شهر رمضان

رغم توفر السلع وعدم حدوث ارتفاع في الأسعار

TT

من خلف واجهة محله الزجاجية، يبدو أحمد مطرقا، شارد الذهن، فحملة التنزيلات التي أعلن عنها على عدد كبير من السلع عشية حلول شهر رمضان، لم تفلح في جذب المستهلكين إلى محله الكائن في قلب مخيم المغازي للاجئين، وسط قطاع غزة. فباستثناء بعض الناس الذين دفعهم الفضول إلى تفحص الإعلان الكبير، الذي تم وضعه على بوابة المحل، فإن معظم الناس الذين كانوا يتحركون على الشارع الرئيسي، الذي يخترق المخيم، تجاهلوا الإعلان ولم يبدوا اهتماما يذكر.

في مثل هذه الأيام من كل عام، وعلى أبواب الشهر الفضيل، كانت المحال التجارية تشهد إقبالا كثيفا من الناس للتزود بالحاجيات والسلع الرمضانية. صحيح أن انخفاضا واضحا على القوى الشرائية للفلسطينيين قد طرأ منذ عدة سنوات؛ بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية، وجراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ نحو 5 سنوات، إلا أن هذا التراجع لم يصل إلى هذا الحد.

إن القوة الشرائية للفلسطينيين عشية شهر رمضان وخلاله تقاس بشكل خاص من خلال ملاحظة الحركة التجارية في سوق الزاوية، في قلب مدينة غزة، التي عادة ما يؤمها الناس من مختلف أنحاء القطاع للتزود بما يحتاجونه، من أجبان وألبان وتمور ومقبلات، وغيرها من السلع التي يقبل الفلسطينيون عادة عليها خلال رمضان.

وعلى الرغم من أنه يكاد لا يوجد نقص في السلع، وعلى الرغم من عدم حدوث ارتفاع في أسعار معظم السلع، سيما بعدما سمحت إسرائيل بوصول الكثير من السلع عبر معبر أبو سالم على مثلث الحدود بين غزة ومصر وإسرائيل، فإن هذا لم يغير الواقع كثيرا في هذه السوق.

وتبدو وتيرة حركة الناس في السوق منخفضة بشكل واضح، وهي المكان الذي كان يعج بالحركة أكثر من أي مكان آخر في قطاع غزة عشية حلول الشهر وخلاله، على الرغم من حرص الباعة في السوق على لفت أنظار الناس الذين يمرون فيه إلى ما يعرضونه من سلع، لكن من دون تحقيق نتائج.

وهذا هو الوضع بالنسبة لحسن، الذي يملك محلا تجاريا في قلب السوق، فمؤشرات الموسم عشية الشهر تبعث على التشاؤم. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «من الواضح أن أزمة الرواتب، سواء في رام الله أو في غزة، تؤثر على الحركة الشرائية، فقد بات الناس يترددون قبل الإقبال على شراء ما يلزمهم، فهم يقلصون، إلى حد كبير، المشتريات خوفا من المجهول».

من ناحيته، قال جلال (42 عاما) الذي يعمل في وظيفة مرموقة في إحدى الدوائر الحكومية، وكان دوما من رواد سوق الزاوية، إنه كان يخطط عشية شهر رمضان وخلاله للتوجه إلى سوق الزاوية لشراء بعض السلع الضرورية جدا، مشيرا إلى أن حالة انعدام اليقين في كل ما يتعلق بالرواتب تدفعه إلى إعادة حساباته بشكل دقيق، وأوضح أنه منذ ثلاثة أشهر بات يتقاضى نصف راتبه الشهري.

ويأمل أصحاب المحال التجارية في سوق الزاوية، كما هو الحال في كل مناطق القطاع، أن تتمكن حكومتا غزة ورام الله من تأمين الرواتب بشكل يعيد الثقة للمستهلكين، ويدفعهم للعودة لأنماط الشراء التقليدية خلال رمضان.