اليونيسيف: مليون و250 ألف طفل صومالي على شفا الموت نتيجة سوء التغذية

الإمارات تطلق برنامجا إغاثيا عاجلا من أجل الصومال

طفلة صومالية تجلس أمام أواني طبخ في معسكر للمشردين في داداب بكينيا أمس (أ.ب)
TT

يقدر صندوق رعاية الطفولة (اليونيسيف) عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى تدخل عاجل في جنوب الصومال بمليون و250 ألفا. وحذرت ممثلة اليونيسيف في الصومال، روزان شرلتون، «من أن الكثير من الأطفال الصوماليين ماتوا بالفعل وإذا لم نتحرك سريعا فإن عددا كبيرا آخر في حال خطيرة سيلقى المصير ذاته». وأعلنت منظمة اليونيسيف أنها أرسلت الشهر الماضي مساعدات إلى 65 ألف طفل في جنوب الصومال عبر شركاء محليين على الأرض. وقالت روزان شرلتون إن 3 رحلات إلى مقديشو ورحلتين إلى جالكعيو (وسط) وواحدة إلى بيداوا (غرب) وسفينتين إلى العاصمة مقديشو، أتاحت إيصال 653 طنا من المساعدات الغذائية إلى هؤلاء الأطفال الصوماليين، إضافة إلى 230 طنا أخرى من الأغذية العلاجية إلى 16 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد.

إلى ذلك، قالت الأمم المتحدة إن منطقة جنوب الصومال الذي يعاني من الجفاف تتجه عموما إلى وضع المجاعة. وجاء في تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة «من المتوقع أن تزداد الأزمة في جنوب الصومال تفاقما طوال عام 2011 مع سقوط كل مناطق الجنوب في براثن المجاعة». وأضاف التقرير أن «التدهور في جنوب الصومال مرجح نظرا للمستويات المرتفعة جدا لسوء التغذية الشديد والوفيات تحت سن الخامسة وتدهور الظروف في المناطق الريفية واستمرار الزيادة في أسعار الحبوب المحلية، وانخفاض الحصاد عن المستوى المتوسط، كما أن الصراع في الصومال زاد من صعوبة الأزمة، حيث تخضع غالبية الأجزاء بجنوب الصومال لحركة الشباب التي منعت وكالات الإغاثة من إرسال مساعدات إلى تلك المناطق الخاضعة لسيطرتها».

على صعيد آخر، أكد تقرير لمكتب تنسيق المساعدات الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، أنه بناء على توجيهات رئيس دولة الإمارات بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين بموجة الجفاف في الصومال، تستعد هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، لتنفيذ برنامج إغاثي عاجل لضحايا المجاعة التي تهدد حياة الملايين في الصومال. وذكر مكتب تنسيق المساعدات الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، أن قيمة المعونات التي قدمت لدول القرن الأفريقي، وفي مقدمتها الصومال، خلال الفترة الماضية وحتى الآن، بلغت 7 ملايين درهم كمساعدات صحية وغذائية، إلى جانب مشاريع المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي.

وأشار التقرير إلى أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قدمت مساعدات صحية وغذائية للصومال بلغت 6.3 مليون درهم، فيما قدمت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية نحو 677 ألف درهم. وذكر التقرير أيضا أن الإمارات تعد برنامجا إغاثيا للمتضررين والمنكوبين في الصومال بسبب الجفاف والمجاعة. وكان فريق إغاثي من الإمارات، يتكون من الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد الخيرية قد وصل إلى مقديشو لتقييم الاحتياجات العاجلة للمشردين، وقام الوفد بجولات تفقدية لبعض المخيمات التي تؤوي عشرات الآلاف من النازحين، وباشرت فرق الإغاثة الإماراتية بتوزيع مساعدات غذائية على عدد من المخيمات في مقديشو.

هذا وتستمر عمليات نقل المساعدات الغذائية العاجلة إلى العاصمة مقديشو، ووصل يوم الجمعة الماضي إلى مطار مقديشو ثلاث طائرات محملة بمساعدات غذائية، إحداها كانت مستأجرة لبرنامج الغذاء، وطائرتان تابعتان لدولة الكويت. وتعد هذه المعونات الدفعة الثانية لكلا الجانبين.

ومن المقرر أيضا أن تصل إلى ميناء مقديشو سفينة مستأجرة لدولة الكويت محملة بمساعدات غذائية. وقال متحدث باسم برنامج الغذاء بأنهم أقاموا 16 مركزا للتغذية في مقديشو، في الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة، وأن هذه المراكز تقدم وجبات ساخنة للنازحين الجدد الذين يتدفقون على مقديشو.

في هذه الأثناء أعلنت الحكومة الصومالية عن إنشاء هيئة وطنية لإدارة الكوارث الطبيعية، وقال بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء عبد الولي محمد علي إنه «بعدما رأى رئيس الوزراء الحاجة الملحة لإدارة الكوارث، ومسؤولية الحكومة تجاه معالجة وضع الجفاف، والناس الذين يفرون من ديارهم بسبب المجاعة في المرحلة الحالية، قرر رئيس الوزراء إنشاء هيئة وطنية لإدارة الكوارث، وعين شخصيات تتمتع بثقة داخل الشعب الصومالي، ومعروفة بخبرتها لقيادة مثل هذه الوكالة، وغالبيتهم من نشطاء وقادة منظمات المجتمع المدني»، مشيرا إلى أن هيئة إدارة الكوارث الجديدة ستكون وكالة مستقلة.

وقال عبد الرحمن يريسو المتحدث باسم الحكومة الصومالية ومستشار رئيس الوزراء الصومالي إن الهدف من إنشاء هذه الوكالة هو أن تكون المساعدات الإنسانية خالية من السياسة، وتنسيق الجهود ذات العلاقة بالطوارئ والأزمات على المستوى الوطني. وذكر يريسو أن مهمة هذه الهيئة الجديدة ستكون إدارة جميع القضايا المتصلة بالكوارث الطبيعية داخل البلاد، ووضع استراتيجية لمواجهة الكوارث، وعلى وجه الخصوص الوضع الحالي للمجاعة. وذكر المتحدث باسم الحكومة أيضا أن الحكومة تريد من أعضاء هذه الوكالة أن تصل بحرية إلى الناس الذين هم بحاجة ماسة للمساعدة الإنسانية في ربوع البلاد دون تسييس عملها.

وأضاف «تناشد الحكومة المجتمع الدولي، ولا سيما وكالات المساعدات الإنسانية، تقديم المساعدة الإنسانية على نحو عاجل وسريع إلى الناس الذين هم بحاجة ماسة للمساعدة. كما تود الحكومة أيضا أن تناشد الجاليات الصومالية في الشتات، ومجتمع الأعمال والشعب الصومالي بصفة عامة، بمساعدة إخوانهم وأخواتهم الذين نزحوا داخل البلاد وأولئك الذين فروا إلى مخيمات اللاجئين خارج البلاد. ودعت الحكومة جميع المؤسسات الحكومية التي تعمل في مجال الأمن، ولا سيما وكالات تطبيق القانون، إلى المساعدة والعمل مع هيئة إدارة الكوارث الجديدة.

هذا، وأعلن وفد الاتحاد الأفريقي عن أن مفوضية الاتحاد الأفريقي تخطط لعقد مؤتمر للمانحين يوم 9 أغسطس (آب) في أديس أبابا، كجزء من التزامها لدعم المتضررين من الجفاف. وقال نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إيراستوس موينشا إن الاتحاد الأفريقي تعهد بتقديم 500 ألف دولار كمساعدات إنسانية للتخفيف من حدة المجاعة في الصومال. وكان جيري رولينغز، الممثل السامي للاتحاد الأفريقي في الصومال، المكلف بقيادة الجهود الرامية إلى تسليط الضوء على الأزمة في الصومال، قد دعا إلى هذا الاجتماع لتسليط الضوء على المجاعة في الصومال، ودعا رولينغز العالم والدول الأفريقية إلى مزيد من المساعدة. وذكر موينشا أن اجتماع أديس أبابا سيجمع رؤساء الدول الأفريقية، والتكتلات الاقتصادية الإقليمية والشركاء الدوليين.

وقام وفد الاتحاد الأفريقي بجولة تفقدية لبعض مخيمات النازحين بالقرب من مطار مقديشو، وخلال زيارته هناك صرح موينشا بأن «الحاجة الفورية للاستجابة لمحنة الشعب الصومالي تزداد.. وأن هذا الوقت ليس الوقت المناسب للتفكير والتردد، علينا أن نتحرك سريعا لإنقاذ حياة مئات الآلاف، ويجب أن نأتي معا لمساعدة أشقائنا الصوماليين». وعقد وفد الاتحاد الأفريقي اجتماعا في القصر الرئاسي مع كل من الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد ورئيس الوزراء عبد الولي غاس، ورئيس البرلمان الشريف حسن شيخ آدم لبحث الوضع الإنساني والأمني في مقديشو.