تيار المستقبل يخرج عن صمته ويدين رسميا «مجازر» سوريا

أحمد الحريري لـ«الشرق الأوسط»: موقفنا يتطور حسب الأحداث

TT

قال الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري إن «موقف التيار مما يحصل في سوريا يتطور حسب تطور الأحداث هناك»، لافتا إلى أن «ما حصل أول من أمس في حماه تخطى أي منطق وذلك عشية شهر رمضان المبارك مما دفع برئيس تكتل (لبنان أولا) سعد الحريري من موقعه كزعيم عربي لإدانة الإجرام الحاصل هناك».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، شدّد الحريري على أن «موقف الرئيس الحريري هو عبرة لكسر الصمت العربي المعتمد حاليا» وقال: «المجزرة التي حصلت في حماه وباقي المناطق مجزرة كبيرة، فسُحب الدخان التي غطت سماء سوريا لم تختلف عن السحب التي غطّت غزة كما أن مشهد شهداء حماه لا يختلف كثيرا عن مشهد شهداء قانا». وأوضح الحريري أن «هول الجريمة والمشاعر الإنسانية شكّلا دافعين أساسيين لخروج الرئيس الحريري عن صمته»، وقال: «موقفنا العام هو دعم مطالب الشعب أينما وجد والشعب السوري وقف إلى جانب كل القضايا العربية وتظاهر لتأييدها وهذا أقل ما يمكننا القيام به كعرب التضامن معه في محنته خاصة أنه وعلى ما يبدو فالنظام اتخذ قرار الحلول الدموية بعيدا عن منطقي الحوار والإصلاح». بالمقابل، اعتبر النائب عن حزب البعث عاصم قانصو أن تيار المستقبل «قد دخل ومنذ زمن في المؤامرة واللعبة على سوريا وبات جزءا منها»، لافتا إلى أن «موقف الحريري الأخير يتكامل مع حديث زعيم تنظيم القاعدة الجديد أيمن الظواهري عن الشأن السوري والذي دعا مؤخرا المتظاهرين لتوسيع رقعة احتجاجاتهم». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الحريري والظواهري تماما كالمسلمين المتشددين يتحدثون بالمنطق عينه الذي يعمل للمصلحة الأميركية الإسرائيلية». ورأى قانصو أن «تصريح الحريري علنا بالموضوع يأتي في سياق تنفيذ قرارات خارجية لتشجيع المخربين في الداخل السوري على عمل الشر»، وأضاف: «تيار المستقبل أداة من أدوات المؤامرة على سوريا وهو ليس مقررا بها. هو يمدها بالمال والسلاح والأفراد».

وشدد قانصو على أن «الرئيس السوري بشار الأسد وضع الأمور في نصابها الصحيح فأصبحت المؤامرة خلفه بعد أن نزع فتيل الفتنة من حماه مؤخرا»، وقال: «مرّت الأزمة على سلامة ولكن الأثمان كانت باهظة». وكان رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري وفي أول تعليق مباشر له على الانتفاضة السورية، استنكر «المذبحة» التي تتعرض لها مدينة حماه السورية و«سائر أعمال القتل الدموية» التي تشهدها حمص وإدلب ودير الزور ودرعا والعديد من المدن والمناطق السورية على أبواب شهر رمضان المبارك، مؤكدا أن «مثل هذه الأحداث الدموية هي بالتأكيد تتعارض مع كل النوايا التي تريد لسوريا الشقيقة وشعبها الأبي تجاوز المحنة التي يعترض لها حاليا».

واعتبر الحريري «أن الصمت بكل مستوياته العربية والدولية إزاء ما يحدث في سوريا وتحديدا في مدينة حماه التي سبق لها وتعرضت لأبشع المجازر بحق أبنائها في ثمانينات القرن الماضي، لا يؤسس للحلول المطلوبة، بل يدفع باتجاه إزهاق المزيد من أرواح أبناء الشعب السوري الشقيق»، وقال: «إننا في لبنان لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف أن نبقى صامتين إزاء هذه التطورات الدموية التي تشهدها الساحة السورية، ونهيب بكل المعنيين ليتداركوا الموقف منذ الآن لتمكين الشعب السوري من أن يحدد خياراته بنفسه بحرية وفي إطار حقوقه الإنسانية وأن يتجاوز المحنة الأليمة التي يمر بها بأسرع وقت ممكن».

وفي السياق عينه، استهجن عضو كتلة المستقبل النائب محمد كبارة «استبدال الرئيس السوري بشار الأسد بالموائد الرحمانية في شهر رمضان المجازر والقتل»، منتقدا «الصمت العربي المريب». ودعا كبارة «اللبنانيين إلى نصرة الشعب السوري، والوقوف معه جنبا إلى جنب في مواجهة الطاغية الكبير في سوريا وطغاته الصغار في لبنان»، وقال: «نعم، إنها معركة واحدة في مواجهة رأس الأفعى وأذيالها».

وتابع قائلا: «فلنتحرك جميعا مطالبين القادة العرب بالتحرك لا بالكلام فقط، فلنتحرك جميعا كي يقاطع العرب نظام الأسد، فلنتحرك جميعا كي لا يكون لبنان محامي الشيطان في الأمم المتحدة، فلنتحرك جميعا كي تستيقظ جامعة الدول العربية وتدرك أنَّها عربية فعلا، لا اسما، وأنها مسؤولة عن الشعب السوري البطل، وأنها حليفة الشعب السوري».