أهالي دير الزور يتصدون للدبابات.. وقوات الأمن تطلق النار عليهم وتقتل 3 منهم

أنباء عن انشقاق 100 جندي في الفرقة الثالثة بدير الزور

TT

تأزم الوضع، أمس، في محافظة دير الزور في شرق سوريا، مع تقدم مزيد من الدبابات باتجاه المحافظة، وبحسب مصادر محلية فقد سقط ثلاثة قتلى، أمس، لدى تصدي أهالي قرية التبنة (40 كلم غرب دير الزور) لقافلة عسكرية مؤلفة من 15 دبابة و20 سيارة، كانت متوجهة نحو دير الزور، حيث أطلق الجنود النار على الأهالي الذين رشقوهم بالحجارة.

وأضافت المصادر أن الأهالي قاموا، ومنذ وقت مبكر من يوم أمس، بزيادة الحواجز في الشوارع والأحياء استعدادا لدخول الدبابات. كما نشط تشكيل لجان شعبية من الأهالي وسط أجواء من التوتر والترقب بعدما تم قطع الماء والكهرباء، وبعد انقطاعات في خطوط الاتصالات الجوالة والأرضية، منذ ظهر يوم الجمعة وطيلة يوم أمس، الأمر الذي يعني عزم النظام فرض حصار على دير الزور بالتزامن مع توسيع عمليات المداهمة والاعتقالات التي تستهدف الشباب بشكل رئيسي بعمر ما بين 15 - 40 عاما. وطوال يوم أمس، قال ناشطون من المنطقة إنه كان يسمع إطلاق نار متفرق في عدد من مناطق المدينة، مثل القصور والعرضي، كما كانت أصوات التكبيرات ترتفع في عدد من الأحياء.

ومن جانب آخر، أشارت المصادر إلى اعتقالات كثيرة جرت في مدينة البوكمال، مع سماع إطلاق رصاص، وقطع أوصال المدينة بحواجز أمنية. وقال ناشطون إن أربعة أطفال توفوا في مستشفى البوكمال بسبب انقطاع الكهرباء الطويل عن حاضنات الأطفال.

وتناقلت المواقع الإخبارية المؤيدة لـ«الثورة السورية»، أنباء عن انشقاق نحو 100 جندي مع أسلحتهم في الفرقة الثالثة في دير الزور، كما أكدت مصادر محلية عن انشقاق عدد لم تحدده من جنود الدبابات، وقالت إن عددا من الجنود تركوا دباباتهم التي كانت تقصف حي الجورة، وانضموا للانتفاضة.

وأكد رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 3 أشخاص من مدينة دير الزور بينما كانوا يقذفون الحجارة على قافلة عسكرية تتجه نحو المدينة. وذكر عبد الرحمن أن «أهالي قرية التبنة (40 كلم غرب دير الزور) تصدوا لقافلة عسكرية كانت تتجه نحو دير الزور، فأطلق جنود عليهم النار لتفريقهم، وأردوا ثلاثة منهم».

وذكر الناشط أن «قوات عسكرية كبيرة، قوامها 60 آلية، وتضم دبابات ومدرعات وناقلات جنود وشاحنات تقل جنودا بلباسهم الميداني وصلت إلى دير الزور (شرق)، وتمركز بعضها في محيط المدينة وفي منطقة الجورة»، بالقرب من مقر المحافظ.

وأفاد الناشط نقلا عن أهالي المدينة بأن «عناصر من القافلة أطلقت النار بعيد وصولها إلى مقر المحافظ لبث الخوف في نفوس الأهالي». وأضاف الناشط أن «أصوات التكبير علت في المدينة تحذيرا من تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في هذه المدينة»، التي شهدت أمس جنازة ثلاثة قتلى شارك فيها نحو 300 ألف مشيع.

وأشار إلى أن «الأهالي بادروا إلى إقامة سواتر ترابية وحواجز لمنع الجيش من التوغل في المدينة».

من جهته، حذر قائد «الجيش السوري الحر»، العقيد رياض الأسعد، الذي أعلن انشقاقه عن الجيش السوري، في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، السلطات السورية من أنه سيرسل قواته للاشتباك مع الجيش إن لم يوقف عملياته التي يقوم بها في دير الزور. وأعلن العقيد الأسعد أنه يتكلم من داخل الأراضي السورية في مكان يقع «على مقربة من الحدود مع تركيا»، رفض تحديده، مؤكدا أن عدد جنوده يبلغ «المئات». وكان العقيد الأسعد أعلن، أول من أمس، انشقاقه عن الجيش السوري في شريط مصور بثته المواقع الإلكترونية قال فيه: «انطلاقا من حرصنا الوطني وما تتطلبه المرحلة من قرارات حاسمة لوقف مجازر هذا النظام التي لم تعد تُحتمل، نعلن عن تشكيل (الجيش السوري الحر)». وأوضح أن الهدف من ذلك «أن نعمل يدا بيد مع الشعب لنيل الحرية والكرامة لإسقاط النظام وحماية الثورة والوقوف بوجه الآلية العسكرية اللامسؤولة التي تحمي النظام».

وأكد العقيد في الشريط «أنه سيتم التعامل مع قوات الأمن التي تقوم بقتل المدنيين على أنها أهداف مشروعة»، مشيرا إلى أنه «سنقوم باستهدافها في جميع أنحاء الأراضي السورية من دون استثناء». وازداد أمس الوضع توترا في محافظة دير الزور بعد أنباء عن محاولة اغتيال المحافظ سمير عثمان الشيخ، الضابط المتقاعد الذي عين مؤخرا لمنصب محافظ دير الزور، بعد عزل سلفه، بالتزامن مع اتساع رقعة الاحتجاجات في المدينة، ذات الطابع العشائري القوي.

وفور انتشار الخبر، ظهر محافظ دير الزور، عبر اتصال هاتفي، مع التلفزيون السوري لينفي ما قيل عن اغتياله، وقال: «سمعت خبر وفاتي على بعض القنوات الفضائية، وأنا بخير وبصحة جيدة وبمكتبي وأمارس عملي وكل شيء طبيعي»، مضيفا أن الناس «اعتادوا» هذه الأخبار غير الصحيحة، الصادرة عن الفضائيات.

إلا أن ناشطين شككوا في أن يكون المحافظ بصحة جيدة وفي مكان عمله، إذ إنه لم يظهر وإنما جرى عرض صورة ثابتة له، وهو لا ينفي أن يكون قد تعرض فعلا لمحاولة اغتيال، خاصة أنه تلقى من أهالي دير الزور رسالة فور تسلمه مهامه منذ عدة أيام، تفيد بأنهم لم يقفوا مكتوفي الأيدي إذا حاول النظام قمعهم.

كما تداول أهالي دير الزور أخبارا تفيد بأن المحافظ تعرض لمحاولة اغتيال، ومع مسؤول أمني رفيع في المنطقة، أول من أمس (الجمعة)، وأنهما أصيبا.

ونقل ناشطون عن شهود عيان تصادف وجودهم عند المستشفى العسكري رؤيتهم يوم أمس «سيارة إسعاف تخرج من المستشفى وكانت تتقدمها عربة مصفحة، وخلفها عربة مصفحة، وبحماية الشرطة العسكرية».

ورجح شهود العيان أن تكون تلك السيارة تقل شخصية مهمة، إما مصاب أو ميت. ويشار إلى أن المظاهرات الحاشدة التي خرجت في دير الزور يوم الجمعة «صمتكم يقتلنا»، طالبت بإقالة المحافظ الجديد والمسؤول الأمني في المنطقة وسط غياب لقوات الأمن. وكانت وكالة «سانا» للأنباء، قالت، يوم أول من أمس، إن مسلحين أطلقوا النار على قوات حفظ النظام في مدينة البوكمال، في محافظة دير الزور، مما أدى إلى مقتل أحد العناصر، مضيفة أن عددا من المسلحين ظهروا بشكل علني في شوارع دير الزور ومنطقة البوكمال.