مصر: أحزاب ليبرالية تتحالف لخوض الانتخابات بقائمة مشتركة

المراقبون اعتبروها حائط صد لمواجهة صعود التيارات الإسلامية

متظاهرون يرفعون اعلاما مصرية ولافتات تدعو للتصدي للتيارات الإسلامية («الشرق الأوسط»)
TT

يعمل عدد من الأحزاب الليبرالية في مصر الآن على تشكيل تحالف حزبي ليبرالي جديد قالت إنه سيبنى على فكرة «الدفاع عن الدولة المدنية»، وكشف القائمون على هذا التحالف عن أنه يسعى إلى خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمة مشتركة. وقال المراقبون إنه يأتي لمواجهة الصعود المتنامي للتيارات الإسلامية في مصر بعد ثورة 25 يناير.

وخرج عدد من التيارات والأحزاب السياسية الإسلامية في مصر في مظاهرة مليونية الجمعة الماضية في ميدان التحرير ومعظم الميادين المصرية تحت اسم «جمعة الهوية والإرادة الشعبية»، وطالب المتظاهرون بتطبيق الشريعة الإسلامية رافعين شعار «الشعب يريد تطبيق شرع الله.. إسلامية إسلامية». وهو الأمر الذي أثار مخاوف كثيرة لدى القوى الليبرالية والمدنية في مصر، الذين اعتبروا هذه المظاهرة تهديدا للهوية المصرية.

وقال الدكتور عماد جاد، أحد مؤسسي الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إن التحالف المزمع تشكيله سيكون بين مجموعة الأحزاب التي تؤمن بالدولة المدنية، وهي أحزاب معظمها ليبرالية مؤمنة بفكرة اقتصاد السوق، مع مجموعة أحزاب أقرب إلى تيار الوسط، لكن يبقى أن كلها قائمة على أرضية الدفاع عن «فكرة الدولة المدنية».

وأوضح جاد لـ«الشرق الأوسط» أن الأحزاب التي أعلنت نيتها المشاركة في التحالف حتى الآن هي: «الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، المصريين الأحرار، العدل، الجبهة الديمقراطية، مصر الحرية (تحت التأسيس)»، مشيرا إلى أنه يجري الحديث أيضا عن ضم بعض الأحزاب والتيارات الإسلامية الوسطية المعتدلة، مثل (حزب الوسط، التيار المصري «تحت التأسيس»، الحضارة «تحت التأسيس»).

ونوه جاد بأن بعض هذه الأحزاب أعلن انسحابه من «التحالف الديمقراطي من أجل مصر»، الذي كان يضم 28 حزبا بقيادة الإخوان المسلمين والوفد، مبررا ذلك بأن التحالف الجديد يختلف عن التحالف الديمقراطي في أنه ينطلق من رؤية وطنية أصيلة تجمع بينه وهي الدفاع عن الدولة المدنية، عكس التحالف الديمقراطي، الذي هو مجرد تحالف لتقسيم الحصص الانتخابية.

وأكد جاد أن التحالف الجديد يتميز بأنه ليس له زعيم أو قائد، مثل التحالف الديمقراطي الذي يقوده الإخوان المسلمون، على حد قوله، «فالكل هنا متساوون مهما كان الحزب كبيرا أو صغيرا».

وكشف جاد عن أن التحالف سيعمل على خوض الانتخابات البرلمانية القادمة (نهاية العام الحالي) بقائمة مشتركة، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة ربما تشهد اندماجات حزبية بشكل كبير، خصوصا بين الأحزاب ذات الرؤى والأهداف المشتركة، مؤكدا أن جمهورا كبيرا من مؤيدي هذه الأحزاب «دفعنا إلى ضرورة الوحدة والتحالف ما دامت أفكارنا وقيمنا واحدة». وأضاف: «إذا كانت التيارات الإسلامية التي فيها الكثير من التباين على مختلف تشكيلاتها استطاعت أن تقف على قلب رجل واحد، فكيف بباقي التيارات الليبرالية المدنية التي تدافع عن هوية مصر؟».

وشدد جاد على أنه «لا أحد يستطيع أن ينكر أن ما حدث الأسبوع الماضي، من رفع شعارات دينية والخروج المكثف للتيارات الدينية كان (مفزعا)، ومن المؤكد أن المصري العادي استوقفه المشهد بشدة».

من جهته أكد الدكتور عمرو حمزاوي وكيل مؤسسي حزب مصر الحرية، أن القوى الليبرالية في مصر تتأهب للإعلان عن تحالفها نهاية الأسبوع الحالي، لتكون تحت مظلة واحدة تعطيها القدرة على مواجهة التيارات الأخرى، وكمحاولة للتنسيق الانتخابي بين الليبراليين.

وقال الدكتور محمد أبو الغار، أحد قياديي الحزب المصري الديمقراطي، لـ«الشرق الأوسط» إن التحالف الجديد لم يشكل بعد، رافضا أن ينظر إليه على أنه في مواجهة أحد أو أي تيار آخر، وقال: «مثل هذه التحالفات هي من أجل أن نحسن أنفسنا.. وليس لمواجهة أحد».

وحول ما ردده البعض بضرورة أن «جمعة الهوية» أثبتت ضرورة التحاور مع الإسلاميين بشكل عام، قال أبو الغار: «من رأى أن التحاور مع التيارات الإسلامية مُجدٍ فعليه أن يتحاور ويقول لنا كيف لنا أن نتحاور معهم.. أنا شخصيا لا أدري، ولم أحاول».