مطالبة رئيس الوزراء البريطاني بـ«إيضاح علاقته» بامبراطورية مردوخ

حزب العمال: كاميرون ووزير ماليته لن يخرجا من الحفرة ما لم يقدما إجابات شافية وصريحة

كاميرون وزوجته سامانثا خارج مقهى بمدينة مونتيفارشي في إقليم توسكانا جنوب إيطاليا، حيث يقضيان عطلتهما الصيفية، أمس (رويترز)
TT

تحدى حزب العمال البريطاني المعارض رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، أمس بـ«الكشف عن الحقائق» فيما يتعلق بصلاته بإمبراطورية مردوخ الإعلامية، مما يجدد الضغوط على الحكومة فيما يتعلق بفضيحة التنصت على الهواتف. ففي رسائل مرفوعة لكاميرون وكبار وزرائه، وجه حزب العمال عشرات التساؤلات حول قرار رئيس الوزراء تعيين آندي كولسون، رئيس التحرير السابق لصحيفة «نيوز أوف ذي وورلد»، في منصب مستشاره الإعلامي، وحول مسعى روبرت مردوخ للسيطرة على مؤسسة «بي سكاي بي» البريطانية الخاصة.

وكان مردوخ قد أغلق صحيفة الإثارة المخضرمة «نيوز أوف ذي وورلد»؛ سعيا لاحتواء الفضيحة، كما تخلى عن مسعاه لشراء ما تبقى من أسهم «بي سكاي بي» مما لا يملكه فعلا. وترك كولسون منصبه كمستشار إعلامي لرئيس الوزراء في يناير (كانون الثاني) الماضي، واعتقل لاحقا باتهامات تتعلق بالتجسس على الرسائل الهاتفية ورشوة رجال شرطة، وهي الاتهامات التي ينفيها. ودافع كاميرون عن قراره تعيين كولسون، وإن أقر أنه لو عاد الزمان إلى الوراء وأدرك ما يدركه الآن لربما عدل عن قراره تعيين رئيس التحرير السابق لـ«نيوز أوف ذي وورلد».

كما تعرضت الحكومة لانتقادات بسبب اجتماعاتها مع مردوخ ومسؤوليه التنفيذيين، أثناء سعي الإمبراطور الإعلامي عبر مؤسسته الأم «نيوز كورب» للسيطرة على ما تبقى من مؤسسة «بي سكاي بي» التلفزيونية المربحة، وهو المسعى الذي تخلى عنه هذا الشهر. وكانت الضغوط قد خفت عن كاميرون هذا الأسبوع، غير أنه مع بدء العطلة الصيفية للبرلمان، جدد حزب العمال ضغوطه على رئيس الوزراء المحافظ؛ إذ كان العماليون في طليعة الهجوم على مردوخ.

وكتب نواب عماليون إلى كاميرون وإلى وزير ماليته، جورج أوزبورن، وآخرين، يطالبون بـ«الكشف عن الحقائق»، بحسب متحدث باسم حزب العمال. وقال إيفان لويس الذي يمثل حزب العمال لشؤون الثقافة والإعلام: «لقد تعامل ديفيد كاميرون وجورج أوزبورن بازدراء مع التحذيرات بشأن آندي كولسون، ولم ينأيا بنفسيهما عن مسؤولين تنفيذيين كبار في «نيوز كورب» خلال فترة البت في مسعى المؤسسة للسيطرة على (بي سكاي بي)». وتابع قائلا إن ثمة «شكوكا خطيرة» بشأن صواب حكمهما، واصفا مسلكيهما بالأرعن المتهور. وأضاف: «لن يخرجا من الحفرة التي أوقعا أنفسهما فيها ما لم يقدما ويقدم الوزراء الآخرون إجابات شافية وصريحة لأسئلة جديرة بالرد عليها».

ونشر كاميرون ووزراؤه، في وقت سابق هذا الشهر، قائمة باجتماعاتهم مع كبار المسؤولين الإعلاميين، بدءا من الانتخابات التي جرت في مايو (أيار) 2010، ووعدوا بالدأب على فعل ذلك من الآن فصاعدا. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدثة بلسان رئاسة الوزراء البريطانية القول: «أعتقد أننا تحلينا بالوضوح واتخذنا أفعالا». غير أن العمال يطالبون بتفاصيل تتعلق بفحوى المحادثات التي جرت مع مسؤولي «نيوز كورب» حول صفقة «بي سكاي بي»، وحول كيفية تعيين كولسون، وما إذا كان تعيينه جاء بناء على نصيحة قدمها مسؤولو «نيوز كورب»، وما إذا كانت أي جهة قد حذرت من ذلك أو من الاتصالات مع «نيوز كورب»، وهل تم الإصغاء إلى التحذير أم لا.