وزير ألماني يدعو الاتحاد الأفريقي للحوار مع الميليشيات المعتدلة في الصومال

صحف دولية: المجتمع الدولي أهمل المنتجين الصغار وأرسل الأموال للشركات

TT

دعا ديرك نيبل، وزير التنمية الألماني، الاتحاد الأفريقي لإجراء حوار مع الميليشيات المعتدلة في الصومال من أجل إعادة الاستقرار في البلد الذي يعاني مجاعة تنذر بموت ملايين الأشخاص.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية قال نيبل: من المهم أن يبحث الاتحاد الأفريقي عن إجراء حوار سياسي مع ميليشيا الشباب الإسلامية «لكن هذا لا يعني الاعتراف بها سياسيا»، لكن لا بد من الاعتراف بحقيقة أنها تمارس عنفا عسكريا في أجزاء واسعة من الصومال.

وفيما يتعلق بعملية إعادة الإعمار في الصومال، قال نيبل: من الضروري البحث، خلال هذا الحوار، عن الأقاليم التي يمكن العمل فيها، كما تجب مراعاة توفير منفعة للميليشيات المسيطرة على هذه الأقاليم، مما يعني أن الاتحاد الأفريقي، بوصفه المنظمة المختصة، عليه أن يحاول الدخول في حوار مع القوى المعتدلة من أجل تحسين الموقف المعيشي والبنى التحتية على غرار ما يحدث مع طالبان أفغانستان.

كما طالب نيبل الاتحاد الأفريقي بتوفير قوات لتأمين المجال الجوي فوق العاصمة مقديشو والمطار من أجل إنشاء جسر جوي لمساعدة السكان، مؤكدا ضرورة استمرار عمل الجسر الجوي، الأمر الذي يتطلب تأمين المجال الجوي فوق مقديشو ومطارها، وهذه مهمة القوات التابعة للاتحاد الأفريقي.

وأعرب الوزير الألماني عن اعتقاده أن عملية تقديم مساعدات للصومال لا تسير بالجودة التي يجب أن تسير عليها. وأرجع هذه المشكلة إلى ميليشيا الشباب التي تعوق طرق توصيل المساعدات، بالإضافة إلى ضخامة عدد المتضررين من المجاعة في الصومال.

إلى ذلك، استحوذ الوضع الإنساني الحرج في منطقة القرن الأفريقي، خاصة في الصومال، على اهتمام مختلف الصحف العالمية.

ورأت صحيفة «لوموند» الفرنسية المستقلة، في عددها الصادر أمس، أن «واجب الساعة» بالنسبة للمجتمع الدولي هو العمل على تمويل ونقل مساعدات عينية إلى هذه المناطق المتضررة على الرغم من المخاطر المحيطة بمثل هذه الخطوة مثل عمليات الخطف والهجوم والفساد.

واستهلت الصحيفة تعليقها قائلة: إن مساعدات المجتمع الدولي للصومال أخذت في التناقص، كما أنها كانت تصل إلى من لا يستحقها.

وأشارت الصحيفة إلى أن المجتمع الدولي أهمل المنتجين الصغار في هذه المناطق وأرسل الأموال بدلا من ذلك إلى الشركات الكبرى مثل تلك التي تعمل في مجال صناعة قطف الزهور في كينيا وإثيوبيا.

وقالت الصحيفة إن الوقت الراهن ليس هو الوقت الصحيح لمثل هذه المناقشات. وذكرت الصحيفة أن هناك حاجة ملحة في الوقت الراهن إلى إرسال مواد غذائية إلى سكان هذه المناطق الذين يعانون أزمة قاسية.

وقالت الصحيفة: «علينا نحن، الدول الغنية، أن نضطلع بمثل هذه المسؤولية ولن تمثل هذه المساعدة أي أعباء زائدة علينا». وأوضحت الصحيفة أنه لا يمكن تخيل «عدم تحركنا في هذه الأزمة بأسرع ما يمكن».