5 من كبار قيادات «القاعدة» بينهم الظواهري مختبئون في الأراضي الباكستانية

جنود أميركيون من قوات إيساف خلال دورية مسلحة في مدينة أرغنداب بجنوب أفغانستان أمس (أ.ف.ب)
TT

مع تزايد تصريحات تفاؤلية من مسؤولين أميركيين كبار بأن تنظيم القاعدة، بعد قتل مؤسسه وزعيمه أسامة بن لادن قبل ثلاثة أشهر، صارت أيامه معدودة، قال أول من أمس، دوغلاس لوت، نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض: «أمامنا 6 أشهر لتوجيه ضربة قاضية» إلى «القاعدة».

وقال لوت، الذي كان يتحدث في ندوة في مصيف اسبن (ولاية كولورادو): «عدونا في حالة اضطراب. هذا وقت مضاعفة الفرصة لهزيمة (القاعدة)». وأضاف أن قتل أو اعتقال القادة الكبار في التنظيم خلال الأشهر الستة المقبلة «سيفسد بشكل جدي قدرة (القاعدة) على التجدد». وقال: «نحن نحتاج لأن نسدد ضربة قاضية في هذه الفرصة».

وأضاف أن الولايات المتحدة تحتاج لزيادة عملها «السري» في باكستان للاستفادة من الفوضى بين أصحاب الرتب العالية في «القاعدة». وأنه، رغم التوتر في العلاقات الأميركية - الباكستانية بعد الغارة الأميركية داخل باكستان التي قتلت بن لادن، تبادلت الإدارة الأميركية مع الحكومة الباكستانية أسماء خمسة قياديين في «القاعدة» يعتقد بأنهم في باكستان، بينهم أيمن الظواهري الذي كان نائب بن لادن وهو الآن خليفته.

وقال مراقبون في واشنطن إن لوت يقصد استعمال طائرات «درون» (من دون طيار) في تعقب قادة «القاعدة»، وفي باكستان أيضا، وبتعاون كامل معها، رغم أن لوت لم يقُل ذلك مباشرة. وقال المراقبون إن تصريحات لوت هي أكثر تصريحات أميركية رسمية بأن أيام «القاعدة» صارت معدودة.

وقال المراقبون إن الرئيس باراك أوباما، عندما أعلن في بداية الشهر، تخفيض القوات الأميركية في أفغانستان، التي يبلغ عددها في الوقت الحاضر مائة ألف جندي، أشار إلى أن قتل أسامة بن لادن يعتبر «انتصارا كبيرا للقوات الأميركية». وأضاف أن ذلك قلل خطر تنظيم «القاعدة». وتعهد أوباما بالاستمرار في مطاردة «القاعدة» وكل الإرهابيين حيثما يكونون، وأن أمن الشعب الأميركي هو الأول بالنسبة له.

إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء الألمانية أمس إن أرنست أورلاو، مدير الاستخبارات الخارجية الألمانية (بي إن دي) قال إن «(القاعدة) لم تعد قادرة على شن هجمات ضخمة مثلما فعلت قبل نحو 10 أعوام في الولايات المتحدة». وأضاف: «(القاعدة)، حسب تقديرنا، لم تعد قادرة على شن هجمات كبيرة على غرار هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)». وأضاف أورلاو أن جوهر التنظيم في أفغانستان وباكستان تم استنزافه وتقويضه. وقال: «ضغط الملاحقة الدولي قلل من مساحة النشاط الإرهابي بشكل ملحوظ». وإن مقتل بن لادن كان «ضربة شديدة» للتنظيم. وذكر أورلاو أن تنظيم القاعدة يعاني أيضا من نزاعات داخلية، موضحا أن زعيم التنظيم الجديد، أيمن الظواهري، «ليست لديه القوة التي تمكنه من تسوية النزاعات والتنافسات داخل التنظيمات الإقليمية لـ(القاعدة)».

من جهة اخرى أعلنت مديرية الاستخبارات الأفغانية أمس أن ضابطا بالجيش الأفغاني اعتقل بناء على تهم بانتمائه لطالبان والتخطيط لهجمات انتحارية في كابل.

وقالت المديرية الوطنية الأفغانية للأمن إن الضابط الذي يدعى غول محمد اعترف بالتهم الموجهة إليه. وقال لطف الله مشال المتحدث بلسان المديرية الوطنية للأمن: «اعتقلت المديرية غول محمد.. الذي كان ضابطا بالجيش الوطني الأفغاني وكان ينوي تنظيم هجمات انتحارية وإرهابية». وقال مشال خلال مؤتمر صحافي إن الضابط المعتقل «عضو في طالبان في مدينة كابل».

ويتهم محمد بتنظيم هجمات على 3 مناطق في كابل حيث يقع عدد من القواعد العسكرية الأفغانية والدولية، بينها مقر القوات الدولية لدعم الأمن (إيساف) ووزارة الدفاع اللذان يخضعان لأمن مشدد.

ويعد اختراق طالبان لقوات الأمن الأفغانية مشكلة خطيرة في أفغانستان ويعتقد أنها قادت لهجمات بارزة كان بينها استهداف مستشفى عسكري في كابل في مايو (أيار) أسفر عن مقتل 6 من الأطباء المتدربين، وهو الهجوم الذي نفذه انتحاري مرتديا زي قوات الأمن. ونفت طالبان أن يكون الانتحاري منتميا إليها غير أن طالبان معروفة بالتحريف في تصريحاتها. ولم يذكر مشال رتبة الضابط المعتقل بينما قالت وزارة الدفاع إنه لا يتوافر لديها المزيد من التفاصيل عن عملية الاعتقال. وقال الجنرال ظاهر عظيمي المتحدث بلسان الجيش «لست على دراية بهوية المعتقل ولا تفاصيل اعتقاله، غير أنني لا أظن أن هيئة حكومية ستورد نبأ كاذبا».