صفحات السوريين على «فيس بوك» تكتسي باللون الأحمر وتوثق أحداث العنف بمقاطع الفيديو

تفاعلت مع أحداث حماه وأعضاؤها يتفقون على «مظاهرات الرد»

TT

منذ فجر أمس ومع اجتياح دبابات الجيش السوري في ساعة مبكرة من الصباح مدينة حماه، غرب سوريا، بعد حصار المدينة لمدة شهر وسقوط عدد من الضحايا ما بين قتيل وجريح، نشطت المواقع الإلكترونية وصفحات الثورة السورية على موقع «فيس بوك» لنقل ما يدور على أرض الواقع، واكتست الصفحات باللون الأحمر للدلالة على دموية ما يدور للشعب السوري في حماه ودرعا والبوكمال وحمص ودير الزور، وغيرها.

ففي تفاعل سريع تكونت عدة صفحات تحمل اسم الشهيدة الطفلة ليال عسكر، التي قالت عنها صفحات «فيس بوك» إن قوات بشار الأسد قامت باقتحام بلدة الحراك في حوران بالدبابات وقد أدى ذلك إلى سقوط عدد من الجرحى وثلاثة شهداء كانت الشهيدة الطفلة ليال عسكر ذات الأربع سنوات من ضمنهم لترصع سجل شهداء ثورة الكرامة في سوريا. فيما جاء على صفحة أخرى: «تزف لكم الحراك الأبية خبر ارتقاء الطفلة الشهيدة ليال عدنان طه عسكر إلى السماوات العلى بإذن الله حيث استشهدت جراء صدمة قلبية نتيجة للخوف والرعب من القصف المدفعي.. اللهم نسألك أن نحتسبها من طيور الجنة».

بينما قام عدد من النشطاء السوريين بالدعوة لما سموه «مظاهرات الرد» بعد أول صلاة تراويح أمس (الأحد) في أول ليلة من شهر رمضان، وهي الدعوة التي لاقت ترحيب عدد كبير من زوار صفحات الثورة السورية. فعلى صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد - The Syrian Revolution 2011» كتب «تعميم من شباب الثورة.. التوجه اليوم إلى جامع قاسمو.. في القامشلي والجامع الكبير في عامودا.. وإلى طريق الحسكة في رأس العين من أجل التظاهر اليوم (الأحد) بعد صلاة التراويح نصرة لحماه ودير الزور وجميع المدن المحاصرة»، بينما توعد آخرون بشار بقولهم «من الشعب السوري العظيم إلى بشار وزبانيته: الجواب ما ستراه.. لا ما ستسمعه.. موعدنا الليلة».

الدعوة لم تقتصر على المسلمين فقط، حيث كتب أحد الأعضاء بالصفحة «يا شباب بعد صلاة التراويح كل الطوائف بساحة السبع بحرات شو ما كنت مسلم مسيحي علوي مرشدي سمعولي كردي بدوي يهودي.. المهم أنك سوري مدعو اليوم لمظاهرة بعد التراويح». أما صفحة «الحرية للمثقفين السوريين وصوت الفكر السوري» فوصفت ما يدور بالمدن السورية أمس بقولها إن «النظام قد وصل لحالة اليأس وهو الآن ينفذ عملية سريعة في محاولة منه لخلق الرعب لدى الناس، يريد أن يصدم الناس بهول مجازره، يريد أن يقول لنا هل تشاهدون كم أنا مجرم؟ هل تشاهدون كم أنا سفاح؟.. لكن نقول لك إن كل هذا لن يزيدنا إلا إصرارا ليس على إسقاطك بل وإعدامك أيضا.. ولا نامت أعين الجبناء».

الصفحات الإخبارية كان لها دور في متابعة الأحداث لحظة بلحظة وأبرزها شبكة شام (S N N)، كما تسابقت كافة الصفحات على رفع مقاطع الفيديو المصورة التي تنقل ما يحدث على الأراضي السورية وأخرى تنقل تشييع جثث الشهداء الذين سقطوا جراء القصف، وأولا بأول تناقل الأعضاء أعداد الشهداء والضحايا في كافة المدن التي تتعرض للقذف. كما خصصت شبكة رصد المصرية (R N N) جزءا كبيرا من أخبارها لتغطية أحداث حماه، وعقدت مقارنة بين ما يحدث بالأمس مع ما شهدته ذات المدينة عام 1982 والتي تعد أوسع حملة عسكرية شنها النظام السوري ضد المعارضة.