مصدر طبي: حالة الرئيس السابق النفسية تزداد تدهورا

انقسام بين أنصاره والثوار ودعوات جديدة للتظاهر

TT

قال مصدر مسؤول بمستشفى شرم الشيخ الدولي إن الحالة النفسية للرئيس المصري السابق حسني مبارك تزداد تدهورا، فيما أكد أن حالته الصحية مستقرة نسبيا وتتلاءم مع ظروف سنه.

ويأتي هذا فيما نشب نزاع على صفحات المواقع الإلكترونية بين مؤيدي ورافضي محاكمة مبارك، والتي تحدد لها 3 أغسطس (آب) المقبل، في مقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، ودعا كلا الطرفين أنصارهما إلى التظاهر في الوقت نفسه أمام المحكمة للتعبير عن وجهة نظرهم.

وقال المصدر إنه تم نقل مبارك أمس إلى الطابق الأرضي بالمستشفى وذلك لإجراء أشعة وتحاليل وفحوصا طبية كاملة له، وإن زوجته سوزان ثابت قد رافقته أثناء الفحوص. مضيفا أن نتيجة الأشعة والتحاليل جاءت مرضية، وهي مناسبة لمثل سنه، وإنه تمت إعادته إلى جناحه الذي يقيم فيه رقم (309) بالطابق الثالث فور الانتهاء من هذه الفحوص. وأوضح المصدر أن الحالة النفسية للرئيس السابق تزداد تدهورا بينما تبقى حالته الصحية مستقرة نسبيا.

ورفض عدد من مؤيدي الرئيس السابق محاكمته حيث اعتبروها إهانة لا يستحقها، وقال محمود علي (أحد منظمي المظاهرات المؤيدة لمبارك في ميدان مصطفى محمود)، «الكبير لا يهان»، مشيرا إلى أن «لدى مبارك عذرا قهريا متمثلا في مرضه الشديد وصعوبة نقله من مقر إقامته بمستشفى شرم الشيخ إلى مقر انعقاد المحاكمة بأكاديمية الشرطة بالقاهرة.. فكيف لنا أن نفعل به ذلك».

وقال ناصر أحمد، أحد شباب أعضاء الحزب الوطني المنحل: «يوم الأربعاء سنقدم لإسرائيل أحلى وأغلى هدية وسنكلل مشوار انتصاراتها على العرب.. مبروك لإسرائيل.. يتم الآن وعلى طبق من فضة إهانة رمز من رموز مصر بطل من أبطال أكتوبر رجل من الرجال الذين ساهموا في تحرير مصر وشعب مصر الأصيل.. شكرا لكم؛ قتلوا واحدا (السادات) وأهانوا وحبسوا الثاني (مبارك).. المفروض أن تبعث إسرائيل لشعب مصر برقية شكر تشكرهم على حسن تعاونهم في إهانة رموز أكتوبر سواء بالقتل أو السجن».

ودعت صفحات «أبناء مبارك» و«الصفحة الرسمية للرئيس حسني مبارك»، وغيرها من صفحات المؤيدين على المواقع الاجتماعية («فيس بوك» و«تويتر») إلى الخروج في مسيرات يوم الأربعاء المقبل والتظاهر أمام أكاديمية الشرطة (مقر المحاكمة) للتعبير عن غضبهم من إهانة الرئيس المصري السابق.

وقالت نشوى محمد من مؤيدي مبارك: «قمة قلة الأصل أن تحاكم رجلا خدم البلد 62 سنة ويبلغ من العمر 83 سنة، قمة الجحود أنك تحاكمه في شهر رمضان في نفس الشهر اللي حرر فيه البلد.. قمة الغدر إن محدش يدافع عنه وكله يبيعه.. أن تحاكمه في أكاديمية مبارك التي بناها وخرج منها أجيالا تحمي أمن البلد». وختمت نشوى قائلة «قمة الغباء أن تصدق أن أبناء مصر الأوفياء سيسمحون بشيء من هذا القبيل أن يحدث».

وفي المقابل، اعتبر شباب التحرير والثوار أن وقوف مبارك أمام المحكمة هو انتصار للثورة ونجاح كبير لها، وتساءل مصطفى النجار، أحد قياديي حزب «العدل»، أحد الأحزاب الجديدة التي أنشئت بعد الثورة: «هل سيركب مبارك سيارة الترحيلات المميتة التي ركبناها كثيرا على أيدي زبانيته أم سيأتي بطائرة خاصة». وأكد النجار أن «العدل لا يتجزأ».

وأكد أحمد حسنين من معارضي مبارك أن «محاكمة مبارك ستثبت كم الجرائم التي ارتكبها في حق هذا الشعب.. وأن العفو عنه لا يجب أن يكون إلا بعد أن تتم إدانته وأن يتحمل مسؤولية هؤلاء الشهداء الذين دفعوا أرواحهم فداء لهذا الوطن».

لكن محمد دياب وهو ناشط مستقل، توقع في حالة حضور مبارك للمحكمة ومثوله أمام القاضي أن يحدث انقسام رهيب وتعاطف معه.. وربما يؤدي إلى أعمال عنف جديدة في مصر. وقال «موقعة جمل أخرى».

وتلقى أمس وزير الداخلية اللواء منصور عيسوي، خطابا من النائب العام، المستشار عبد المجيد محمود، يطلب إحضار الرئيس السابق، حسني مبارك، من مستشفى شرم الشيخ الذي يتلقى فيه العلاج للمثول أمام المحكمة يوم الأربعاء الموافق 3 أغسطس (آب). واتخذ وزير الداخلية بالتنسيق مع وزير الصحة الدكتور عمرو حلمي، وبدعم من مجلس الوزراء، الترتيبات اللازمة لتنفيذ ذلك.