اعتقال شيخ قبيلة البقارة كبرى قبائل دير الزور.. ورجاله يحذرون النظام من العواقب

زعماء البقارة اجتمعوا وأعلنوا التزامهم بالنهج السلمي للثورة.. والبدو يستنفرون في حمص

TT

قالت مصادر في المعارضة السورية، أمس، إن القوات السورية اعتقلت الشيخ نواف البشير، زعيم قبيلة البقارة، وهي قبيلة كبيرة في محافظة دير الزور التي تشهد مواجهات، وهو شخصية بارزة في الحركة المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد. وأضافت المصادر أن ضباطا في الشرطة السرية اعتقلوا البشير الذي يدين له بالولاء ما يقدر بنحو 1.2 مليون شخص هم أفراد القبيلة في منطقة عين قرش بدمشق بعد ظهر أول من أمس.

وحمل زعماء عشائر القبيلة الذين اجتمعوا في مدينة دير الزور السلطات السورية وعلى رأسها رئيس الجمهورية بشار الأسد المسؤولية عن أي أذى معنوي أو مادي لحق أو سيلحق بالشيخ نواف البشير. وقالت مصادر في دير الزور لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي أن عددا من زعماء عشائر قبيلة البقارة اجتمعوا أمس للتباحث في مسألة اعتقال شيخ مشايخ قبيلة البقارة في سوريا وخرجوا ببيان أعلنوا فيه «التزامهم بالنهج السلمي للثورة» وحملوا السلطات السورية وعلى رأسها رئيس الجمهورية بشار الأسد المسؤولية عن «أي أذى مادي أو معنوي لحق أو سيلحق بالشيخ نواف البشير». وطالب زعماء العشائر السلطات «بوقف الحل الأمني والعسكري الذي يستهدف الشعب السوري والاستجابة لمطالب الشعب فورا».

وأضافت المصادر أن شباب العشائر دعوا إلى اعتصام في دوار الحلبية شمال مدينة دير الزور، واجتمع حتى مساء أمس، أكثر من 5000 شاب معتصم بالساحة، كما اجتمع عدد من وجهاء دير الزور مع اللجنة الأمنية في المحافظة لبحث إيجاد حل للأزمة هناك، وذلك في الوقت الذي تستمر فيه وحدات من الجيش بتنفيذ عملية عسكرية داخل المدينة.

وفي مدينة حمص ذكرت مصادر هناك لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي أن عدد من الدبابات انسحبت من حي دير بعلبه والبياضة واتجهت نحو مدينة حماه، وسط حالة من التوتر سادت المدينة بعد شيوع نبأ اعتقال الشيخ نواف البشير، حيث تتداعى عدد من زعماء العشائر البدوية والعشائر المنتمية للبقارة في حمص للاجتماع لبحث موضوع اعتقال الشيخ نواف في ظل حالة من التوتر والاستنفار بين أبناء العشائر البدوية الذين نزلوا إلى الشوارع في مدينة حمص.

وقال رئيس الرابطة السورية لحقق الإنسان عبد الكريم ريحاوي، إن «السلطات الأمنية قامت باعتقال المعارض وشيخ قبائل البقارة نواف راغب البشير»، مضيفا أن البشير هو عضو الأمانة العامة لإعلان دمشق. وكشف ريحاوي عن أن «زعماء ومشايخ القبيلة قرروا الاجتماع اليوم في منزل الشيخ البشير لمناقشة تطورات اعتقال الشيخ». وتشير مصادر سورية إلى أن اعتقال البشير سيثير غضب 1.2 مليون من أتباعه. وقبيلة البقارة هي قبيلة عربية كبيرة عريقة واسعة الانتشار بين العراق وسوريا وسائر بلاد الشام وسميت القبيلة بهذا الاسم نسبة إلى جدهم الأكبر محمد الباقر.

ونواف البشير من المعارضين السوريين البارزين في المناطق الشرقية، وبرز اسمه كمعارض عام 2005، عندما وقعت أحزاب المعارضة السورية وثيقة «إعلان دمشق» التي طالبت بإحداث «تغيير ديمقراطي وجذري» في سوريا. وكان البشير أحد أعضاء إعلان دمشق، والذي أنشئ مجلسه الوطني عام 2007. خلال اجتماع حضره 162 شخصا، والذي تبعه حملة اعتقالات طالت معظم أعضاء المجلس.

وكان البشير قد صرح لـ«رويترز» قبل ساعات من اعتقاله بأنه يواجه صعوبات في وقف المقاومة المسلحة للهجوم العسكري على عاصمة محافظة دير الزور وفي إقناع سكان المحافظة بالتمسك بالوسائل السلمية رغم أعمال القتل على أيدي قوات الأمن.

وكان البشير ومنذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا قد شن هجوما لاذعا على النظام السوري في أبريل (نيسان) الماضي وسخر البشير من اتهام السلطات لـ«عصابات مسلحة» بإطلاق النار على المتظاهرين وقوى الأمن وقال إن «ثورة الشباب ثورة سلمية لا تستعمل القوة، وإن بلطجية النظام وازلامه الأمنية هم من يطلقون النار على المتظاهرين». وأضاف: «إذا كانت هناك عصابة فهذا النظام هو العصابة، ولكنها عصابة يحميها القانون». وتابع البشير: «لقد استعبدونا، عشنا أربعين عاما من الذل والمهانة والقتل العشوائي والسجون، ولكن اليوم لم نعد نخاف من هذا النظام». وأكد البشير حينذاك أن المظاهرات ستستمر في سوريا «حتى يسترد الشعب السوري حريته وكرامته والعدالة التي حرم منها. لا رجوع إلى الوراء».

وبسبب نشاطاته المعارضة فإن البشير ممنوع من السفر كما يؤكد منذ 16 عاما واستدعي للتحقيق خلال السنوات الأخيرة «أكثر من 75 مرة». والبشير هو شيخ قبيلة البقارة في سوريا وشيخ مشايخ قبيلة البقارة، المولود في قرية المحيميدة في محافظة دير الزور السورية عام 1954م، وقد أصبح شيخا لقبيلة البقارة عام 1980م، وانتخب نائبا في مجلس الشعب السوري لدورة عام (1990 - 1994م) ومثل سوريا ضمن وفود برلمانية عدة مرات في أكثر من مؤتمر في أقطار عربية وأجنبية.