السوريون يستعدون لشهر من المظاهرات.. ووزير الأوقاف: رمضان سيكون بداية النهاية

الشيخ البوطي: من ينادي بإسقاط النظام يريد إسقاط الإسلام

TT

في الوقت الذي يأمل فيه النشطاء السوريون أن يعطي شهر رمضان دفعة للمظاهرات، من خلال توحيد صفوف المواطنين في المساجد كل ليلة، قال وزير الأوقاف السوري، محمد عبد الستار السيد، أن شهر رمضان سيكون «بداية النهاية»، مؤكدا على أن «الأزمة في سوريا ولت إلى غير رجعة».

وجاء كلام وزير الأوقاف في ندوة حوارية في المركز الثقافي العربي في مدينة طرطوس (على الساحل)، تحت عنوان: «الإصلاح من وجهة نظر دينية»، تحدث خلالها عن «الدور الرائد الذي لعبه رجال وعلماء الدين في وأد الفتنة التي تستهدف النيل من سوريا وتمزيق وحدتها الوطنية وبنيانها الاجتماعي وتوعية المواطنين بأبعاد هذه المؤامرة».

ورأى وزير الأوقاف أنه «لا يوجد مبرر للخروج إلى مظاهرات، لأن سلسلة الإصلاحات بدأت في سوريا في شتى الميادين، وفق جدول زمني، ولا يستطيع أحد أن ينكرها»، مضيفا أنه «لذلك أفتى علماء سوريا بتحريم التظاهر»، معتبرا الأحداث التي تشهدها البلاد تأتي ضمن «محاولات استهداف سوريا وتمزيق وحدتها الوطنية».

ويقوم وزير الأوقاف السوري وعدد من رجال الدين الموالين للنظام، قبيل شهر رمضان، بحملة علاقات عامة وندوات ولقاءات مع الفعاليات الدينية الرسمية في مختلف المدن السورية، بهدف حض العلماء وأئمة المساجد للعمل على إخماد المظاهرات المتوقع ازدياد زخمها خلال شهر رمضان.

من جانبه، ربط رئيس الحلقات العلمية في الجامع الأموي، محمد سعيد رمضان البوطي، بين الأحداث في سوريا واستهداف الإسلام، وقال إن الأحداث التي «شهدتها البلاد ليست حركة إصلاحية، إنما هي فئة تريد القضاء على سوريا وجعلها دولة مشلولة لا تقدر على الحراك في سبيل المقاومة». وأضاف: «من هنا رأينا تغير الشعارات التي كان يريدها هؤلاء من الإصلاح، وعندما تحقق هذا الإصلاح تحولوا إلى الحرية، ومن ثم إلى إسقاط النظام»، مضيفا أن هؤلاء يريدون إسقاط الإسلام بناء على أوامر وجهها إليهم الخارجون على القانون والدين. وأكد أنه استطاع الحصول «على كثير من الوثائق والتقارير التي تفيد بأن أعداء أمتنا لا يريدون الخير المادي لنا ولا حتى ازدهار حضارتنا، ولا ينتمون لأي قيم إنسانية سليمة. إنهم يخافون على حضارتهم إذا ازدهرت حضارتنا، ومن هنا نراهم يبذلون ما بوسعهم للقضاء على الحضارة الإسلامية».

ولكن في المقابل، يحصن الناشطون السوريون صفوفهم استعدادا لزيادة زخم التظاهر مع وصول شهر رمضان. وتتركز الجهود حاليا على دمشق، حيث انضمت أعداد متنامية من الأحياء إلى حركة المظاهرات في غضون الأسابيع الأخيرة، في مؤشر على أن الحكومة باتت عاجزة عن الاعتماد على ولاء سكان العاصمة لها.

وأطلقت مناشدات عبر «فيس بوك» للاحتفال بأول يوم في رمضان، عبر احتلال الميدان الأموي في قلب المدينة، وذلك للمرة الأولى خلال الانتفاضة السورية. وعلى الرغم من اندلاع مظاهرات ضخمة في كثير من المدن، لم تشهد دمشق بعد تجمعات ضخمة قد تشكل تهديدا مباشرا لنظام الأسد.

وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن حملة إجراءات صارمة داخل العاصمة في الأيام الأخيرة، تبدو مصممة لتجنب اشتعال توترات خلال رمضان، مع اعتقال أكثر من ألف شخص هناك، بينهم 300 شخص اعتقلوا يوم الجمعة فقط، طبقا لما ذكره رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقرا له. ونقلت الصحيفة عن شهود إن نقاط تفتيش جرى بناؤها بمختلف أرجاء المدينة لمنع الناس من التظاهر، وأغلقت المساجد التي انطلقت منها مظاهرات من قبل، وتمت محاصرة كثير من الأحياء التي رأت السلطات بها من قبل مصادر محتملة للقلاقل.

وفي حادثة واحدة، ألقي القبض على أكثر من 150 شخصا في ميدان، الضاحية الوحيدة من دمشق التي اندلعت فيها مظاهرات على نحو منتظم منذ بدء الانتفاضة، بحسب ما أفاد به ناشط تحدثت إليه «واشنطن بوست» شارك في المظاهرات، واستخدم اسما حركيا، ألكسندر بيدج، لتجنب إلقاء القبض عليه.

وأصيب ثلاثة أفراد عندما فتحت قوات الأمن النار، مصوبة أسلحتها على الأرجل لتجنب سقوط قتلى، حسبما أضاف بيدج.

ويقول نشطاء إن الحساسية الدينية للشهر الكريم ستردع الحكومة عن إطلاق النار على المتظاهرين، وستشجع المزيد على الإيمان بأنهم في مأمن عند الخروج للمشاركة في مظاهرات. وقال بيدج، خلال مقابلة أجرتها معه الصحيفة الأميركية معه عبر «سكاي بي» من دمشق، إن وقوع قتلى في رمضان «سيغضب المسلمين ويثير نمطا من الحرب الطائفية».