الثوار يحاصرون مدينة تيجي ويتوقعون دخول طرابلس بسهولة

معارض ليبي: إلحاق الشباب بالجيش والداخلية لمنع المندسين من إحداث الفتن

قافلة سيارات تنقل عددا من الثوار إلى خط الجبهة قرب قرية الحواميد غرب ليبيا (رويترز)
TT

قال معارض ليبي، إن الثوار المناوئين لنظام العقيد الليبي معمر القذافي، تمكنوا أمس، من محاصرة مدينة تيجي بمنطقة الجبل الغربي، في وقت أكدت فيه فرنسا ضرورة استمرار العمليات العسكرية في ليبيا رغم التكلفة المادية. وأعلنت قوات التحالف الأجنبي أن مقاتلاتها نفذت 124 طلعة جوية الجمعة الماضي على مواقع ليبية.

وأكد المعارض الليبي عادل المنصوري، نائب رئيس قناة «ليبيا الأحرار» بمكتب بنغازي، أن ثوار 17 فبراير (شباط) المناوئين لنظام العقيد القذافي، تمكنوا صباح أمس، من محاصرة مدينة تيجي (شمال غربي ليبيا) بمنطقة الجبل الغربي، لافتا إلى أن الهجوم بدأ من ثلاثة محاور: من مدينة الحوامي التي تم تحريرها قبل يومين، وجبهة مدينة جوش، وشمال منطقة كاباو بوابة بدر، الواقعين في منطقة الجبل الغربي، وأنه تم تحرير إحدى مناطق مدينة تيجي، مشيرا إلى أن الثوار يثقلون من قوتهم العسكرية من جهة جوش، في طريقهم لتحرير المدينة.

وقال المنصوري خلال اتصال هاتفي من مدينة بنغازي، معقل الثوار، لـ«الشرق الأوسط»، إن كتائب القذافي في مدينة تيجي تتسلح بأسلحة قوية، وهناك وجود مكثف للكتائب، موضحا أن مدينة تيجي تعد آخر معاقل قوات القذافي في منطقة الجبل الغربي بعد غريان، لافتا إلى أن الثوار عند سيطرتهم على مدينة تيجي لم يبق أمامهم إلا مدينة غريان التي يتحصن بها 4 كتائب من قوات القذافي والتي تمكنت من استعادة أجزاء كبيرة منها وفرض السيطرة عليها.

وأشار المنصوري إلى أن سيطرة الثوار على مدينة تيجي، ستفتح الطريق للثوار تجاه العاصمة طرابلس، وسنتمكن من السيطرة على مدينة نظام القذافي وإسقاط النظام.

وعن تطورات الوضع في مدينة البريقة (شرق ليبيا)، أوضح المنصوري أن الثوار يقومون بتمشيط الألغام بالمنطقة السكنية الثانية بالمدينة، ثم يتوجهون لتمشيط المنطقة الصناعية الثالثة في المدينة، ثم التقدم لمواجهة كتائب القذافي، لافتا إلى أن الثوار لا يتقدمون ويتركون الألغام حتى لا يضعوا بين «فكي كماشة» كتائب القذافي والألغام ومن ثم يحدث الكثير من الخسائر. وفيما يتعلق باستشهاد 3 من الثوار في بنغازي وحدوث مواجهات بين الثوار وبعض المندسين، قال المنصوري، تم كشف خلال اليومين الماضين عن مجموعة مندسة تابعة للقذافي تسمى «تشكيل نداء ليبيا» المسمى على اسم برنامج تعبوي في قنوات القذافي يوجه نداءات وأوامر للمندسين، وكانت هذه الفرقة المندسة تقوم بإجراء عمليات استخباراتية لصالح القذافي، وكانت موجودة بين اللجان الشعبية، وبعد محاصرتهم في مدينة الرحبة وسط بنغازي فجر أول من أمس، طالبناهم بإجراء مفاوضات لعدم إهدار الدماء؛ ولكنهم قاموا بإطلاق النار، مما أدى إلى استشهاد 3 شباب؛ ولكن تمكن الثوار من إلقاء القبض عليهم وكانوا تقريبا 300 شخص ويجري التحقيق معهم.

وأكد المنصوري أنه سيتم إلحاق شباب اللجان الشعبية أو الشباب على الجبهة إلى الجيش الوطني أو إلى وزارة الداخلية، وذلك للاطمئنان على كل شخص موجود بين الثوار، حيث بانضمامه للجيش أو الداخلية سيكون معروفا عنه كل المعلومات، مشيرا خلال أمس تم استشهاد 3 في مدينة طرابلس كانوا من أهالي المدينة الذين شاركوا مع الثوار في مواجهة قوات القذافي، بالإضافة لاستشهاد 6 في الجبل الغربي على بعد 3 كيلومترات من تيجي، واثنين في مدينة جادو التي تم تحريرها منذ فترة قريبة.

في سياق متصل، أعرب القائد الميداني ناصر الحامدي الذي ينتمي للثوار حسب تقارير صحافية أمس، عن أمله في سيطرتهم على مدينة تيجي قريبا، بعد أن قاموا بتطويقها، واعتبر ناصر الحامدي تطويق الثوار للمدينة دفعة كبيرة على المستويين الاستراتيجي والمعنوي للثوار، وقد يسهل وصولهم إلى طريق سريع رئيسي يؤدي إلى العاصمة طرابلس.

ومن ناحية أخرى، أعلنت قوات التحالف الأجنبي، أن مقاتلاته نفذت 124 طلعة جوية الجمعة الماضي على مواقع ليبية تخللتها 56 غارة جوية.

وأضافت قوات التحالف في بيان لها أورده راديو «سوا» الأميركي أمس، أن الغارات استهدفت مواقع في البريقة وطرابلس وودان وبئر الغنم، مؤكدة أن غاراتها على طرابلس استهدفت 3 أطباق مخصصة للبث التلفزيوني إضافة إلى رادارات وأجهزة مراقبة. وأوضحت قوات التحالف أن بقية الغارات استهدفت راجمات صواريخ ومنشآت عسكرية وعربات مسلحة في مصراتة وزليتن.

يذكر أن العملية العسكرية ضد قوات العقيد معمر القذافي بقيادة الناتو كانت قد بدأت في 19 مارس (آذار) الماضي، وفقا لقرار الأمم المتحدة الذي ينص على اتخاذ جميع التدابير والإجراءات اللازمة للمساعدة في حماية المدنيين من الهجمات التي تشنها القوات الموالية للقذافي، وقد تم مد فترة العملية العسكرية حتى سبتمبر (أيلول) المقبل.