الناطق باسم المعارضة لـ «الشرق الأوسط»: صالح لا يزال في المربع الأول.. ولا خيار إلا مواصلة الثورة

صنعاء: عرفات مدابش

TT

استقبل اليمنيون، أمس، أول أيام شهر رمضان المبارك، في ظل استمرار الأزمة السياسية والأوضاع المعيشية الصعبة، إضافة إلى استمرار المواجهات المسلحة في أكثر من منطقة من البلاد. وتجددت الاشتباكات في مدينة تعز اليمنية في أول يوم من أيام شهر رمضان وبصورة عنيفة، وقال شهود عيان إن قوات الحرس الجمهوري قصفت مناطق عدة من المدينة ودارت اشتباكات بينها وبين المسلحين المؤيدين للثورة.

وذكرت مصادر محلية أن المسلحين تمكنوا من إعطاب عدد من الآليات العسكرية، في حين قتل شخصان، على الأقل، إضافة إلى جرح عدد من المواطنين جراء القصف الذي تضرر منه عدد من المنازل، وتحديدا في شارع الستين. وقال شهود عيان إن المسلحين تمكنوا من السيطرة على بعض الآليات العسكرية وضمنها 15 دبابة. وفي الوقت الذي نشرت وسائل الإعلام الرسمية أخبارا مفادها أن الرئيس علي عبد الله صالح تلقى رسائل تهنئة من الداخل والخارج بمناسبة قدوم شهر رمضان. وعبرت المعارضة اليمنية في تكتل اللقاء المشترك عن إدانتها لجملة من الممارسات التي تحدث على الساحة اليمنية، فقد أدانت «العدوان المستمر من قبل قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي على مدينة تعز وعلى منطقتي أرحب، ونهم». كما أدانت المعارضة اليمنية القصف الذي استهدف يوم الجمعة الماضي معسكرا للمتطوعين القبليين في محافظة أبين، والذي أدى إلى مقتل العشرات منهم، وقالت إن القصف الجوي سبقه بـ«أيام قيام وحدات من الجيش العائلي بإمداد الإرهابيين بكميات كبيرة من الأسلحة والعتاد الحربي عبر مسرحيات الانهزام والتقهقر وانسحاب الضباط والجنود وترك السلاح والعتاد الذي دفع الشعب ثمنه غنيمة بيد أعدائه الإرهابيين».

وطالبت أحزاب اللقاء المشترك في بيان صادر عنها بمناسبة قدوم الشهر الكريم، المجتمع الدولي «بتحمل مسؤوليته السياسية والأخلاقية تجاه حق اليمنيين في الحياة، وأقل ما يجب عليه بهذا الخصوص حظر بيع وتصدير السلاح لبقايا النظام العائلي الذي لا يستخدمه إلا في قمع وقتل المواطنين، وإجهاض ثورة الشعب السلمية ومطالبها العادلة في التغيير وبناء الدولة المدنية المؤسسية الحديثة».

وفي ما يخص الجهود السياسية المبذولة للخروج من المأزق قال محمد قحطان، الناطق باسم تكتل اللقاء المشترك، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن، إن جمال بن عمر، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن، «بذل جهودا هدفها تنفيذ المبادرة الخليجية، وأنه سوف يقدم تقريرا إلى مجلس الأمن بهذا الخصوص»، وقال: «إن خطاب الرئيس بالأمس (أول من أمس، الأحد) يعني أن الرئيس لا يزال في المربع الأول، ولم يتزحزح عن موقفه»، وأكد قحطان أنه «لا خيار أمام اليمنيين إلا مواصلة ثورتهم حتى تحقيق الأهداف».

في الوقت ذاته نقل عن مصادر سياسية أن الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا طلبتا، أول من أمس، الأحد، من نائب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الشروع في إجراءات فورية لنقل السلطة. ولم تذكر الصحيفة في عددها أمس، الاثنين، تفاصيل أخرى. وكان هادي التقى أول من أمس، الأحد، بالسفير الأميركي جيرالد فايرستين والقائمة بأعمال السفير البريطاني، فيونا جيب. وغادر بن عمر صنعاء يوم السبت بعد مباحثات مع مختلف الأطراف اليمنية، ودعا قبل مغادرته إلى حل فوري يفضي للدخول إلى مرحلة انتقالية. وكان وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، حث الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على تنفيذ مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي «دون تأخير»، مضيفا عقب لقائه بوزير خارجية تصريف الأعمال، أبو بكر القربي، أن «بريطانيا تؤيد بشكل كامل مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي اعتبرها أفضل أساس للتوصل إلى تسوية سياسية في اليمن»، مذكّرا أنه «من الأهمية بمكان أن تبدأ عملية الانتقال في أقرب وقت ممكن».

وفي التطورات الأمنية في اليمن أيضا، قتل أكثر من 15 مسلحا من عناصر تنظيم القاعدة في أحدث غارات جوية شنها الطيران اليمني بالقرب من مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين التي ما زالت تحت سيطرة المسلحين منذ قرابة 3 أشهر. ونفذ الطيران اليمني، أمس، غارات جوية على منطقة دوفس، حيث يعتقد أن المسلحين نصبوا عدة مواقع، وحسب المعلومات الواردة من هناك فقد دمرت دبابة في القصف، كان المسلحون قد استولوا عليها في المواجهات، بينما أشارت مصادر محلية إلى أن حصيلة ضحايا الغارات وصلت إلى 32 قتيلا وجريحا.

من جانبه أكد مسؤول محلي أن غارة استهدفت «نقطة تفتيش تابعة لـ(القاعدة)» بالقرب من ملعب الوحدة على بعد 7 كيلومترات شرق زنجبار. وأسفرت الغارة بحسب المسؤول عن تدمير مدرعة وشاحنة وناقلة جند ومدفع تابعة للجيش استولى عليها مسلحو «القاعدة» خلال المعارك السابقة.

وذكر مسؤولون محليون أن غارتين أخريين استهدفتا مواقع لـ«القاعدة» في الخاملة (8 كلم جنوب زنجبار) والعمودية شمال المدينة. وقال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية أن «15 عنصرا من (القاعدة) على الأقل قتلوا في الغارات بينهم القيادي المحلي نادر الشدادي».

على صعيد آخر، عبر مسؤولون أميركيون في اليمن عن انزعاجهم الشديد لنسب تصريحات لهم تتحدث عن الدعوة إلى الحوار في اليمن مجددا وعن ضرورة عودة الرئيس صالح إلى اليمن إلى منصبه، ووجهت السفارة رسالة احتجاج إلى نائب رئيس الغرفة التجارية اليمنية جراء ما قالت إنه حرف ما دار مع المحلق الاقتصادي خلال زيارته لمقر الغرفة، أول من أمس.