أبو زهري يدعو إلى تفعيل خيار المقاومة

الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيين والسلطة تحذر من تصعيد يسبق سبتمبر

سامي أبو زهري
TT

استهل الجيش الإسرائيلي أول يوم في رمضان، بقتل فلسطينيين في رام الله، وأصاب ثالثا بجراح خطيرة، في عملية عسكرية، نفذها فجر أمس، في مخيم قلنديا الواصل بين المدينة والقدس، في أكبر تصعيد من نوعه منذ شهور. وتفجر الموقف، بعد أن اقتحم الجيش الإسرائيلي المخيم الذي يقطنه نحو 11 ألف لاجئ فلسطيني، لتنفيذ اعتقالات دورية كما جرت العادة، لكنه فوجئ بعدد كبير من الشبان في شوارع المخيم، كانوا يحتفلون بشهر رمضان ويستعدون لأداء صلاة الفجر، فانفجرت مواجهات عنيفة، انتهت بقتل الجيش شابين واعتقال آخرين. وقال شهود عيان، إن الجيش أطلق الرصاص الحي لثلاث ساعات باتجاه الشبان، فقتل معتصم عيسى عدوان، (23 عاما)، برصاصة في رأسه، ومحمد علي حسن خليفة، (30 عاما)، برصاصة في البطن، قبل أن يصيب مأمون عواد إصابة خطرة، ويعتقل 3 آخرين.

في بداية الأمر، نفى الجيش الإسرائيلي أنه استخدم الرصاص الحي، وقال الناطق باسمه إن الجيش استخدم الغاز المسيل للدموع فقط، قبل أن تعود متحدثة باسم الجيش وتؤكد عملية الاقتحام واشتباك الجنود الإسرائيليين مع أهالي المخيم.

وقالت المتحدثة إن العملية العسكرية كانت تهدف إلى اعتقال «مشتبه فيهم». وأضافت أن خمسة جنود إسرائيليين أصيبوا بجروح خلال العملية.

وشيع الفلسطينيون بعد ظهر أمس، في جنازة كبيرة، جثماني عدوان وخليفة من أمام مجمع فلسطين الطبي، باتجاه منزليهما في مخيم قلنديا لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهما، قبل أن ينطلق الموكب مجددا باتجاه مسجد المخيم الكبير لأداء الصلاة عليهما، ومن ثم باتجاه مقبرة المخيم ليواريا الثرى هناك وسط دعوات للانتقام.

وأدانت الرئاسة الفلسطينية، «الجريمة الإسرائيلية التي أسفرت عن استشهاد شابين في مخيم قلنديا شمال محافظة القدس». وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، «ندين هذه الجريمة الإسرائيلية التي جرت في مخيم قلنديا وأدت إلى استشهاد شابين»، وأضاف «هذه محاولة إسرائيلية لخلق أجواء من التصعيد قبل سبتمبر (أيلول)، (موعد ذهاب الفلسطينيين إلى مجلس الأمن لطلب ضم فلسطين إلى الأمم المتحدة بعضوية كاملة)، إلى جانب اعتداءات المستوطنين المستمرة على المواطنين وممتلكاتهم». وحملت الرئاسة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد. أما حماس، فقالت إن التصعيد الإسرائيلي يستوجب تفعيل خيار المقاومة. وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري، إن «جريمة الاحتلال الصهيوني التي أدت إلى استشهاد مواطنين في مخيم قلنديا برام الله، تعكس صورة من صور العدوان والتصعيد الصهيوني البشع ضد الشعب الفلسطيني». وأضاف في تصريح لـ«المركز الفلسطيني للإعلام» التابع لحماس، أن «هذه الجريمة تستدعي تفعيل خيار المقاومة في الضفة الغربية من أجل حماية أبناء الشعب الفلسطيني»، مطالبا «الأجهزة الأمنية بوقف ملاحقتها لعناصر المقاومة وسحب سلاحهم». وأشار أبو زهري إلى أن توقيت الجريمة الذي يصادف فجر الأول من شهر رمضان المبارك، يؤكد الطبيعة الصهيونية العدوانية التي لا تحترم حرمات ومشاعر المسلمين.