طرابلس: غارات الناتو تسعى لتدمير البنية التحتية

TT

أعلنت السلطات الليبية أن الغارة الجوية التي شنتها مقاتلات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في ساعة مبكرة من صباح أمس على مواقع تابعة للتلفزيون الرسمي في العاصمة الليبية طرابلس، استهدفت وقف هذه الوسيلة الإعلامية باعتبارها تكشف ما وصفته بحجم العدوان والمؤامرة الصليبية التي تتعرض لها ليبيا.

وفي حين قال نظام العقيد معمر القذافي، إن القصف استهدف مباني إدارية، قال حلف الناتو إنه دمر ثلاثة أطباق بث فضائي تابعة للتلفزيون الليبي، وعلى الرغم من هذه الغارة، فإن معظم القنوات الفضائية الحكومية الناطقة بلسان نظام القذافي، لم تتأثر مطلقا وواصلت بثها كالمعتاد.

وشنت وزارة الخارجية الليبية، في بيان لـ«الشرق الأوسط»، هجوما حادا على حلف الناتو على خلفية هذه الغارة، وتساءلت عن طبيعة العلاقة بين حماية المدنيين وقصف المنشآت المدنية، التي تقوم بتقديم الخدمات الإعلامية للشعب الليبي، كما أعربت عن استنكارها وأسفها الشديد لمثل هذه الأعمال التي تقع أمام مرأى ومسمع الأمم المتحدة، وفقا لتفويض صادر عنها تم تحريفه بشكل فاضح.

وطالب البيان المجتمع الدولي الرسمي وغير الرسمي بالقيام بدوره لوقف هذه الممارسات التي لا علاقة لها بموضوع حماية المدنيين، موضحا أنه من خلال متابعة ما تقوم به طائرات حلف الناتو منذ التاسع عشر من شهر مارس (آذار) الماضي، يتضح بشكل قاطع أن الأمر لا يهدف إلى حماية المدنيين، بل إلى قتلهم وتشريدهم داخل ليبيا وخارجها، وتدمير البنية التحتية للدولة بشكل ممنهج بما يتنافى مع كل المواثيق الدولية بمضامينها المختلفة، خاصة ما يتعلق منها بحقوق الإنسان، مثل حقه في الغذاء، الصحة، الأمن، التعليم وحرية التعبير.

من جهتها، قالت هيئة الإذاعة الليبية في بيان تلاه أحد مسؤوليها، خالد بازيليا، إن ثلاثة من موظفيها قتلوا وأصيب 15 آخرون في هذه الغارة الجوية، معتبرا أن الهيئة ليست هدفا عسكريا، وأن العاملين فيها ليسوا من قادة الجيش، وأنها لا تمثل تهديدا للمدنيين.

وأشار بازيليا، إلى أن موظفي الهيئة يقومون بعملهم كصحافيين يقدمون ما يؤمنون بأنه الحقيقة، بشأن «عدوان» حلف شمال الأطلسي والعنف في ليبيا. وأضاف أن عملهم لدى الحكومة الليبية أو كونهم يعبرون عن آراء معادية لحلف الناتو أو «العصابات المسلحة»، في إشارة إلى الثوار المناهضين للقذافي، لا يجعلهم هدفا مشروعا لصواريخ الحلف.

لكن الكولونيل رولان لافوا، المتحدث باسم عملية الحماية الموحدة، رأى، في المقابل، أن هذه العملية كانت ضرورية لأن التلفزيون الليبي يعتبر مكونا رئيسيا في منظومة وضعتها الحكومة الليبية لقمع المدنيين وتهديدهم والتحريض على قتلهم، مشيرا إلى أن الهدف من الغارة هو وقف الدعاية التحريضية لحكومة القذافي، وتقليص قدرته على ترويع المدنيين، مع الحفاظ على البنية التحتية للبث التلفزيوني الذي سيحتاجه الليبيون بعد انتهاء الصراع.