مثقفون سوريون يبحثون في الدوحة إصلاح النظام السوري واحتمالات تغييره

معارضون: انتهى وقت الإصلاح فالشعب لا يريد سوى إسقاط الأسد

صورة بثها موقع «آوغاريت» للمعارضة السورية تظهر مظاهرة نسائية في حمص أمس
TT

انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة أمس ندوة علمية تحت عنوان «سوريا بين خيارات ومصالح القوى السياسية والاجتماعية واحتمالات التغيير»، بمشاركة رموز سوريين بارزين ومثقفين على رأسهم الاقتصادي البارز عارف دليلة فضلا عن الدكتور عزمي بشارة، وذلك تحت تنظيم المركز العربي للدراسات وأبحاث السياسات.

تبحث الندوة، التي ستستمر ليومين، التطورات السياسية للاحتجاجات الدائرة في سوريا منذ ما يقرب من خمسة أشهر. من خلال أربعة محاور؛ الأول عن طبيعة القوى الاجتماعية المشاركة في التحرك الشعبي، والثاني عن طبيعة النظام في سوريا وقابليته للإصلاح والتغيير، والثالث عن دور المعارضة السياسية، والرابع عن احتمالات التغيير والقوى الدولية. إلى جانب محاولة تصور السيناريوهات المستقبلية لتطورات الأحداث في سوريا.

تأتي الندوة في الوقت الذي أعلنت فيه اللجنة السياسية لرابطة الثوار السوريين في استغاثة وتحذير، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أنه «لم تعد المؤامرة الدولية ضد الشعب السوري خافية على أحد من السوريين، فالولايات المتحدة الأميركية وتركيا وإسرائيل وإيران جميعهم مصرون على منح فرصة للمجرم بشار الأسد لقتل شعبه عسى أن يخرج من أزمته». وقالت اللجنة في بيانها على خلفية جمعة «صمتكم يقتلنا»: «إن المواقف العربية المخزية والأوروبية الخجولة لا تقدم للشعب السوري سوى شعور بالتواطؤ والاختباء وراء المواقف الروسية والصينية المتفق عليها مسبقا لمنع الإجماع على إدانة هذا المجرم».

واعتبر بيان اللجنة أن «القمع والقتل الذي تمارسه القوى الأمنية السورية يزداد بشكل قاس مع انخفاض النبرة الأميركية في النقد، وهو ما يختلف تماما عندما تصعد الإدارة الأميركية من لهجتها تأتي الأوامر في فروع الأمن لضرورة عدم استخدام العنف. هذا كله إلى جانب السماح لعصابات الأسد في التمادي بانتهاك الشعب السوري واستباحة دمه وعرضه وماله وهذا أخذ يولد رغبة بالانتقام الممزوج بالحقد على الأسد والمجتمع الدولي المتواطئ، مما يعزز ظهور تكتلات مجتمعية خطرة يمكن أن تتوجه للانتقام ليس فقط من بشار وعصاباته، بل ومن سكت عنه، ومن حالفه وتواطأ معه».

من جهتها، أكدت بهية مارديني، رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير لـ«الشرق الأوسط»: «مؤتمر أنطاليا أفرز بعض المؤتمرات المعارضة التي التزمت بسقف إسقاط النظام وهو المطلب الذي يصمم عليه جموع السوريين».

وأوضحت مارديني أن التحدث في المؤتمرات عن إصلاح النظام وتغييره بات متأخرا جدا في ظل الدم الذي يراق يوميا في سوريا، وأكدت أنها تخشى أن تقود الندوة العلمية «إلى الحديث عن إصلاح نظام يرفضه الحراك الشعبي الحي بعد 5 شهور من استمرار الثورة»، وأكدت أن «الإصلاح بات لا يرقى إلى المطالب الشعبية»، وشددت على «أن على المعارضة أن تواكب خط الشارع».

ولفتت مارديني إلى أن النظام سيفكك نفسه بنفسه في ظل آراء مختلفة بين قادة النظام حول طبيعة التعامل مع الثورة والثوار بين الانحناء للعاصفة أو اجتثاثها بين الحوار والإصلاح أو الضرب بيد من حديد وإعادة تجربة الثمانينات على كل الأراضي السورية في ظل مواقف دولية غير مؤثرة وفاعلة.

من جانبه اعتبر هيثم بدرخان، رئيس لجنة العلاقات الدولية لفيدرالية المغتربين لعموم روسيا، أن الندوة التي بدأت في الدوحة لن تقدم أي جديد غير التشخيص من قبل المشاركين، وأكد أن على المثقفين الارتقاء بمطالبهم إلى مستوى الشارع، مؤكدا أن الشارع الذي لم ينتظر النظام لن ينتظر معارضته.

من جهة أخرى، قال معاذ السباعي عضو الهيئة التأسيسية لمؤتمر أنطاليا والمنسق العام لملتقى النشطاء السوريين لـ«الشرق الأوسط»: «زخم الثورة سيزداد في رمضان، لذلك من الصعوبة بمكان وسط تفاعل الشعب السوري مع الثورة أن نتحدث عن تغيير في بنية النظام وأن قتل الشعب الأعزل أبعد أي حديث عن إصلاح».