وقع اشتباك حدودي لبناني - إسرائيلي أمس إثر عبور دورية إسرائيلية قوامها 15 جنديا إسرائيليا نهر الوزاني عند السادسة إلا عشر دقائق صباحا متخطين، وفق ما أعلنته قيادة الجيش اللبناني في بيان لها، «المنطقة المتحفظ عنها لبنانيا والخط التقني لمسافة 70 مترا تقريبا». وتصدت قوى الجيش اللبناني المتمركزة في المنطقة للدورية الإسرائيلية ما أدى إلى حصول إطلاق نار انتهى بانسحاب الدورية الإسرائيلية بعد ساعة ونصف تقريبا من دون تسجيل أي إصابات.
وفي حين أبقت وحدات الجيش اللبناني على «حال الاستنفار لمواجهة أي طارئ»، وشكلت لجنة تحقيق من الجيش عملت بالتنسيق مع لجنة من «اليونيفيل» على إجراء تحقيق ومسح في المنطقة لتحديد الخرق، أعلن الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» نيراج سينغ أن الوضع «هادئ ولا إصابات»، وأشار إلى أن «القائد العام بالإنابة سانتي بوفانتي بقي على اتصال مع الجيشين اللبناني والإسرائيلي، ودعاهما إلى ضبط النفس، كما أن (اليونيفيل) فتحت تحقيقا لمعرفة ظروف الحادث».
وذكر أن «إطلاق نار خفيف حصل ما بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي عند الخط الأزرق في منطقة الوزاني، وعلى الفور توجهت قوات من (اليونيفيل) إلى المنطقة لاحتواء الوضع ومنع أي تصعيد»، وقال: «الأهم بالنسبة لـ(اليونيفيل) هو الوقاية من أي اعتداء، ونريد أن نعرف هدف هذا الاعتداء، لأنه حصل ضمن الخط الأزرق وهذه منطقة حساسة».
وجاء تجدد الاشتباكات العسكرية بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي صباح احتفال لبنان بالعيد السادس والستين للجيش اللبناني وقبل يومين من مرور عام على اعتداءات العديسة التي أدت إلى استشهاد عسكريين لبنانيين وصحافي بعد استهداف نقطة للجيش اللبناني في العديسة، جنوب لبنان. وبعد وقوع الاشتباكات، سيرت القوات الإسرائيلية دوريات مؤللة داخل الجزء الشمالي اللبناني المحتل من بلدة الغجر وعلى طريق الغجر ـ العباسية وصولا حتى موقع الحماري المطل على نبع الوزاني امتدادا حتى مستعمرتي المطلة ومسكاف عام، وفي حين وضع الجيش اللبناني جنوده على الحدود اللبنانية في حال استنفار وتأهب، تحسبا لأي تطورات أمنية مستجدة، سيرت قوات «اليونيفيل» دوريات وصولا على طول الحدود حتى الوزاني.
وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وفي كلمة وجهها خلال احتفال أقيم في الذكرى السادسة والستين لعيد الجيش اللبناني، أكد «التزامنا الكامل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وبواجب التعاون مع الأمم المتحدة وقواتها العاملة في جنوب لبنان، مقدرين لها مشاركتها والتضحيات»، مؤكدا أن «السعي سيستمر لإرغام العدو الإسرائيلي على تنفيذ كامل مندرجات هذا القرار، وصولا لوقف انتهاكاته اليومية للسيادة اللبنانية وتهديداته المتكررة ضد لبنان وشعبه ومنشآته الحيوية؛ محتفظين بحقنا في تحرير أو استرجاع كامل أراضينا التي ما زالت تحت الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية والجزء اللبناني من بلدة الغجر بكل الوسائل المتاحة والمشروعة».
ودعا سليمان إلى «العمل بصورة دقيقة وحثيثة على تحديد وحماية حدودنا البحرية، والمحافظة على كامل حقوقنا في مياهنا الإقليمية وفي منطقتنا الاقتصادية الخالصة»، مناشدا «القادة السياسيين وقادة الرأي العمل الدؤوب على تهدئة الخطاب السياسي – وهو مرتفع وحاد – وتغليب نهج التهدئة وتعزيز المناخ الديمقراطي والروح الميثاقية ومنطق الحوار».
وأكد رئيس الجمهورية أنه «في ضوء التجربة السابقة، ونظرا للطابع التعددي للبنان، وسهولة استنفار العصبيات، تبرز الحاجة إلى أطر تمثيل وتوازن أكثر دقة وتطورا، خصوصا من خلال اعتماد قانون انتخابي جديد، عصري وعادل، من شأنه أن يشكل مدخلا رئيسيا للتغيير ولتثبيت الخيار الديمقراطي وتعزيز السلم الأهلي»، معربا عن اعتقاده بأنه «قد تكون النسبية التي قد لا تكتمل من دونها الديمقراطية الميثاقية في لبنان النظام الذي يمكن أن يتفاهم عليه اللبنانيون، شرط تحديد مفاهيمه وأطره الفضلى».
ورأى سليمان أنه إلى «جانب واجب الاهتمام بمسار العدالة، وضرورة استمرار السعي للتوافق على استراتيجية دفاعية وطنية، والمضي قدما بالتعيينات الإدارية وفقا للآلية التي أقرتها الحكومة السابقة تغليبا لمبدأ الشفافية والكفاءة، بعيدا عن الكيدية والمحاصصة، تتنامى الحاجة إلى المباشرة بتحقيق مطالب الشعب الحياتية وحقوقه الاجتماعية دون إبطاء، ومكافحة الفساد والسرقة والتزوير».
وأكد قائد الجيش العماد جان قهوجي، بعد زيارته الرئيس سليمان على رأس وفد من كبار ضباط القيادة لتهنئته بمناسبة عيد الجيش، أكد أن «الشغل الشاغل للمؤسسة العسكرية في هذه المرحلة الدقيقة، هو الحفاظ على الاستقرار العام في البلاد سواء أكان على الحدود الجنوبية بالتعاون والتنسيق مع القوات الدولية والاستعداد لمواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل، أم في الداخل بالتعاون مع سائر الأجهزة الأمنية»، مشددا على «أننا نؤمن بأن هذا الاستقرار يشكل القاعدة الصلبة لأي نهوض اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي». وأكد أن «الجيش سيبقى ثابتا على قيمه ومبادئه بعيدا عن التجاذبات السياسية وعلى مسافة واحدة من الجميع، وسيبقى صلبا عنيدا في الدفاع عن وحدة لبنان وسيادته واستقلاله».